قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح لصحافيين إنه يرى مؤشرات إلى أن المنتجين من داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخارجها يرغبون في المساهمة بتحقيق التوازن في سوق النفط. وخلال مؤتمر الطاقة العالمي في إسطنبول قال الفالح لوكالة «رويترز» إنه لن يحضر الاجتماعات التي تعقد بين «أوبك» والمنتجين المستقلين في إسطنبول اليوم الأربعاء، وإن «اجتماع الغد بين الدول المتواجدة هنا تشاوري وغير رسمي إلى حد كبير». أضاف: «سأغادر الآن نظراً إلى أن لدي ارتباطات ومن ثم فلن أشارك في الاجتماع لكنني سأتابعه من بعد وسأعرف ما اتفقت عليه الدول». ويعقد مسؤولو «أوبك» سلسلة من الاجتماعات لوضع التفاصيل النهائية لاتفاق جرى التوصل إليه في الجزائر الشهر الماضي في شأن تخفيضات بسيطة للإنتاج في أول اتفاق من نوعه منذ 2008. وقال الفالح إنه التقى وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في إسطنبول ووصف مؤتمر الطاقة في المدينة التركية بأنه «خطوة عظيمة للأمام». وقال الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر، إن الشركة تشعر بارتياح إلى أن أسعار النفط ستكون قد تعافت بحلول 2018 وأن ظروف السوق ستكون ملائمة لما قد تكون أكبر عملية طرح عام أولي في العالم. وخلال المؤتمر قال الناصر ان جميع الأسواق ما زالت تخضع للدراسة لطرح ما يصل إلى خمسة في المئة من «أرامكو السعودية». وأضاف ان الشركة تخطط لاستثمار 300 بليون دولار خلال العقد المقبل مع التركيز على الغاز. ووقعت «أرامكو السعودية» 18 مذكرة تفاهم مع شركات تركية في مجالات توليد الكهرباء وبناء المطارات وإدارتها والأعمال الإنشائية في قطاع البترول وإنشاء الطرق. ويتيح توقيع مذكرات التفاهم لتلك الشركات التقدم لمناقصات خاصة بمشاريع أرامكو في السنوات المقبلة ما يساهم في تعميق العلاقات التجارية بين السعودية وتركيا. ونقلت وكالة «تاس» عن نوفاك قوله إن بلاده تدرس حالياً تثبيت إنتاج الخام وليس خفضه. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح أمام مؤتمر الطاقة العالمي أول من أمس بأن موسكو مستعدة للمشاركة في اتفاق «أوبك» المقترح لكبح الإنتاج من دون الكشف عن تفاصيل. وقال نائب رئيس شركة «لوك أويل» الروسية ليونيد فيدون، أن ثانية أكبر شركة منتجة للنفط في روسيا مستعدة لتقييد إنتاجها في إطار اتفاق محتمل مع «أوبك». وأضاف أن تثبيت إنتاج النفط الروسي أمر سهل من الناحية الفنية وتوقع انخفاض الإنتاج العالمي اعتباراً من 1 كانون الثاني (يناير). وقال ناطق باسم شركة «روسنفت» الروسية أن لا معنى لفرض قيود على إنتاج النفط من دون التوصل إلى اتفاق داخل منظمة «أوبك». وكان رئيس «روسنفت إيغور» سيتشين قال في موقف مناقض إن الشركة لن تقيد إنتاجها النفطي في إطار اتفاق محتمل مع «أوبك». وأعلنت وكالة الطاقة الدولية أن المعروض العالمي من النفط قد يصبح متماشياً مع الطلب في شكل أسرع إذا اتفقت «أوبك» مع روسيا على تقليص كبير وكاف في الإنتاج لكن لم يتضح بعد مدى السرعة التي قد يحدث بها ذلك. وأضافت في تقرير عن السوق في آب (أغسطس) أنها تتوقع نمو الطلب العالمي على النفط بواقع 1.2 مليون برميل يومياً العام المقبل لتبقي على توقعاتها من دون تغيير عن الشهر السابق لكنها خفضت تقديراتها للنمو في 2016 بواقع 40 ألف برميل يومياً إلى 1.2 مليون برميل يومياً من نحو 1.3 مليون برميل يومياً الشهر الماضي. وهبطت أسعار النفط من أعلى مستوى في عام متأثرة بمخاوف من ألا يكون خفض الإنتاج من قبل كبار مصدري الخام في العالم كافياً للتخلص من تخمة المعروض التي امتدت على مدار عامين. وانخفض خام «برنت» في العقود الآجلة تسليم كانون الأول (ديسمبر) بواقع 42 سنتاً إلى 52.72 دولار للبرميل متراجعاً عن أعلى مستوى في عام الذي سجله أول من أمس عندما بلغ 53.73 دولار للبرميل في حين انخفض الخام الأميركي في العقود الآجلة 43 سنتاً إلى 50.92 دولار للبرميل.
مشاركة :