خدعة هزيمة إسرائيل!.. - يوسف الكويليت

  • 3/7/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إذا كانت حرب كسر العصي بين الغرب وروسيا على أوكرانيا تجري على كل المستويات بما فيها حشد القوى العسكرية، فإسرائيل في منطقتنا العربية ومحيطها تلعب دور القوة العظمى، فقد استطاعت زمن السلم تدمير قواعد صواريخ سورية بالبقاع، ودمرت مثلها لحزب الله، لدرجة أنها تعلم ما يتحرك داخل الأرض السورية - اللبنانية والغريب أنها تقوم بهذه الممارسات فيأتي رد الفعل أن تلك الجهات سوف ترد في وقت تختاره، وهي اللغة الاستسلامية وقد استطاعت زرع أجهزة تنصت داخل حرم حزب الله، وزرعت الجواسيس من داخله، وكل رصاصة تذهب إليه قادمة من إيران عبر سورية تعرفها، وتعمل على تدميرها وبشواهد تعلن على الملأ.. اعتراضها سفينة أسلحة إيرانية متوجهة لغزة، كما تقول إسرائيل، وتصويرها موجودات السفينة في عرض البحر الأحمر وبعملية تعاونت فيها أمريكا معها، يكشف مدى هشاشة هذه الدول وكشفها العجز التام أن تطبق شعاراتها بالمقاومة والممانعة، بل إن حشد قواتها في الجولان وفي الجنوب اللبناني بالقرب من ثكنات ومقرات حزب الله، جعلها تختار التصرف الذي تريد، أي أن أمن هذه الدول مخترق ومكشوف بما فيها إيران، وإلاّ كيف تابعت تلك السفينة منذ خروجها من الجهة التي أرسلتها، إلى موقع الحدث بالاستيلاء عليها قبل أن تصل للجهة المطلوبة.. منذ شعارات رمي إسرائيل في البحر، إن صدقت وإلى عنتريات بعض الدول بتدميرها وإزالتها من الوجود لا نجد الحقيقة الثابتة بكشف واقع هذا العدو، ومدى الاستعداد للوقوف عسكرياً تجاهه، أو طرح سلام تسنده قوة عربية لديها المعادلة مع إسرائيل، لكن ما نراه أن كل الجيوش الموجودة الآن غير قادرة بل ومشلولة أمام دولة رفضت حتى مداولات أفكار السلام إلاّ بشروط تراها صك استسلام من العرب، وحقيقة أخرى نتجاهلها أن دولة تنتج معظم سلاحها بمافيه النووي، وتدخل ضمن الدول المصدرة للسلاح بما فيها لأوروبا وأمريكا، لا نجد تماثلاً ولو بنسبة أقل مما تنتجه إسرائيل في تصنيع وتطوير السلاح الرادع، بل يجري الاستيراد والتزود من قبل دول تشترط ألّا تقدم سلاحاً يهددها بما في ذلك الصين وروسيا، وحتى الدول المنتجة لبعض الأسلحة التقليدية.. لا يعني هذا أن تستسلم الدول العربية، لأن فيتنام استطاعت صد ثلاث حروب لثلاث دول عظمى، اليابان، وفرنسا وأمريكا لكن الفارق أنهم أصحاب إرادة ونحن مجرد صوت بلا صدى، وحتى المقاومة الفلسطينية التي كانت حرب استنزاف تضررت منها إسرائيل دخلت صفقة المزايدات، فتفرق الفلسطينيون ونجحت سياسة إسرائيل.. إيران أكبر من زايد على هذه القضية برموزها الدينية والعسكرية، ولكنها تلتقي معها سراً ولا تزال تعامل يهودها المحسوبين على إسرائيل بما يفوق تعامل المواطنين الآخرين، وقد بلع الخدعة بعض العرب لأن البحث عن منقذ حتى لو بالتصريحات والاستهلاك المحلي، نجد من يتقوى بمخادع وهي صيغة المهزوم بالحرب النفسية قبل العسكرية.. معادلة القوة مع أي عدو، لا تأتي من خلال الضجيج الإعلامي، بل في بناء القدرات واستثمارها، والعرب ومعهم إيران عاجزون أن يواجهوا إسرائيل، إلاّ بما يداعب أحلام السذج ومن أكلوا أكثر من طعم على الريق وبين الوجبات.

مشاركة :