عمل المراسلين من سوريا أمر خطر جداً، ولكن الكثيرين حاولوا خلال سنوات النزاع الأولى، ومنهم ثيو بادنوس. في تشرين الأول/ أكتوبر 2012 تم اختطافه من قبل جبهة النصرة، واحتجز لمدة سنتين تقريباً، وهذا ما قاله له خاطفوه بعد محاولته الفرار: "أنت خائن، أنت كاذب، صهيوني أمريكي وسأقتلك بيدي" تم إطلاق سراح ثيو بادنوس عام 2014 وقام بإنتاج فيلم وثائقي عن تجربته، وانضم إلي من نيويورك ليخبرني عن قصته. أمانبور: -أهلاً بك معنا، أريد أن أسألك عن والدتك، تصف في الفيلم كيف كنت تراها في أحلامك ومن الواضح أنها كانت تعمل بلا كلل لإطلاق سراحك، كيف تصف لنا اشتياقك لوالدتك وأنت في الأسر؟ ثيو: "لقد خيبت ظن والدتي، كنت أعرف أنني ربما دمرت حياتها وأردت أن أعتذر منها، وأن أتحدث إليها." أمانبور: - أعدت في الفيلم تمثيل ما مررت به وما قام به خاطفوك، من الواضح أنهم مفعمون بكره أميركا، وكانوا سيتصرفون بالطريقة ذاتها مع أي شخص أمريكي قد يجدونه، هل هذا ما اكتشفته؟ ما كان برأيك دافعهم لاختطافك؟ ثيو: "في هذه الحالة أعتقد أنهم كانوا يظنونني عميلاً يمهد لغزو أمريكي، وأرادوا معاقبتي كي يهولوا على الآخرين، كانوا يريدون توجيه رسالة إلى أمريكا بألا تحاول القدوم." أمانبور: - سمعنا العديد من الأسرى المحررين يصفون العديد من خاطفيهم بأنهم ليسوا متدينين إلى حد كبير، وذكرت أيضاً أن مواضيعهم المفضلة خلال الحديث معك كانت عن النساء الغربيات، تقول: حاولوا خلال الدقائق العشر الأولى إقناعي باعتناق الاسلام، ثم سألوني إن كان بإمكاني أن أعرفهم إلى امرأة من دولة غربية" هم إذاً أشخاص مختلطون وليسوا فقط من المتدينين. ثيو: "يمكنهم أن يكونوا في غاية التدين لـ80 أو 90 في المائة من النهار، ثم يهتمون خلال الدقائق المتبقية بالتواصل مع النساء الغربيات، ليست تلك ظاهرة نادرة، أن تحب الله وتخدمه عدة ساعات يومياً ثم ترتكب بعض الأخطاء. هكذا يبررون الأمر لأنفسهم." أمانبور: - لماذا تعتقد أن قصتك انتهت بشكل مختلف عن غيرك، فالولايات المتحدة لم تفاوض بشكل واضح ولم تسمح للعائلة بجمع المال، ولكن من الواضح أنها غضت الطرف أو شجعت بشكل ما، وكان بإمكان القطريين إخراجك. ثيو: "سبب ذلك أنه كان لقطر علاقة جيدة بأشخاص كانوا في جبهة النصرة أو قريبين من جبهة النصرة في ذلك الوقت، كانت مسألة حظ."
مشاركة :