قال رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام «إن مؤتمر باريس الذي عقد على خلفية ما تأسس في أيلول (سبتمبر) الماضي في الأمم المتحدة لمجموعة دعم لبنان وبجهد كبير من الرئيس ميشال سليمان، جاء ليؤكد التزام الدول الكبرى أمن واستقرار وضمان مستقبل لبنان، وسط خضم الوضع الإقليمي والدولي غير المستقر». وقال في دردشة مع الإعلاميين في السراي الكبيرة: «ان مؤتمر باريس كان له وقع وتأثير كبيرين. ومع الأسف سبقه بعض التشكيك في إمكان عقده وسط الأجواء التي طرأت دولياً، ولكن تبين أنه رغم كل شيء هناك نية جدية وحازمة لدعم لبنان، وهذا الدعم تجلّى بالمواقف والكلمات والبيان الذي صدر وأكد أهمية تشكيل الحكومة والمضي في أداء دورها في مواجهة الكثير من التحديات وأبرزها الوضع الأمني والاجتماعي والإنساني الناتج من الأزمة السورية والنازحين السوريين، وكذلك الوضع الاقتصادي والمالي». وشكر «هذه الدول ورئيس الجمهورية على الجهد الكبير الذي بذله وآمن به وتابعه إلى أن أوصلنا الى هذه المناسبة الكبيرة في باريس. وآمل أن نتمكن كلبنانيين بما نتحمّله وسنتحمّله من مسؤوليات من ترجمة هذا الدعم الدولي ليلقى طريقه العملي لتخفيف آلامنا ومعالجة الكثير من مشاكلنا». وقال: «من أبرز ما تم الحديث عنه في هذا المؤتمر، الدعوة الواضحة والصريحة في أن تمضي الحكومة لنيل الثقة ولعب دورها في هذه المرحلة». وعما إذا كان لنتائج باريس انعكاس على البيان الوزاري، قال: «انه شأن آخر، ما حصل في باريس أمر مهم لدرجة أننا رأينا دولاً كبرى لم تتوقف عند بعض التباينات الداخلية في لبنان، والفروق أو الاختلافات أو التأخير الذي يحصل عندنا، وهي أكدت على رغم هذا التأخير انها ماضية في دعم لبنان وتشدّد على ذلك، وهذا في حد ذاته مفارقة يجب أن تؤخذ في الاعتبار». وأمل أن يكون هناك «بعد الشيء المعنوي بعدٌ مادي لتأمين احتياجاتنا التي تتفاقم». ولفت سلام الى «أن ما حصل في باريس يشكل تكريماً للبنان ويضعه في مكانة عالمية كبيرة، وهذا أمر نعتز به ويحضنا ويساعدنا على الالتفاف حول بعضنا بعضاً ومعالجة أمورنا بجدية ونمضي في تحقيق استحقاقاتنا». وقال: «الكل يعلم أن في لبنان نظاماً ديموقراطياً يتضمن في ما يتضمن استحقاقات دستورية كبيرة أبرزها في هذه المرحلة الحكومة والثقة ومن بعدها استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية». وقال سلام رداً على سؤال: «ليست مواقف الرئيس سليمان التي تعرقل (البيان الوزاري) وإنما مساحة عدم الثقة الكبيرة بين القوى السياسية التي يلزمها بعض الوقت لرأبها وتجاوزها. وأنا قلت في مناسبات عدة ان اجتماعات لجنة صياغة البيان الوزاري كانت راقية ومتقدمة جداً وغنية بالمطالعات والحجج والطروحات السياسية بين كل القوى السياسية وهذا أمر إيجابي وجيد، ويحدوني الى القول إننا لسنا يائسين بل نعوّل على المرحلة المقبلة». وعما إذا كانت هذه الحكومة ستتولى مهام رئاسة الجمهورية، قال سلام: «كل هذه المسائل سابقة لأوانها، وأنا قلت منذ البداية إن امام هذه الحكومة مهمة ضمن الاشهر الثلاثة المقبلة إذا أنجزتها ومضت الأمور على خير تكون هذه الحكومة قد أدّت خدمة كبيرة وقامت بواجباتها». وعندما قيل له: هل يمكن أن تكون ضريبة هذا المؤتمر الدولي تصلّباً كبيراً لناحية حق لبنان في المقاومة؟ أجاب: «لم نسمع أي كلام في باريس حول هذا الأمر في هذا الاتجاه أبداً، وكل ما سمعناه هو دعم لبنان ودعم تماسكه وتلبية احتياجاته ومواجهته لكثير من الاستحقاقات التي أثقلته في الفترة السابقة». وأكد ان «موضوع النازحين السوريين أخذ حيّزاً كبيراً في المؤتمر ومنا جميعاً نظراً الى تفاقم أعداد النازحين، وهناك بعض المؤشرات في ظل الأزمة المفتوحة في سورية والتي نحرص على النأي بأنفسنا عنها حتى نخفّف آثارها السلبية علينا، الى تفاقم هذا الأمر أكثر ومضاعفة الأعداد. وفي بلد بحجم لبنان يتحوّل النازحون إلى ربع أو نصف شعبه، ما يعني ان الأمر يصبح عبئاً كبيراً عليه. لم نعد نستطيع الإيفاء بالتزامات واستحقاقات شعب من أربعة ملايين نسمة، وبات علينا ان نؤمن التزامات لأعداد أكبر بكثير». وفي شأن تقديم شكوى الى مجلس الامن ضد الغارات السورية على لبنان، قال: «هذا موضوع يحتاج إلى بحث في شكل آخر». وعن البيان الوزاري ورأيه في موضوع حق لبنان في المقاومة، أجاب: «كل شيء في وقته حلو، وموقفي واضح وأعلنته منذ تكليفي. أنا أتحمّل مسؤولية استيعاب التباينات السياسية وليس لأكون جزءاً منها. ومن هذا الموقف والموقع الذي حملته على مدى عشرة أشهر في فترة التأليف، ما زلت أحمله اليوم في فترة صياغة البيان الوزاري، وبالتالي أي رأي سأعطيه الآن ليسجل لهذا الفريق أو ذاك أو حتى يسجّل للبنان لن يفيد قبل أن نصل إلى شيء مشترك يتفق عليه الجميع. وعندما تتفق القوى السياسية في ما بينها، فأنا موجود لأخدمها، ولكنني لست موجوداً لأقفز فوقها أو لأفرض عليها شيئاً. أنا أعرف إمكاناتي وحدودي ولدي مسؤوليات كبيرة وحسّاسة ودقيقة في هذه المرحلة، والاعتناء بها والاهتمام بتوظيفها بشكل إيجابي وبنّاء تجاه الجميع هو هاجسي اليومي». وحول الحراك الذي يقوم به رئيس المجلس النيابي نبيه بري وما إذا كان سينتج حلاً وسطاً في البيان الوزاري، قال سلام: «الرئيس بري من القيادات الكبرى في البلد والتي لها كلمتها ودورها وصدقيتها وواكبتنا في مرحلة التأليف واليوم في مرحلة البيان الوزاري وفي مراحل مقبلة ونتعاضد معها لما فيه خير البلد». وشكل هذا الموضوع محور لقاء بين بري ووزير الصحة وائل ابو فاعور في حضور وزير المال علي حسن خليل. ولفت وزير البيئة محمد المشنوق الى «أن هناك وساطات تتم لإيجاد جو يقضي بتدوير الزوايا على أن يكون روح «اعلان بعبدا» موجوداً ضمن البيان الوزاري وكذلك روح المقاومة، وإذا وصلنا الى مثل هذا التفاهم على المبدأ فالصياغات تصبح اكثر سهولة». لبنان
مشاركة :