أعلنت موسكو، أمس، أن لقاءً دولياً يعقد السبت المقبل في مدينة لوزان، حول سورية، بحضور وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري، وعدد من وزراء خارجية دول المنطقة. وفي حين قُتل سبعة مدنيين في قصف مدفعي وجوي على أحياء حلب الشرقية، وافق مجلس الاتحاد الروسي على نشر قوات في سورية «لأجل غير مسمّى». وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أمس، إن كيري ولافروف، سيحضران اجتماعاً في لوزان يوم السبت المقبل لبحث الأزمة السورية. وأكّدت أن اللقاء سيضم وزراء خارجية دول أساسية في المنطقة لدراسة إمكانية اتخاذ اجراءات تتيح تسوية النزاع السوري. وأضافت أن كيري ولافروف اتفقا على عقد الاجتماع لدراسة الخطوات الإضافية التي يمكن اتخاذها للوصول إلى تسوية في سورية، وأن ممثلين عن السعودية وتركيا سيشاركون أيضاً في المحادثات. من ناحية أخرى، صدق مجلس الشيوخ (الاتحاد) الروسي، على الاتفاقية الموقعة بين موسكو ودمشق حول نشر مجموعة من القوات الجوية الفضائية الروسية على أراضي سورية «لأجل غير مسمّى». ووفقاً لموقع «روسيا اليوم» صوّت 158 عضواً من أعضاء المجلس الـ 170 لمصلحة القانون الخاص بالتصديق على الاتفاقية، فيما امتنع عضو واحد عن التصويت. وكانت موسكو ودمشق وقعتا الاتفاقية في 26 أغسطس من العام الماضي، وأحالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مجلس الدوما (النواب) في الثامن من أغسطس من العام الجاري، وصدق المجلس على الاتفاقية يوم الجمعة الماضي. وكانت القوات الجوية الفضائية الروسية بدأت في سبتمبر من العام الماضي، بتوجيه الضربات إلى مواقع مسلحين في الأراضي السورية. يذكر أن الاتفاقية تنص على نشر مجموعة القوات الروسية في سورية إلى أجل غير مسمى. وفي حال رغب أحد الطرفين في الخروج من الاتفاقية، يتم إيقاف سريانها بعد مرور عام على تقديم هذا الطرف إخطاراً رسمياً بهذا الشأن. على الصعيد الميداني، قُتل سبعة مدنيين على الأقل، أمس، جراء قصف جوي ومدفعي استهدف حي الفردوس الذي تسيطر عليه الفصائل المعارضة في شرق حلب. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه لم يعرف ما إذا كانت الطائرات التي نفذت الغارات سورية أم روسية. وبحسب المرصد، فإن عدد القتلى مرشح للازدياد، لوجود جرحى في حالات خطرة ومفقودين مازالوا تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف. ويأتي القصف لليوم الثاني على التوالي على حي الفردوس غداة استهداف طائرات روسية عدداً من الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة بشكل مكثف، أول من أمس، في قصف كان الأعنف منذ نحو أسبوع، بحسب المرصد ومراسل لـ«فرانس برس» في المدينة. وتسببت الغارات الروسية، أول من أمس، على الفردوس وأحياء اخرى، بينها بستان القصر والقاطرجي في مقتل 27 مدنياً على الأقل، بينهم أربعة اطفال. ومن بين الناجين من قصف الفردوس، الطفل جميل مصطفى حبوش (13 عاماً) الذي تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشاله من تحت انقاض مبنى دمرته الغارات، بعد أربع ساعات من العمل المتواصل في موقع الغارة. وقال إن عناصر الدفاع المدني سمعوا صراخه من تحت الركام، قبل ان يبدأوا البحث عنه. وبعد العثور عليه تم وضع قناع أوكسجين على وجهه لمساعدته على التنفس. وتبين لاحقاً ان عائلته كانت ايضاً معه تحت الأنقاض، وتم انتشال جثتي والده وشقيقه الصغير، فيما نقلت والدته في حالة خطرة الى المستشفى. وتنفذ قوات النظام السوري منذ 22 سبتمبر هجوماً على الاحياء الشرقية في حلب، وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات على محاور عدة، إلا ان الجيش السوري اعلن في الخامس من أكتوبر «تقليص» عدد الضربات الجوية والمدفعية على مواقع الفصائل. وتركز القصف الجوي، منذ ذلك الحين، على مناطق الاشتباك في المدينة، وتحديداً حي بستان الباشا (وسط) وحي الشيخ سعيد (جنوب)، حيث دارت أمس، اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل. ومنذ بدء الهجوم، أحصى المرصد مقتل اكثر من 300 شخص، غالبيتهم الساحقة من المدنيين جراء الغارات والقصف على الأحياء الشرقية. وغالباً ما تردّ الفصائل المعارضة على الغارات بإطلاق قذائف على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وقُتل أربعة أشخاص، أول من أمس، وأصيب 14 آخرون جراء قذائف أطلقتها الفصائل على غرب المدينة.
مشاركة :