وسّع الطيران الحربي لكل من النظام السوري وروسيا، في الساعات القليلة الماضية، من الحملة الجوية على مناطق سيطرة المعارضة، وبالتحديد في مدينة حلب وريفي إدلب وحمص وغوطة دمشق الشرقية، حيث أفادت مصادر بسقوط عشرات القتلى وفقدان عشرات آخرين تحت الأنقاض. وقال ناشطون إن 15 مدنيا لقوا حتفهم، بينهم 4 أطفال، وأصيب أكثر من 15 آخرين، جراء استهداف الطيران الحربي الروسي بغارة، سوقًا شعبية وسط حي الفردوس الخاضع لسيطرة المعارضة في مدينة حلب. وأشار أبو محمد الشامي، وهو ممرض بأحد المشافي الميدانية بحلب، في تصريح لـ«مكتب أخبار سوريا»، إلى أن الطيران الروسي شن غارة بصاروخين، أحدهما ارتجاجي والآخر فراغي، على السوق، أثناء تواجد مئات المدنيين لشراء حاجياتهم، لافتا إلى أن المصابين أسعفوا لمشفى ميداني لتلقي العلاج، بينهم حالات خطرة، 3 منها إصابات بالرأس تم وضعها في العناية المركزة، إضافة لحالات بتر أطراف. وأضاف الشامي أن فرق الدفاع المدني لا تزال تبحث عن مفقودين تحت الأنقاض، مشيرا إلى أن القصف أدى إلى دمار كبير بمحال تجارية ومبان سكنية. وتنفذ قوات النظام السوري منذ 22 سبتمبر (أيلول) هجوما على الأحياء الشرقية في حلب، وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات على محاور عدة، أبرزها حي بستان الباشا في الوسط وحي الشيخ سعيد، جنوب المدينة. من جهتها، تحدثت «شبكة شهبا برس» عن أن طائرات النظام استهدفت حي الفردوس في عدة غارات جوية بالصواريخ الارتجاجية، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا وجرح آخرين، ووقوع كثير من الأضرار المادية. وأضافت أن قصفا من الطائرات الروسية تركز على حي الكلاسة في مدينة حلب بأربع غارات جوية بالصواريخ الارتجاجية، ما أسفر عن وقوع كثير من الأضرار المادية. ويأتي هذا القصف عقب يوم دامٍ ارتفعت فيه الحصيلة إلى 55 قتيلا وعشرات الجرحى، جراء الغارات الروسية على حلب وريفها. وفي حلب أيضا، استهدفت القوات النظامية المتمركزة في بلدتي نبل والزهراء يوم أمس بـ25 صاروخا، بعضها من طراز «فيل» ذي القوة التدميرية الكبيرة، بلدتي حيان وبيانون الخاضعتين لسيطرة المعارضة بريف حلب الشمالي، وأسفر الاستهداف عن دمار في المنازل وأضرار مادية أخرى، بسحب ما أفاد به ناشطون. أما في ريف إدلب، فلقيت امرأة وطفلاها حتفهم، وأصيب أكثر من 8 آخرين، اليوم، جراء استهداف الطيران الحربي الروسي بغارتين بالصواريخ الفراغية، بلدة جرجناز شرق مدينة معرة النعمان الخاضعتين لسيطرة المعارضة في ريف إدلب الشرقي. وقال الناشط الإعلامي المعارض غسان الإدلبي من البلدة، إن القتلى نازحون من مدينة صوران الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حماه الشمالي، والتي تتعرض لقصف جوي ومدفعي مكثف، لافتا إلى أن فرق الدفاع المدني أسعفت الجرحى إلى المشفى الميداني في جرجناز، ولا تزال تتابع عملها بإزالة ركام منزلين تهدما بسبب القصف. وطالت الحملة الجوية، بحسب وكالة «آرا نيوز»، ريف حمص الشمالي، حيث ارتكبت طائرات النظام الحربية، ظهر الأربعاء، في مدينة الحولة وسط سوريا، «مجزرة»، جراء استهدافها الأحياء السكنية داخل المدينة بست غارات جوية، ما أدى لمقتل 6 مدنيين أغلبهم أطفال، وإصابة آخرين بجروح. وقال هيثم القاسم، الناشط الإعلامي الموجود في المنطقة، إن «طائرات النظام الحربية قصفت الأحياء السكنية لمدينة الحولة بست غارات جوية، تركزت وسط المدينة والأطراف الغربية، ما أدى لمقتل 6 مدنيين، بينهم 3 أطفال وامرأتان، إحداهن حامل، قتلت مع جنينها، إضافة لسقوط عدد من الجرحى بينهم أطفال ونساء». من جهتها، قصفت فصائل المعارضة جميع الحواجز المحيطة بالمدينة ردًا على الغارات الجوية، حيث استهدفت حواجز القرى الموالية غرب المدينة، ممثلة بحاجز قرمص وحاجز مريمين وحاجز الشنية وحاجز القبو، وذلك بالرشاشات الثقيلة ومدافع الهاون من العيار الثقيل. من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بارتفاع عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في غوطة دمشق الشرقية، إلى 22. وأشار إلى 6 غارات استهدفت مناطق في بلدات ومدن كفربطنا وسقبا وعربين، ما أسفر عن مقتل شخص وسقوط 3 جرحى، بينهم طفل في كفربطنا، بينما أصيب 10 آخرون، من ضمنهم أطفال ومواطنات في سقبا.
مشاركة :