طلب مدير قسم أفريقيا في إدارة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة ميشال كنغسليي من الحكومة السودانية، السماح لفرق وأعضاء بعثة حفظ السلام في دارفور (يوناميد) بالوصول إلى المناطق النائية لتقديم خدمات للمتأثرين بالحرب، ورفع التقارير التي تساعد الأمم المتحدة على تنفيذ المشاريع التنموية والخدماتية. وأجرى كنغسليي محادثات مع حكومة ولاية شمال دارفور، حول كيفية دعم الأمم المتحدة لجهود الحكومة في تنفيذ مشاريع الخدمات والتنمية بدارفور. وتشكو بعثة «يوناميد» من صعوبات تعترض وصول بعض دورياتها إلى مناطق عدة في دارفور، حيث تشترط السلطات السودانية إخطارها مسبقاً بالجهات التي يُفترض وصولها تحت ذريعة التمكن من تأمين الإجراءت الأمنية اللازمة. وقال كنغسليي إن زيارته إلى السودان التي بدأت قبل يومين جاءت بهدف تعزيز أواصر التعاون بين «يوناميد» والحكومة السودانية، إلى جانب الوقوف على أداء البعثة على الأرض والمشاركة في اجتماع مجموعة العمل المشتركة بين الحكومة وبعثة حفظ السلام، التي ستعقد في 17 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. على صعيد آخر، غادر زعيم المعارضة المسلحة في دولة جنوب السودان ريك مشار وأسرته ومرافقوه الخرطوم أمس، إلى جنوب أفريقيا بعد أسابيع خضع خلالها للعلاج، ورأى أن اتفاق السلام الموقع بينه وحكومة الرئيس سلفاكير ميارديت انهار، لكنه مستعد لقبول أي مبادرة سلام جديدة مع جوبا. وقال مشار قبيل مغادرته الخرطوم في أول ظهور علني له منذ المواجهات الأخيرة في جوبا في 8 تموز (يوليو) الماضي إن خياره الأول هو العمل السياسي، لكن لم تُطرح حتى الآن أي مبادرة سياسية من أي جهة، «لذلك سأقاوم دفاعاً عن النفس». وكشف عن هجوم واسع النطاق تشنه القوات الحكومية على قواته في ثلاث مقاطعات في جنوب السودان. وتابع: «سلفاكير هو مَن بدأ العنف ضدنا في القصر وحتى اليوم مستمر ويحاول أن يضرب قواتنا. حالياً، تدور اشتباكات كبيرة في الاستوائية وأعالي النيل، وبحر الغزال، ونحن غير مسؤولين عن ذلك. خيارنا الأول حل سياسي». وأضاف: «الآن أنا مغادر إلى جنوب أفريقيا لمزيد من الفحوصات ومن بعد ذلك أغادر جنوب أفريقيا» من دون أن يحدد وجهته. وروى مشار أن مغادرته بلاده جاءت بعد تدبير محاولة لاغتياله في القصر الرئاسي، مشيراً إلى أنه طالب سلفاكير بضرورة وقف النار في جوبا لكنه لم يستجب. وتابع: «بعدها طلبت من حكومة الكونغو إخراجي من جوبا وأشكر حكومة الخرطوم على العناية بي خلال الأيام الماضية». وأكد مشار أن المكتب السياسي لحركته اجتمع وتوصل إلى قرارات في شأن ما يجري في جنوب السودان، قائلاً إنهم لاحظوا غياب المبادرات لتطبيق اتفاق السلام.
مشاركة :