سادت حالة من السخط والغضب الشارع المصري في الساعات الأخيرة بعد تداول عدد من مقاطع الفيديو لحفل موسيقي أقيم في ساحة معبد الكرنك بمحافظة الأقصر(جنوب صعيد مصر) بموافقة رسمية من السلطات المصرية، وحضره عدد من «أولاد الذوات» والذين تترواح أعمارهم بين 18 - 25 عاما، ذلك في الوقت الذي يئن فيه المصريون من جنون الأسعار. وعلى المستوى الرسمي تقدم عدد من نواب البرلمان ببيانات عاجلة للتحقيق في الواقعة، وقالت عضو مجلس النواب هالة أبو السعد إن «الحفل تم تنظيمه بترخيص من هيئة الآثار المصرية، وهو ما يمثل إهانة بالغة للمواقع الأثرية في مصر». وتساءلت: «كيف وصلت الاستهانة بالتراث المصري، وبالأماكن الأثرية لأن تكون عرضة لمثل هذه التراهات، ويكون أقرب إلى الملهى الليلي، خاصة ما تم تسريبه من رقص لعراة، وأعمال ما فيه للآداب وتعاطي مخدرات وكحوليات تحت سمع وبصر الشرطة»؟ وفي خطوة من جانبه، قرر وزير الآثار المصري خالد العناني، إحالة الواقعة للنيابة الإدارية للتحقيق، للوقوف على جميع الملابسات والتحري عن وجود أي مخالفات من الناحية الأثرية، لمعاقبة أي شخص يثبت تورطه. وقال مدير عام آثار مصر العليا محمد عبد العزيز: «جميع الموافقات على هذا الحفل صدرت منتصف مارس الماضي، وأقيم في الساحة الأمامية للمعبد على مسافة 200 متر وليس داخل المعبد». وأوضح ان الوزارة قامت بعمل سياج حول المكان المخصص للحفل لعدم المساس بالمنطقة الأثرية، كما تم إغلاق أبواب المعبد وقت إقامة الحفل والذي بدأ في السابعة مساء أي بعد انتهاء مواعيد الزيارة الرسمية. وكشف عن أن شرطة السياحة والآثار كانت موجودة طوال مدة إقامة الحفل، كما كانت تقوم بتفتيش جميع المدعوين قبل الدخول للحفل، مشيرا إلى أن وزارة الآثار ومفتشي المنطقة غير مسؤولين عن أي تجاوزات أخلاقية فردية حدثت داخل الحفل.
مشاركة :