أمير القصيم: على الجميع الوقوف ضد ظاهرة المبالغة في "الدّيات" والمتاجرة بدماء الناس

  • 10/12/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أشاد "الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز" أمير منطقة القصيم؛ بجهود لجنة إصلاح ذات البين بالمنطقة، وسعيها في تحقيق التنازل عن الدم في عدد من قضايا القصاص، مبدياً أسفه من أن ظاهرة المبالغة في الديات أصبحت منتشرة في عدد من مناطق المملكة.   جاء ذلك في كلمته الافتتاحية للجلسة الأسبوعية مع المواطنين، التي أقيمت في قصر التوحيد بمدينة بريدة أمس، وخصصت لمناقشة موضوع المبالغة في الديات، وأثر ذلك على المجتمع، والتأكيد على أنه أمر منافٍ لأوامر الشريعة التي نصت عليها الأحكام في القرآن الكريم والسنة النبوية.   وقال "الأمير فيصل بن مشعل": "سنعمل على دراسة هذه الظاهرة، وجعل العفو عن طريق لجنة إصلاح ذات البين بالمنطقة"، مناشداً القبائل والأسر بمنع هذه الظاهرة التي تدعو إلى الجشع والمتاجرة بدماء الناس، ومشدداً على أنه من يفعل ذلك لا يبتغي في العفو وجه الله، وإنما يبحث عن أمور الدنيا، وذلك لا يرضي الله ولا يرضي قيادتنا الرشيدة؛ إذ إنه مرفوض من القيادة ومن جميع من يعي خطورة هذا الأمر.   وأضاف: "للأسف أصبحت المبالغات في دفع الديات منتشرة؛ حيث دخل فيها أمرٌ زادها سوءاً وهو إثارة العصبية القبلية، ووجود المحسوبيات فيه"، مشيراً إلى أن ذلك الأمر يستجلب غضب الله تعالى، مكرراً مطالبته بتعاون الجميع على محاربة هذه الظاهرة، وأن تأخذ جامعة القصيم ذلك بالحسبان، من خلال التعاون مع اللجنة والتركيز على الجانب التوعوي في خطر المبالغة في الديات.   من جانبه أوضح رئيس المحكمة العامة ببريدة "الشيخ إبراهيم الحسني" عِظم العفو الذي بدون عوض مادي، ذاكراً قصة توسط النبي في العفو وإعتاق رقبة من القصاص بالمال وإحقاق الصلح فيما بينهم، متحدثاً عن فوائد العفو والتعاون على البر والتقوى؛ لأنه من التخفيف وهو رحمة من الله لنا، ومستعرضاً سلبيات رفع قيمة الديات والمتاجرة في الدماء؛ إذ إنه ينقل صورة سيئة عن المجتمع بأنه جشع وصاحب مادة، وأن هذه المبالغ الطائلة يكون فيها إذلال لذوي القاتل، منادياً إلى وقف هذه المغالاة والتدخل السريع في حل ذلك.   وبين أمين لجنة إصلاح ذات البين بالقصيم "راشد الشلاش" أن شريعتنا السمحة تأمُر بالصفح؛ لأن من عفا وأصلح فأجره على الله، لافتاً الانتباه إلى أن الله أمر نبيه بالأخذ بالعفو، كما أن الله أمر المؤمنين جميعاً بالعفو والصفح.   وأكد "الشلاش" أن قوة الشجاعة تكمُنُ في العفو عند المقدرة، موضحاً فوائد وأهمية العفو عند الآخرين، ذاكراً قصة نبينا الكريم حينما دخل فاتحاً لمكة المكرمة وعفوه عنهم مع أذاهم في السنين السابقة له.   واستعرض أمين اللجنة جهود وأعمال لجنة إصلاح ذات البين في المنطقة، بدعمٍ من سمو رئيس اللجنة أمير منطقة القصيم في قضايا القصاص والإصلاح الأسري والعقوق ومنازعات الأسر، وإسهام اللجنة في عتق ٢٠ رقبة من القصاص داخل المنطقة وخارجها.   عقب ذلك تحدث عضو لجنة إصلاح ذات البين بالمنطقة "الدكتور محمد الثويني"، مشيرًا إلى أن ديننا هو دين التسامح والعفو، ومستعرضاً بعض القصص لأهالي منطقة القصيم في الماضي القريب؛ حيث كان أخذ الدية لديهم من الأمور المعيبة، ولكن دخول أصحاب الجشع والمتاجرة بالدماء في الموضوع غيّر مسار هذا الأمر، مقترحاً أن يكون هذا اللقاء بداية لحملة توعوية تُنشر على مستويات وأطياف المجتمع في المنطقة جميعها، ويكون بالتعاون مع جامعة القصيم في ذلك.   وبدوره بيّن مدير فرع هيئة الرقابة والتحقيق المكلف في المنطقة "بدر جزاء الحربي" أن شيوع أمر المبالغة في الديات لم يحقق المقصد النبيل منه وهو حفظ النفوس وتحقيق مصالح المجتمع.   ولفت رئيس محكمة الاستئناف "الشيخ عبدالله المحيسن" الأنظار إلى أهم ما في هذا الموضوع؛ وهو القتل نفسه؛ إذ إنها جريمة تعدّ من كبرى الكبائر؛ لأن فيها إراقة دم مسلم وإزهاق نفس، مستعرضاً خطورة قتل النفس وأثره السلبي على المجتمع.   وأوضح الشيخ "المحيسن" أن المقتول تتبعه ثلاثة حقوق هي: حق له "للمقتول"، وحق لأهله وذويه، وحق لله تعالى، موصياً بتتبع نوعية جريمة القتل وشناعتها وعظمها، وأن أي جريمة قتل شنيعة ليس بها دفاع عن النفس والعرض والمال، يترفع عنها المُصلح وفاعل الخير، وأن يرفعوا أيديهم عن التدخل بالعفو ودعمه.   كما استمع أمير القصيم إلى بعضٍ من آراء ومقترحات ومشاركات الحضور في الجلسة لحل هذه الظاهرة المبالغة في الديات، وبعض من الحلول في ذلك، مثل ضرورة إسناد التفاوض في العفو والدية إلى لجنة إصلاح ذات البين، وأهمية تشديد الأحكام في مثل التعدي على الأعراض والممتلكات، وضرورة تكريم كل أسرة أو قبيلة تعفو لوجه الله، وأن يبرز عملهم النبيل والإنساني إعلامياً، ومدى فائدة مراقبة سلوك القتيل في السجن؛ حيث تقدم له لجنة إصلاح ذات البين بالمنطقة الدعم والتعاون في قضيته، ليكون ذلك دافعاً في تحسين سلوكه.

مشاركة :