عبد الحميد الرياحي يكتب: حلب.. عنوان هزيمة المشروع الأمريكي

  • 10/12/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يؤكد الكاتب الصحفي التونسي، عبد الحميد الرياحي، رئيس تحرير صحيفة الشروق، أن معركة حلب باتت بحكم الأحداث وتحولات الحرب ورهانات كل الأطراف عنوانا للانتصار، ومن ينتصر في معركة حلب فقد كسب الحرب وضمن إجهاض استراتيجية خصمه، كما ضمن كسر عظمه بعد حرب دامية ومدمرة تستمر لقرابة الست سنوات. ويرى الكاتب، أن معركة حلب بصدد أن تحسم لفائدة الجيش العربي السوري أي لفائدة سوريا الدولة والشعب، ولفائدة حليفها الروسي الذي أفضى تدخله في الحرب بطلب من الدولة السورية الى انقلاب موازين القوى في ميادين القتال رأسا على عقب، والإدارة الأمريكية التي دخلت هذه الحرب بكل ثقلها، سواء بطريقة مباشرة أو عن طريق حلفائها في الإقليم وصنائعها على الميدان من جماعات مقاتلة ، تندرك جيدا هذه الحقيقة. وأوضح الرياحي، في مقاله المنشور اليوم الأربعاء، بصحيفة الشروق التونسية، أن انتصار سوريا يعني أولا انهيار الاستراتيجية الامريكية القائمة على التحالف مع جماعات الاسلام السياسي وعلى اطلاق كرة «الفوضى الخلاقة» تتدحرج في العواصم العربية.. وانتصار سوريا هو ثانيا انتصار لروسيا التي سوف تضمن بقاء حليف قوي وموثوق منه في الشرق الأوسط. ويشير الكاتب إلى السياسات الأمريكية التصعيدية في سوريا، ويراها سياسات خاطئة علاوة على انها خرقاء وتشكل تهديدا فعليا وحقيقيا للسلم والأمن الدوليين.. وتساءل: هل تعود الادارة الأمريكية إلى رشدها؟ أم أن خوف الديمقراطيين من خسارة الرئاسيات القادمة سوف يدفعهم إلى مزيد من الخطوات المتهوّرة بحثا عن دعم حظوظ مرشحتهم هيلاري كلينتون، حتى وان أدى الأمر إلى المغامرة بتفجير حرب عالمية ثالثة.. قد لا تبقي ولا تذر؟ نص المقال : يبدو أن لعبة المواقع والمصالح التي تخوضها روسيا وامريكا على الأراضي السورية بصدد دخول فصل جديد ينذر بتحولات صاعقة.. قد تفضي الى مواجهة مباشرة بين القوتين الاعظم. ذلك أن معركة حلب باتت بحكم الاحداث وتحولات الحرب ورهانات كل الأطراف باتت عنوانا للانتصار. ومن ينتصر في معركة حلب فقد كسب الحرب وضمن اجهاض استراتيجية خصمه كما ضمن كسر عظمه بعد حرب دامية ومدمرة تستمر لقرابة الست سنوات. ومعركة حلب بصدد ان تحسم لفائدة الجيش العربي السوري أي لفائدة سوريا الدولة والشعب ولفائدة حليفها الروسي الذي أفضى تدخله في الحرب بطلب من الدولة السورية الى انقلاب موازين القوى في ميادين القتال رأسا على عقب. والادارة الامريكية التي دخلت هذه الحرب بكل ثقلها سواء بطريقة مباشرة أو عن طريق حلفائها في الاقليم وصنائعها على الميدان من جماعات مقاتلة تكابد واشنطن لابعاد تهمة الارهاب عنها تدرك ذلك جيدا . فهي تتدخل لإجراء عمليات تجميل عليها لتضمن تصنيفها في خانة ما يسمّى «المعارضة المعتدلة» وتضمن لها بالتالي النجاة أو الحصانة من ضربات الطيران الروسي والسوري تماما مثل ما يحدث مع جبهة النصرة التي تصنف ارهابية ولكن حين تغيّر تسميتها الى «جبهة فتح الشام» تدخل في خانة «الاعتدال» وتحظى بالتالي بغطاء أمريكي واضح لتبقى بمثابة بيادق لها على رقعة الشطرنج. وحسم معركة حلب لفائدة الجيش العربي السوري سوف يعني تحقيق هدفين كبيرين على الأقل: ـ انتصار سوريا أولا يعني انهيار الاستراتيجية الامريكية القائمة على التحالف مع جماعات الاسلام السياسي وعلى اطلاق كرة «الفوضى الخلاقة» تتدحرج في العواصم العربية فتأخذ في طريقها أنظمة وحدودا وتهيئ الأرضية لقيام «الشرق الأوسط الجديد» على أسس عرقية وطائفية.. يفضي إلى قيام دويلات قزمية خاضعة لأمريكا وتدور في فلك حليفها الاستراتيجي الكيان الصهيوني. ـ انتصار سوريا هو ثانيا انتصار لروسيا التي سوف تضمن بقاء حليف قوي وموثوق منه في الشرق الأوسط.. علاوة على تحطيم كرة نار ـ الفوضى الخلاقة ـ التي يراد لها أن تتجه إلى الداخل الروسي بعد «المقاولة السورية».. وكذلك على لجم الجموح الأمريكي نحو ارساء نظام دولي جديد على أساس القطب الواحد.. وهو ما سيجعل من القوى الصاعدة مثل روسيا والصين مجرد لاعبين اقليميين. لأجل هذه الرهانات الكبرى. ولتفادي انهيارات بالجملة سوف تنتج عن خسارة معركة حلب تبدي الادارة الأمريكية كل هذا التشنج. وتسقط الاتفاق الذي أبرمته مع الروس. وتمضي في خطوات تصعيدية قد تفضي إلى حرب مباشرة مع الروس الذين أعلنوا صراحة أن أي عدوان على الجيش السوري هو عدوان على روسيا. وسيتم التعاطي معه على هذا الأساس. وهذه السياسات الأمريكية التصعيدية هي سياسات خاطئة علاوة على انها خرقاء وتشكل تهديدا فعليا وحقيقيا للسلم والأمن الدوليين. فهل تعود الادارة الأمريكية إلى رشدها؟ أم ان خوف الديمقراطيين من خسارة الرئاسيات القادمة سوف يدفعهم إلى مزيد من الخطوات المتهوّرة بحثا عن دعم حظوظ مرشحتهم هيلاري كلينتون.. حتى وان أدى الأمر إلى المغامرة بتفجير حرب عالمية ثالثة.. قد لا تبقي ولا تذر؟

مشاركة :