إسرائيل تغلق الأراضي الفلسطينية قبل «عيد الغفران»

  • 10/12/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اقتحم عشرات المستوطنين صباح أمس المسجد الأقصى المبارك، وأدى بعضهم طقوساً دينية في «عيد الغفران» اليهودي (الكيبور) تزامناً مع إغلاق الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية المحتلة وجميع نقاط العبور بين إسرائيل وقطاع غزة لمدة 48 ساعة وإعلان حال التأهب القصوى في القدس تحسباً لوقوع أي هجوم فلسطيني تزامناً مع عيد الغفران، أقدس الأعياد اليهودية. وانتشرت قوات الاحتلال الخاصة والأستخبارات والشرطة في ساحات المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح، فيما عززت وجودها عند أبوابه وطرقاته، كما سيرت دورياتها في كافة أنحاء البلدة القديمة. ومنذ صباح الثلثاء بدأت مجموعات المستوطنين باقتحام الأقصى، عبر باب المغاربة الذي تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال المدينة، مع تشديدات على دخول المسلمين خصوصاً منع بعض الشبان من الدخول. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بأن 156 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى صباح أمس بحراسة من شرطة الاحتلال، فيما أدى العديد من المستوطنين طقوسهم الدينية الخاصة داخل ساحات المسجد الأقصى، وبخاصة عند باب القطانين وباب السلسلة، بحراسة من قوات الاحتلال. وأخرجت قوات الاحتلال أحد الشبان من الأقصى واعتدت عليه بالضرب عند باب السلسلة، كما اعتقلت الشاب مفيد غيث. وكانت منظمات «الهيكل المزعوم» دعت لتكثيف اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، خلال «الكيبور»، ووفرت وسائل النقل، ومرافقة للمستوطنين خلال الاقتحام وقدمت لهم شروحات عن الهيكل المزعوم، وسبقها إقامة حلقات بيتية ودراسية حول الهيكل المزعوم ومراسيمه. وأصدرت الهيئة الإسلامية العليا بالقدس، ومجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، ودار الافتاء الفلسطينية، وإدارة الأوقاف الإسلامية بالقدس، بياناً نددت بـ «تمادي الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى» ولفتت الى أن «الأقصى يشهد هذه الأيام هجمة شرسة من منظمات الهيكل المزعوم، إضافة الى التحريض المستمر على اقتحامه وتدنيسه بمناسبة الأعياد اليهودية والتي أصبحت كابوساً على الأقصى وأهله، بدعم من حكومة الاحتلال وأذرعها». وحذرت الهيئات في بيانها من أن «استمرار الاقتحامات وتدنيس الأقصى سيشعل فتيلاً لحرق المنطقة بأكملها»، وحملت الهيئات حكومة الاحتلال كافة المسؤولية عن تبعات الاستمرار في سياستها العنصرية تجاه المرابطين في المسجد والحراس والموظفين والمصلين. وطالبت الهيئات الإسلامية من صناع القرار في العالمين العربي والاسلامي القيام بواجبهم والضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه الانتهاكات في الاقصى، وأن تعود القدس على سلم الأولويات كما طالبت المجتمع الدولي أن يأخذ دوره في تطبيق القرارات التي تدين حكومة الاحتلال في كل ما يتعلق بالمدينة المقدسة بانتهاك مقدساتها وتزوير تاريخها وآثارها. وكانت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أعلنت «إغلاق الضفة الغربية منذ منتصف ليل الاثنين، إضافة الى المعابر مع قطاع غزة حتى منتصف ليل الأربعاء». ولا يشمل الإغلاق 400 الف مستوطن يقيمون في الضفة الغربية المحتلة. وتغلق إسرائيل بانتظام المعابر بينها وبين الضفة الغربية وغزة في الاعياد اليهودية الكبرى خشية وقوع هجمات، ولا تفتحها إلا من أجل الحالات الإنسانية الطارئة. وكانت قوات الأمن الإسرائيلية اعتقلت عشرات الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة غداة هجوم بالرصاص نفذه الفلسطيني مصباح ابو صبيح الأحد في القدس أدى الى مقتل شرطي وامرأة إسرائيليين، ما يثير المخاوف من اندلاع موجة جديدة من العنف مع اقتراب الأعياد اليهودية الكبرى. ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين الإسرائيليين الى ان يكونوا «يقظين، لا سيما قوات الأمن». ومنذ الهجوم، اعتقل عشرات الفلسطينيين إضافة الى اقارب منفذ الهجوم الذين كانوا يريدون المشاركة بعد ظهر الأحد في تأبينه. وقال وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان لاذاعة الجيش الإسرائيلي انه تم اعتقال 31 فلسطينياً كانوا يريدون المشاركة بعد ظهر الأحد في مراسم لتكريم منفذ الهجوم الذي قتل. كما تم اعتقال افراد من عائلته. وأكدت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا سمري انه تم اعتقال 15 فلسطينياً آخرين بتهمة إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه قوات الأمن في احياء مختلفة من القدس الشرقية المحتلة. وأعلن الجيش الإسرائيلي انه اعتقل 16 فلسطينياً غيرهم ليل الاحد الاثنين في الضفة الغربية المحتلة وأغلق ورشة قال انها لتصنيع الأسلحة في الضفة. وكان من المقرر أن يبدأ أبو صبيح الاحد تنفيذ حكم بالسجن لأربعة اشهر بتهمة الاعتداء على شرطي إسرائيلي عام 2013. وقالت وسائل الاعلام الفلسطينية ان ابو صبيح اعتقل مرات عدة بسبب أنشطته المرتبطة بمحيط المسجد الأقصى الذي منع من دخوله لأشهر عدة. وفي آخر منشور له على حسابه على موقع «فايسبوك» يوم الجمعة، قال ابو صبيح انه يشتاق للمسجد الاقصى مؤكداً ان «الاقصى امانة في اعناقكم». وأثار هجوم الأحد تساؤلات لدى الإسرائيليين حول كيفية حيازة ابو صبيح على بندقية ام 16، وهي الرشاشات التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي، وكيف افلت من مراقبة أجهزة الرادار، وهل فعلاً تصرف في شكل منفرد؟ وكانت مطالبة يهود متشددين بالصلاة في المسجد الاقصى سبباً لاندلاع موجة اعمال العنف التي تشهدها الاراضي الفلسطينية وإسرائيل والقدس منذ مطلع تشرين الاول (اكتوبر) 2015 والتي اسفرت عن استشهاد 232 فلسطينياً ومقتل 36 إسرائيلياً اضافة الى اميركيين اثنين واريتري وسوداني، بينما دعا نائب بلدية القدس الإسرائيلية مئير ترجمان الى فرض عقوبات على السكان الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة بعد الهجوم الذي نفذه صبيح. وأمر ترجمان بتجميد كافة مخططات البناء في القدس الشرقية المحتلة قائلاً ان «سكان القدس الشرقية يرغبون بقتلنا والقضاء علينا. لماذا ينبغي علينا اعطاؤهم فرصة اضافية كل يوم؟». ومن المتوقع ان يتوجه آلاف من اليهود الى حائط البراق (المبكى) في البلدة القديمة بالقدس من أجل يوم الغفران. ويعتبر اليهود حائط المبكى الذي يقع أسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو أقدس الأماكن لديهم. وتخشى السلطات الإسرائيلية اندلاع موجة جديدة من اعمال العنف في تشرين الاول الجاري مع اقتراب اعياد يهودية مثل يوم الغفران الاربعاء وعيد السوكوت (العرش) الاسبوع المقبل، لا سيما أن فترة الاعياد اليهودية في 2015 شهدت توتراً شديداً، واندلعت موجة عنف لا تزال مستمرة حتى اليوم. الى ذلك، أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «الشين بيت» الثلثاء اعتقال شاب فلسطيني من مخيم شعفاط للاجئين في القدس الشرقية المحتلة الشهر الماضي كان يخطط لعمليات هجومية منها عملية في حافلة في مستوطنة بسغات زئيف الإسرائيلية. وأضاف الشين بيت ان الشاب محمد الجولاني تلقى تعليمات من قيادة حركة «حماس» في قطاع غزة. وفي تطور منفصل، هدم الجيش الإسرائيلي ليل الاثنين الثلثاء منزلاً في الضفة الغربية المحتلة يعود لفلسطيني متهم بالمشاركة في قتل مستوطن وزوجته العام الماضي. وأعلنت مصادر أمنية فلسطينية انه تم تفجير الجدران الداخلية لمنزل أمجد عليوي في الطابق الثالث من مبنى سكني في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة. وأكد الجيش ان عليوي كان عنصراً في «الخلية الارهابية المسؤولة عن التخطيط وتنفيذ هجوم في الاول من تشرين الاول الماضي الذي قتل فيه المستوطنان بالرصاص في سيارتهما قرب بيت فوريك» في شمال الضفة الغربية، مشيراً الى ان عليوي قام «بشراء السلاح الذي استخدم في الهجوم».

مشاركة :