«الفن للتغيير».. رحلة إنسانية تبدأ من دبي

  • 10/14/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: زكية كردي عجلة كلمة مرادفة ل الرحالة، المكتشف والمفكر العالمي، وهي عبارة عن حركة قام بتأسيسها في دبي في مايو/أيار 2016 الشاب ذو ال 22 ربيعاً، حسان أديبايوبيللو، من نيجيريا، وهو كاتب ومغامر، استطاع بمساعدة نارمين ناصر من بنغلادش، وجيوفاني مورا، من إيطاليا أن يؤسس لهذه الحركة ومشروعها الفني والإنساني، مستوحياً الفكرة من قصة حياة المكتشف النيجيري أولابيسي عجلة، الذي سافر إلى أكثر من 87 بلداً لينشر أفكاراً إيجابية عن إفريقيا، ويزيل النظرة السلبية السائدة عن الأقليات، في المجتمعات المهمشة والبلدان النامية، وكان المعرض غير الربحي الفن للتغيير، الذي أقيم يوم 20/ 9 الماضي لليلة واحدة، في معرض جام جار، أحد الأنشطة التي ساهمت بتزويد صناع التغيير والرحالة، بالفرصة لمشاركة قصصهم ورفع الوعي لمبادراتهم، بالإضافة إلى عرض أعمال فنية مستوحاة من قصص صانعي التغيير والرحالة، ضمن مشروع عجلة، وزيادة التواصل المجتمعي ودعم المشاريع الصغيرة. من خلال وجودها في البرنامج الشهير خواطر، على مدى أعوام قررت جهاد مناصرية، مديرة مشروع يو سمايل أم سمايل.. لإسعاد الأطفال، أن تأخذ زمام المبادرة لتنشئ مشروعاً يعنى بابتسامة الأطفال في البلدان النامية، هناك في المناطق الفقيرة جداً، حيث لا مكان للعب يحمي مخيلة الأطفال، وعن مشروعها تقول: لا يقتصر مشروعنا على بناء أماكن اللعب فقط، بل نحاول قدر الإمكان أن نهتم بوضع المنطقة، ونلبي الاحتياجات الأساسية من توصيلات مياه، وأدوية، ومساعدات، وغيرها من الحاجات الإنسانية الضرورية، لكن يبقى هذا محدوداً بقدراتنا المادية، المرهونة بالدعم البسيط، الذي مازال يقتصر على مساهماتنا نحن، وعلى المساعدات التي نحصل عليها من دائرة معارفنا، وعن الفكرة تشرح أنها بالأصل كانت تشارك في العمل التطوعي منذ الصغر، ومن خلال مشاركتها كمعدة برامج في برنامج خواطر، تسنى لها معايشة الواقع الصعب الذي يعيشه الناس، والأطفال تحديداً في مناطق مختلفة من العالم، ولهذا قررت أن تخطو بدورها لتساهم في جعل حياتهم أجمل، وتبدأ المشروع الذي جاءت لتتحدث عنه من خلال المعرض. لا داعي ليدفع الناس مبالغ طائلة من أجل الحصول على اللياقة، هذا هو محور الفكرة التي دفعت أحمد دسوقي صاحب مشروع دبي ديلي فتنس، إلى تأسيس ناديه الاجتماعي - الرياضي، على وسائل التواصل، حيث تعاقد مع مدربين مختصين، في مختلف الرياضات، ليطلق الأنشطة برفقتهم، ويقول: كل مرة يكون هناك نشاط مختلف، وفي مكان مختلف، ننشر النشاط الذي سوف نقيمه، كممارسة اليوغا مثلاً، في إحدى الحدائق، فينضم إلينا الراغبون في المشاركة من المجموعة، وهذا ينطبق على باقي الرياضات والأنشطة، ويوضح أنه قام بهذه المبادرة ليساهم ومن معه في نشر أسلوب الحياة الصحي، كما يهتم المشروع أيضاً بدعم المشاريع الخيرية عن طريق الرياضة. في أغسطس /آب الماضي، قرر 15 شخصاً من المجموعة، أن يتجهوا نحو كليمنجارو، لكل منهم دوافعه المختلفة، حيث تتمثل دوافع لولوة أبلاوي عضوة في مشروع دبي ديلي فتنس، للقيام بهذه المغامرة، بالحصول على الدعم لأطفال قريتها في الهند، لهذا تواصلت مع الجهات المهتمة بدعم هذا النوع من المغامرات، وتقديم المساعدات لتخبرهم عن مشروعها للمغامرة، ومثلها باقي أعضاء الفريق الذين شارك كل منهم ليدعم الآخرين. تقوم سيارة كبيرة بالتنقل في المدينة، لتقف في مكان مختلف كل يوم، فتبدأ لينا زغيب مؤسسة فكرة يوغي تراك، بتعليم اليوغا للناس، وتثبت لهم أن بإمكانهم ممارسة الأنشطة المختلفة بعيداً عن المراكز التجارية والأماكن المغلقة، كما هو معتاد في المنطقة، خاصة أيام الحر، وتقول: أتطلع من خلال هذا المشروع أن أجعل الناس هنا في الإمارات يتجهون أكثر نحو الطبيعة، فيعودون إلى البحر، والجبل، والصحراء، والحدائق، ولهذا أكون مجموعات لنتجه سوياً إلى مكان مختلف كل مرة، لكن في أيام الصيف والحر الشديد، أكون مجموعة من المهتمين باليوغا، ونتجه إلى خارج الإمارات، لنمارس اليوغا في الطبيعة، ونستكشف أماكن جديدة. منذ طفولته كان يحلم توفيق أبونادر مغامر وصاحب مبادرات خيرية، أن يتمكن من مساعدة الآخرين عن طريق المغامرات التي يقوم بها، مؤكداً أن هذه الرغبة جاءت من إيمانه بنفسه، وبقدرته على التغيير، ويقول: أحب المغامرات الرياضية، وقد رجعت تواً من أعمق كهف في العالم، يقع على مسافة كيلومترين تحت الأرض، في بلد يدعى أبخازيا، واستغرقت المغامرة حوالي عشرة أيام، واستطعت جمع التبرعات لمدرسة في لبنان، خلال هذه المغامرة، ويشير إلى أن الإعلام يلعب دوراً كبيراً في هذه المشاريع التي يقوم بها، وعن المعرض يذكر أن الفكرة مهمة جداً، خاصة بالنسبة لمجتمع الإمارات، لأن الناس هنا بحاجة لهذا النوع من الفكر الداعي للتغيير، باعتبار المعرض أقرب إلى منصة للتفاعل والتواصل مع أشخاص معنيين بالتغيير. نعيش اليوم في عصر صعب، يفتقد القيم الروحية مع طغيان القيم المادية، وهذا ما جعل جيوفاني مورا أحد مؤسسي الحركة، يبحث عنها، ليجدها في هذا المشروع الذي يتمنى أن ينشره بشكل أوسع لكل الناس، ويقول: نحن فريق صغير، نعمل معاً من أجل التحضير للافتتاح الكبير لأعمالنا، خلال مارس/آذار المقبل، في أرت دبي، وسيكون هذا المشروع الكبير الخاص بنا للتعريف بحركة عجلة. دعم قضايا المرأة تمتلك زارين خان، صاحبة شركة ومن فور ومن، شركة هادفة توجهها لدعم قضايا المرأة، ومن الأنشطة السنوية التي تقيمها منذ ثلاث سنوات، عرض أزياء للناس العاديين، أي أنها توكل مهمة عرض الأزياء لنساء من مختلف المقاسات بعيداً عن التركيز على فكرة النموذج والمقياس السائد لعروض الأزياء، لتوصل رسالة تؤكد فيها أهمية الروح مقابل الجسد، وعن دورها في هذه المبادرة تقول: عندما عرفت بفكرة الحركة، وجدت أنها تناسب توجهي في العمل الإنساني، لهذا قررت أن أساهم كمتطوعة حسب مجال تخصصي في تنظيم الفعاليات، والتنسيق مع الصحافة الأجنبية في المنطقة، لأخلق نوعاً من التفاعل مع المجتمع للحركة، خاصة أن المشروع برمته غير ربحي، وتشير إلى أن أهمية المعرض تتجسد في كونه الحدث الأول من نوعه في المنطقة الذي يربط بين الفن والقيم الإنسانية، وهذا يؤهله لأن يكون الانطلاقة لهذا النوع من المشاريع غير الربحية. صورة نمطية استوحى حسان أديبايوبيللو مؤسس المشروع الفكرة من شخص إفريقي جال 87 بلداً قديماً، لينشر صورة إيجابية عن البلدان الإفريقية، فيغير الصورة النمطية المأخوذة عالمياً عن سكان المنطقة، فيثبت أن الشعوب الإفريقية ليست مجرد شعوب متخلفة ومتوحشة، كما يعتقد الكثيرون، بل فيها الكثير من الأشخاص المثقفين، والإنسانيين، والفنانين، وليساهم في نشر الوعي عن المنطقة، ويعمل على إيصال قضاياها إلى العالم، ويعرف بالمشروع، يقول: هو مشروع غير ربحي، يحتاج طبعاً إلى دعم المؤسسات الفكرية والثقافية، والممولين، أسميناه نوماد، الرحالة حول العالم، وترمز إلى الشخص الذي يمتلك الكثير من القصص، ليخبر عنها الناس، لدينا 32 مغيّراً، رحالاً من 15 بلداً حول العالم، منهم من تسلق قمة الهمالايا لدعم مرضى السرطان، ومنهم من يكرس موهبته بالرسم، ليساهم بدعم فئة أخرى، وجميعهم يخصصون وقتهم بالكامل للمشروع، ويعملون على دمج مجتمع الفن والرياضة والأدب، وتوظيفه لخدمة المجتمع والقضايا الإنسانية. مشاريع تطوعية جذبت ديمة ملكة فنانة تشكيلية الفكرة فقررت المشاركة بدورها كمتطوعة لتساهم في تنظيم المشروع، وتشير إلى أن الربط ما بين المشاعر الإنسانية، وقصص نضال أشخاص مميزين في الحياة بالفن، له قيمة كبيرة بالنسبة لها كفنانة أولاً، وكمواطنة سورية، ثانياً، وتقول: شدني الموضوع كثيراً وأحببت أن أكون جزءاً منه، رغم التحديات التي نعيشها في حياتنا اليومية، وأردت أن أساعد في إيصال هذا الصوت إلى العالم، من خلال إيجاد مكان المعرض، واستقطاب حضور من الشريحة التي يريدونها تحديداً، والتي تتمثل بالمهتمين بالعمل الإنساني، وعن اللوحات التي تم عرضها توضح أنها اقتصرت على مشاركات لحوالي ستة فنانين، ينتمون إلى حركة عجلة، مع العلم أن المشروع منتشر في أكثر من ثلاثين بلداً حول العالم، وهناك عدد كبير من الفنانين المنضمين إلى الحركة، كانوا يتفاعلون مع المشاريع الإنسانية في الحركة، وقام كل منهم برسم لوحة تجسد فكرة مشروع إنساني، تأثر به، وتفاعل معه، فإحدى اللوحات تعود لفنانة هندية تأثرت بمشروع إنساني، قامت به إحدى العضوات، حيث أنشأت مزارع للفطر، لتوفر فرص عمل للناس في بلدها.

مشاركة :