الجبير يحذّر من «كوارث» إذا شارك «الحشد» بمعركة الموصل - خارجيات

  • 10/14/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حذّر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، امس، من حصول «كوارث»، في حال مشاركة ميليشيا «الحشد الشعبي» في معركة استعادة مدينة الموصل شمال العراق، ذات الغالبية السنّية، من تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش). وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي مولود جاويش اوغلو في الرياض، قال الجبير: «في ما يتعلق بالحشد الشعبي، هذه مؤسسة ميليشيا طائفية، انتماؤها لايران، سبّبت مشاكل وارتكبت جرائم في اماكن مختلفة في العراق، وعندما دخلت هذه الميليشيا الفلوجة ارتكبت جرائم هائلة، وثمة قبور جماعية، وهناك اعتداءات على حرمة المنازل والعائلات، وهناك قتل للابرياء، وهذا زاد من التأزّم الطائفي في العراق، وإذا ما دخلت ميليشيا الحشد الشعبي الموصل فقد تحدث كوارث (...) من الافضل للعراق أن يستخدم جيشه الوطني وأبناء المناطق وعناصر ليست محسوبة على ايران ومعروفة بالطائفية المتشددة، إذا اراد ان يواجه إرهاب داعش وأن يتفادى سفك الدماء والطائفية بين أبنائه الأشقاء». وفي استمرار للحرب الكلامية بين أنقرة وبغداد، انبرى زعيم «التيار الصدري» في العراق، مقتدى الصدر، أمس، ليشن هجوماً جديداً على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قائلاً إن «على الرئيس التركي أن يُخرج قواته من قاعدة بعشيقة في محافظة نينوى بكرامتها قبل طردها من العراق». ويدور خلاف بين تركيا والعراق على وجود نحو ألفي جندي تركي في معسكر منطقة بعشيقة جنوب مدينة الموصل شمال العراق، التي يحتلها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) المتطرف، منذ يونيو 2014، في وقت تستعد القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي لشن هجوم لتحريرها من قبضة التنظيم المتطرّف. وقال الصدر في رد على طلب مكتوب، قدمته له مجموعة من الاعلاميين العراقيين، حول موقفه من الوجود العسكري التركي على الاراضي العراقية: «أنت يا أردوغان احمِ مسلمي تركيا من المخاطر والظلم، ثم ادّعِ أنك تريد حماية مسلمي العراق»، متسائلا عن المسلمين الذين يقصدهم أردوغان، قائلاً «إن كنت تقصد أهالي الموصل، فنحن كعراقيين على أتم الاستعداد لحمايتهم، وأنا على استعداد لحمايتهم بالتنسيق مع الحكومة، أما إن كنت تقصد داعش، فهذا يعني انك من داعميهم، وبالتالي يحق لنا مقاضاتك دولياً على دعمك للإرهاب». وأضاف: «وجودك في أراضينا عسكرياً مستهجن ومستنكر وغير مستساغ، فغادر العراق بكرامتك أفضل من أن تخرج مطروداً، فقد اتفق جميع العراقيين على رفضكم». وأكمل الصدر: «إن كانت هناك اتفاقات دولية أو إقليمية لتدخّلكم في العراق، فهذا شأنكم، وهو لا يعنينا في شيء، وأنصحك أن تبني دولتك على معايير الديموقراطية والحرية، ثم صرح ما شئت». وفي السياق ذاته، استدعت وزارة الخارجية، أمس، السفير التركي فاروق قايمقجي، وسلّمته مذكرة احتجاج «شديدة اللهجة»، على خلفية تصريحات أردوغان «الاستفزازية». وذكرت الوزارة في بيان، ان استدعاء السفير، جاء بعد يومين من تصريحات لأردوغان، هاجم فيها رئيس الوزراء حيدر العبادي، في شأن وجود القوات التركية في العراق. واوضحت أن وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره المصري سامح شكري، «أكدا خلاله ضرورة أن تلتزم تركيا بالاتفاقات الدوليَة الخاصة بسياسة حسن الجوار والخروج من الأراضي العراقيّة، وأن تحترم إجماع جامعة الدول العربية حول القرار القاضي بخروج القوات التركية، خصوصاً أن وجودها لم يكن بموافقة الحكومة العراقية». وأمس، كشف العبادي، معلومات، ردا على ادعاءات أنقرة حول وجود قواتها في معسكر بعشيقة، موضحاً أن ماطُرح خلال المؤتمر الصحافي للعبادي ونظيره التركي أحمد داوو اوغلو، في انقرة، نهاية عام 2014 «يتعلق بتدريب بعض من الشرطة العراقية داخل تركيا (وليس دخول قوات تركية) حسب البروتوكول الموقع بين البلدين العام 2009 والذي ينص صراحة في المادة 7 أن على الضيوف الانصياع للاوامر والتوجيهات، وان التدريب في تركيا لا يستدعي ولا يعني قطعا الموافقة على دخول قوات برية تركية مع مدافع ودبابات من دون موافقة الحكومة العراقية». وقال العبادي، في بيان وزعه مكتبه الاعلامي: «اذا كان طلب التدريب حسب مفهوم القيادة التركية يستدعي حرية دخول قوات عسكرية مع معداتها من دون موافقة الدولة المضيفة، فإن هذا يعني أن تركيا مستباحة من قبل الجيش الإسرائيلي لوجود اتفاقية تدريب على الارض التركية بين تركيا واسرائيل». ميدانياً، أفاد رئيس اركان الجيش العراقي، الفريق الركن عثمان الغانمي، بأن «ساعات قليلة تفصلنا عن تحرير اهالي الموصل المحاصرون تحت احتلال داعش (...) معركة الموصل ستكون بيضاء»، داعياً أهالي الموصل إلى الابتعاد عن مناطق تجمّع «داعش» واتباع التعليمات الموجهة اليهم من قبل القوات العراقية. وعقد الغانمي مؤتمراً موسعاً في مقر «قيادة عمليات تحرير نينوى» حيث جرت مناقشة جميع الخطط الخاصة واستكمال الاستعدادات وجميع المتطلبات المهمة في معركة تحرير الموصل، كما عقد الغانمي اجتماعاً مع رئيس أركان وزارة البيشمركة لإقليم كردستان، التجهيز لإطلاق المعركة. وتستعد تشكيلات عسكرية حكومية وقوات البيشمركة وميليشيا «الحشد الشعبي» لمعركة تحرير المدينة، فيما تتمركز قوات تركية وأخرى عشائرية وموالية لمحافظ الموصل السابق، أثيل النجيفي، شمال المدينة في معسكر بعشيقة. على صعيد متصل، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق افتتاح مركز صحافي في أربيل مخصص للمؤتمرات الصحافية ويوجد فيه كل الناطقين الرسميين، وآخر في قاعدة القيارة، موضحة انها ستزود مركز أربيل بقوائم الإعلاميين للسماح لهم بحضور المؤتمرات الصحافية، و«على الفرق الإعلامية الحضور في مركز أربيل والتنقّل منه إلى قاعدة القيارة، بعد الحصول على الموافقات». إلى ذلك، دعت النائب عن «جبهة الإصلاح» عواطف نعمة، الحكومة إلى السماح لـ «حزب العمال الكردستاني» بفتح مكاتبه في بغداد والمحافظات، قائلة إنه «لا يمثّل أي خطر على أمن العراق، ولا علاقة له في الشأن العراقي بتاتاً، ومن جهة أخرى هو يخوض حرباً ضد تنظيم داعش الإرهابي المدعوم من حكومة أردوغان، وقد تم إغلاق مقرات هذا الحزب في بغداد في السنوات السابقة بضغط أميركي - تركي، من دون مبرر».

مشاركة :