لندن - ا ف ب: توقعت وكالة الطاقة الدولية أمس أن تستمر تخمة إمدادات النفط في الأسواق العالمية حتى منتصف العام المقبل إلا إذا نفذت منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) وعدها وخفّضت إنتاجها من الخام. واستعادت أسعار النفط عافيتها بشكل ثابت منذ أن أعلنت أوبك الشهر الماضي نيتها خفض إنتاجها على أن تتفق على تفاصيل ذلك في اجتماعها في نوفمبر المقبل، وقالت الوكالة في تقريرها الشهري إن تنفيذ ذلك "سيسرع عملية" استهلاك المخزونات العالمية من النفط. وجاء في التقرير أنه "حتى مع المؤشرات الأولية على أن المخزونات المتضخمة آخذة في الانخفاض، فإن توقعاتنا للعرض والطلب تشير إلى أنه في حال ترك السوق على حاله، فإن تخمة الإمدادات قد تستمر حتى النصف الأول من العام المقبل". وأضاف أنه "إذا التزمت أوبك بهدفها الجديد، فإن عودة التوازن إلى السوق قد تحدث في وقت أسرع". ورغم أن اتفاق أوبك على خفض الإنتاج واجه تشككاً من المحللين، إلا أنه أثر على سوق النفط، حيث أشارت الوكالة في تقريرها إلى أن أسعار النفط ارتفعت بنسبة 15% منذ إعلان المنظمة قرارها في 28 سبتمبر. وارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ أشهر بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين إن بلاده، وهي ليست عضواً في أوبك، مستعدة للتعاون مع مساعي أوبك لخفض إنتاج النفط. وفي تعاملت صباح أمس الثلاثاء ارتفع سعر نفط غرب تكساس المتوسط ونفط برنت إلى ما فوق عتبة 50 دولاراً للبرميل ليصل إلى 50,90 دولار و52,89 دولار للبرميل على التوالي. وقالت الوكالة إن "لعبة الانتظار انتهت، وتخلّت أوبك فعلياً عن سياسة للسوق الحرة التي تتبعها منذ عامين تقريباً". وقالت الوكالة التي مقرّها باريس إن إمدادات أعضاء أوبك الـ 14 من الخام وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في سبتمبر. وأشارت إلى أن كلفة ذلك كان انخفاضاً دراماتيكياً في أسعار النفط منذ 2014 ما تسبّب في معاناة مالية كبيرة لجميع الدول المنتجة "حتى تلك التي تمتلك مخزونات مالية هائلة مثل السعودية". أما الدول التي تفتقر إلى مثل هذه المخزونات المالية مثل نيجيريا فقد دخلت في أزمة ميزانية وأزمة عملات أجنبية. ولكن ربما تكون أوبك قد قرّرت أخيراً تغيير المسار. وقال حسين سيد كبير إستراتيجيي السوق في مؤسسة "اف اكس تي ام" للسمسرة "الآن وبعد أن انتهت المعركة على الحصص في السوق، نستطيع أن نقول إن أسوأ مراحل أسعار النفط أصبحت وراءنا". وقالت أوبك في اجتماعها في سبتمبر أنها وافقت على خفض إمداداتها بنحو 750 ألف برميل يومياً ليصل إلى ما بين 32,5 و33 مليون برميل يومياً. وفيما لم تقدّم الوكالة أية توقعات بشأن إمكانية تنفيذ أوبك لوعدها بخفض الإنتاج، إلا أن تقريرها أشار إلى أن جميع الرهانات على ارتفاع أسعار النفط تصبح لا قيمة لها في حال لم تنفذ أوبك ذلك الوعد. وخفضت الوكالة الدولية أمس توقعاتها لنمو الطلب في 2016 إلى 1,2 مليون برميل يومياً مقارنة مع 1,3 مليون برميل يومياً توقعتها الشهر الماضي، كما توقعت نفس الزيادة للعام المقبل مع تباطؤ نمو العديد من الاقتصادات. وقالت إن النمو الاقتصادي "يتلاشى" في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية المتقدمة، ويتباطأ في الصين. إلا أنها قالت إن نمو الطلب على النفط في الهند "عاد بقوة كبيرة" بفضل مشاريع النقل البري، بينما أظهر النمو في روسيا "ارتفاعاً مفاجئاً" رغم حالة الركود التي يعاني منها الاقتصاد.
مشاركة :