حمّل عضو لجنة المشروعات في البرلمان المصري سيد سلطان، البيروقراطية الحكومية مسؤولية عزوف الشباب عن برامج المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مشيراً إلى أن اللجنة تدرس حزمة من المقترحات لحل المشاكل التي تواجه الشباب، وأكد سلطان في حوار مع «الجريدة» أن تيسير إجراءات منح التراخيص الخاصة بهذه المشروعات سيساهم في القضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وفيما يلي نص الحوار. • ما أسباب عزوف الشباب عن المشروعات الصغيرة والمتوسطة رغم ارتفاع نسبة البطالة؟ - في رأيي، السبب الرئيسي الذي أدى إلى عزوف الشباب عن الاتجاه إلى المشروعات المتوسطة والصغيرة ومنتاهية الصغر هو البيروقراطية والروتين الحكومي شديد التعقيد، إذ إن إجراءات إنهاء التراخيص الخاصة بهذه المشروعات تستغرق وقتاً طويلاً، الأمر الذي جعلهم يشعرون بالملل ويرفضون الاستمرار في استكمال الإجراءات. • ما الإجراءات التي اتخذتها لجنة المشروعات في البرلمان لحل هذه الأزمة؟ - عقدنا خلال الفترة الماضية عدة لقاءات مع نائب محافظ البنك المركزي ورؤساء عدد من البنوك الحكومية منها بنك مصر والبنك الأهلي وبنك ناصر لتسهيل إجراءات منح القروض للشباب بنسبة فائدة بسيطة جداً، كما أن اللجنة خلال دور الانعقاد الأول لم تكتفِ بمناقشة المشروعات والاستماع إلى مشاكل الشباب الخاصة بالمشروعات، بل عملت على النزول ميدانياً والعمل على أرض الواقع، حيث نظمت اللجنة الكثير من الزيارات الميدانية لعدد من حضّانات المشروعات الصغيرة في مختلف محافظات الجمهورية للنهوض بها والعمل على رفع كفاءتها، وبدأنا في محافظة الدقهلية ولمسنا خلال تلك الزيارات رغبة الكثير من الشباب في العمل. • كيف يمكن أن تساهم جولة اللجنة بالمحافظات في القضاء على البطالة؟ - نقوم خلال هذه الزيارة بدراسة متطلبات السوق في كل محافظة على حدة، ومدى إمكانية نجاح مشروعات معينة في تلك المحافظات من خلال توفير البيئة الملائمة لها، مثل إقامة مدينة للأثاث في دمياط، ونسعى لتقديم مشروعات جاهزة للشباب بدلاً من منحهم أموالاً وتعريضهم لمخاطر خسارة هذه الأموال وعدم قدرتهم على إدارة مشروعاتهم، وهذا يعد أحد أسباب تخوف الشباب من الاتجاه إلى المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وبالتالي لابد أن توفر الحكومة لهم التدريب اللازم، بالإضافة إلى تسويق منتجاتهم. • لكن ثمة شكاوى من بعض الشباب بسبب وصول نسبة الفائدة في بعض البنوك إلى 17%؟ - هذه النسبة المرتفعة من الفوائد ليست موجودة في البنوك الحكومية، بل في البنوك الخاصة، لذلك أنصح الشباب بالتوجه إلى الصندوق الاجتماعي، حيث سيقدم لهم كل التسهيلات المطلوبة وبنسبة الفائدة التي أقرتها الحكومة والتي لا تتجاوز 5 في المئة. • يتساءل الشباب عن الـ 200 مليار جنيه التي أعلن الرئيس السيسي تخصيصها لدعمهم في المشروعات الصغيرة والمتوسطة؟ - هذا المبلغ موجود في البنك المركزي، وكما ذكرت سابقاً، اننا اجتمعنا مع نائب محافظ البنك المركزي ورؤساء البنوك المختلفة للتوصل إلى كيفية استغلال هذه الأموال بالشكل الأمثل في دعم الشباب فيما يتعلق بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهو ما سيعود بالفائدة على الاقتصاد المصري من خلال تشجيع الصناعة الوطنية والاعتماد عليها، وبالتالي تقليل حجم المنتجات المستوردة وتوفير العملة الأجنبية، كما أن ذلك سيسهم أيضاً في القضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية المنتشرة بين الشباب. • ما التشريعات التي تأتي على رأس أولويات لجنة المشروعات خلال دور الانعقاد الحالي؟ - اللجنة تدرس حالياً حزمة مقترحات استمعنا إليها خلال الزيارات الميدانية التي قمنا بها إلى بعض المحافظات خلال الفترة الماضية، ولابد من سرعة إنجاز التشريعات التي تساهم في تهيئة المناخ المناسب للاستثمار، فليس من المقبول تحويل المستثمر المتعثر إلى النيابة بمجرد تعثره دون معرفة الأسباب التي أدت إلى تعثره، وهذا يؤدي إلى نشر حالة من الخوف بين المستثمرين، وهروب أموال الاستثمار إلى الخارج.