أنقرة - قال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي الخميس إن أي خطأ في العملية المقررة بدعم أميركي لإخراج تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الموصل العراقية قد يسفر عن نزوح مئات الآلاف من السكان، مضيفا أن أنقرة قلقة بشأن تقارير عن مشاركة مقاتلين أكراد في العملية. وتصاعد الخلاف بين تركيا والعراق بشأن من الذي يجب أن يشارك في هجوم الموصل وأبدى كالين قلقه من مشاركة مقاتلين من حزب العمال الكردستاني. وقال في مؤتمر صحفي "تقلقنا للغاية تقارير عن احتمال مشاركة حزب العمال الكردستاني في عملية الموصل." وتابع أن تركيا ليس لديها "أجندة سرية" في العراق وكانت تفضل حل المشكلات مع بغداد عن طريق الحوار. وتصنف أنقرة وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني باعتباره منظمة إرهابية. وقاتل الحزب على مدى 32 عاما في تمرد في تركيا قتل فيه أكثر من 40 ألف شخصا وتتمركز قيادته في المنطقة الجبلية في شمال العراق. والموصل التي يقطنها 1.5 مليون نسمة هي معقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق منذ 2014. ومن المتوقع أن تبدأ معركة تحرير المدينة هذا الشهر. وقال كالين "أي خطأ يرتكب هناك قد يسفر عن تحول مئات الألوف إلى لاجئين.. أي خطأ في عملية الموصل لن يقتصر أثره على العراق بل سيمتد إلى المنطقة بأسرها." ويقوم جنود أتراك بتدريب مسلمين سنة ووحدات البشمرغة الكردية في معسكر بعشيقة العراقي ويريدون مشاركتهم في الهجوم. لكن الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة تعترض على وجودهم وتريد أن تكون قواتها في طليعة الهجوم. وقالت الولايات المتحدة إن أي قوات أجنبية في العراق يجب أن تحظى بموافقة حكومة بغداد وأن تعمل تحت مظلة التحالف الذي تقوده واشنطن لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وتركيا عضو في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم المتشدد في سوريا وقامت بدور طليعي هناك. وتقول إن قواتها تتواجد في العراق في إطار مهمة دولية لتدريب وتجهيز القوات العراقية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وشن الجيش التركي عملية توغل في سوريا في أغسطس/آب لإبعاد مقاتلي التنظيم المتشدد ومنع وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة وذات الصلة بحزب العمال الكردستاني من السيطرة على أراض. وتشعر أنقرة بالغضب إزاء دعم الولايات المتحدة لما تعتبره قوات معادية. وتأتي تحذيرات أنقرة من مشاركة المتمردين الأكراد في معركة الموصل في الوقت الذي دعت فيه النائبة عن جبهة الإصلاح عواطف نعمة، الحكومة العراقية الى السماح لحزب العمال الكردستاني بفتح مكاتب له في بغداد والمحافظات، مطالبة في الأثناء المجتمع الدولي بإدانة التوغل التركي في الأراضي العراقية . وقالت النائبة العراقية في بيان إن حزب العمال الكردستاني لا يشكل أي خطر على أمن العراق ولا علاقة له بالشأن العراقي بتاتا. واضافت أنه يخوض حربا ضد تنظيم الدولة الاسلامية الإرهابي. واتهمت تركيا بدعم التنظيم المتطرف. وقالت "قد تم اغلاق مقرات هذا الحزب في بغداد في السنوات السابقة بضغط أميركي تركي دون مبرر، أما في إقليم كردستان فمازالت سلطات الإقليم تمنع هذا الحزب من ممارسة أي نشاط سياسي وتقمع عناصره وتعتقلهم وخصوصا في أربيل ودهوك، وعلى الحكومة العراقية اليوم السماح له بفتح مكاتبه في العاصمة بغداد والمحافظات العراقية بشكل رسمي وعلني طالما هو ملتزم بالضوابط ". وبحسب موقع "صوت العراق" الاخباري فإن النائبة عواطف نعمة قالت إن "أردوغان الذي يعيش أوهام السلطنة العثمانية التي انطوت مع العصور الغابرة يتبجح اليوم بأنه حامي الموصل وبأنه يسعى لتحريرها من قبضة إرهابيي داعش، في حين أنه هو الحامي لداعش وهو المستفيد من وجود المجاميع الإرهابية في سوريا والعراق ". وأشارت إلى أن الرئيس التركي ليس وصيا على الموصل، مضيفة انه اذا كانت من وصفتهم بالعملاء طلبوا منه ذلك فهم "خونة لا شرف ولا كرامة لهم وليس لديهم انتماء للعراق"، في اشارة على ما يبدو للقيادي السنّي محافظ نينوى السابق اثيل النجيفي.
مشاركة :