يحذر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي التونسي، عبد الحميد الرياحي، رئيس تحرير صحيفة الشروق التونسية، من الاحتمال الخطير والقائم، بتوجه تنظيم داعش الإرهابي، ليلعب الدور المقدر له في بلاد المغرب العربي، بعد أن تكشف السر الكبير والخطير: «داعش» هو بندقية للايجار.. قبله كان تنظيم «القاعدة» الذي اخترع في دهاليز المخابرات الأمريكية وزرع في الأرض الأفغانية لإدماء الدب السوفياتي . ويرى المحلل السياسي التونسي، أنه في خضم التحولات الاقليمية والدولية العاصفة، وفي صميم الاستراتيجية الأمريكية لتقسيم وإعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد، تبرز الحاجة إلى مخلب قط جديد، أو إلى بنادق جديدة للإيجار، لتجري فبركة وتأهيل تنظيم جديد يلعب الدور ويقوم بالمهمة. ويشير الكاتب في مقاله المنشور اليوم بصحيفة الشروق التونسية، إلى أن الحاجة للدواعش قد انتفت في الشرق بعد أن فعلت الفوضى الخلاقة فعلها وبعد تدخل الدب الروسي، لكن لا شيء يوحي الآن بانتفاء الحاجة الى هذه البنادق المسخّرة للايجار والتي قد توظف في مقاولة جديدة قد تشمل تونس والجزائر . وقال الرياحي : الحكمة تقتضي أن نلتفت حولنا ونحسب ونقدّر. وأن نعوّل على أنفسنا والا نطمئن للابتسامات الصفراء والوعود المتهاطلة، وأن نسعى الى وضع أيدينا في أيدي اشقائنا الجزائريين طالما ان العدو واحد والخطر واحد والمصير واحد. فهل ينتبه أهل القرار ومن ورائهم التونسيون والتونسيات؟ نص المقال: يوما بعد يوم ينكشف تنظيم «داعش» وينكشف باعثوه وداعموه وممولوه ومستخدموه. وتنكشف الأهداف والغايات التي بعث لأجلها. وفي المحصّلة ينكشف السر الكبير والخطير: «داعش» هو بندقية للايجار.. قبله كان تنظيم «القاعدة» الذي اخترع في دهاليز المخابرات الأمريكية وزرع في الأرض الأفغانية لإدماء الدب السوفياتي . الان، وفي خضم التحولات الاقليمية والدولية العاصفة.. وفي صميم الاستراتيجية الأمريكية لتقسيم وإعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد تبرز الحاجة إلى مخلب قط جديد.. أو إلى بنادق جديدة للايجار لتجري فبركة وتأهيل تنظيم جديد يلعب الدور ويقوم بالمهمة. وكما كان الشأن بالنسبة الى تنظيم «القاعدة» عندما تعاظم دوره وطمح للعب لحسابه حين أزفت آزفة إقصائه فإن نفس المقادير تتكرّر مع تنظيم «داعش» الذي قام بالجزء الأكبر من المهمة وبات وجوده محل صداع ومجلبة للمشاكل بعد أن انفلت من عقاله وبات يريد هو الآخر أن يلعب لحسابه، خاصة بعد أن بات واضحا أنه ملاق نفس مصير «القاعدة» أواخر ثمانينات القرن الماضي. في هذه اللحظات الصعبة والمجنونة التي يتلقّى فيها التنظيم الضربات القاصمة في العراق وسوريا فإن اتجاهه الى ليبيا بما ستشهده من صراعات وحروب وانفلات وفوضى عارمة يصبح أمرا عاديا لأنه تقريبا حكم اضطرار وليس حكم اختيار وحين يشتدّ عليه الخناق في الجغرافيا الليبية فإنه متطلّع لا محالة لدول الجوار بحثا عن مهرب وطلبا لبطن رخو يمكن أن تأويه أو يتغلغل فيها لفترة من الزمن. وفي هذا الباب فإن بلادنا قد تشكل هذه الوجهة أولا بحكم تواجد ما لا يقل عن 3 آلاف داعشي تونسي يقاتلون في سوريا والعراق وسوف يتسلّلون أمام ضربات العراقيين والروس والسوريين الى ليبيا وثانيا بحكم تواجد أعداد أخرى من التونسيين الذين يقاتلون في صفوف التنظيمات الإرهابية على الأراضي الليبية وستكون تونس وجهتهم الأولى. وهذه المعطيات وغيرها مما لا يخفى على أصحاب الشأن والقرارات السياسية والأمنية والعسكرية تحتّم على كل الأطراف وعلى كل التونسيين الانتباه الى المخاطر الحقيقية الداهمة والوشيكة. مخاطر تفرض التوقف العاجل عن لغو السياسة ومناكفات المنابر والتركيز على توعية الناس بالرهانات الحقيقية وبالتحديات الكبرى التي بدأت تقرع ابوابنا والتي قد لا تبقي ولا تذر متى غفلنا عنها وأهملنا واجب الاعداد الجيد لمواجهتها وانهاء مخاطرها على البلاد وعلى العباد. قد تكون الحاجة للدواعش قد انتفت في الشرق بعد أن فعلت الفوضى الخلاقة فعلها وبعد تدخل الدب الروسي، لكن لا شيء يوحي الآن بانتفاء الحاجة الى هذه البنادق المسخّرة للايجار والتي قد توظف في مقاولة جديدة قد تشمل تونس والجزائر لا قدر الله. والحكمة تقتضي أن نلتفت حولنا ونحسب ونقدّر. وأن نعوّل على أنفسنا والا نطمئن للابتسامات الصفراء والوعود المتهاطلة، وأن نسعى الى وضع أيدينا في أيدي اشقائنا الجزائريين طالما ان العدو واحد والخطر واحد والمصير واحد. فهل ينتبه أهل القرار ومن ورائهم التونسيون والتونسيات؟.
مشاركة :