كثيرة هي الأشياء التي لا نصدقها حتى نمر بها ولكن هناك لحظات عند مرورها بنا لن يفيدنا الإيمان بها أو تصديقها، وأصعب تلك اللحظات سكرات الموت حين تعود للإنسان بصيرته وينكشف عنه الغطاء ولكن هل يستطيع أن يعود ويصحح ما فاته أو يتبرأ من فكره وأفعاله؟ لننظر لحال من أنكروا وجود الله ماذا رأوا وهم على حافة الموت، هناك في أقصى الغرفة يرقد السير "فرنسيس نيوبرت" -رئيس نادي الملحدين البريطانيين- وهو يتمتم بكلمات أدهشت من حوله: «لا تقولوا لي لا يوجد إله فأنا الآن في حضرته ولا تقولوا لي لا يوجد جهنم فأنا الآن أحس بأني أنزلق فيها، تعسا، وفروا كلامكم فأنا الآن أضيع إنها النار التي لو عشت 1000 سنة لكذبت بها ولو مضت ملايين السنين لما تخلصت من عذابها آه آه إنها النار». وعلى بعد عشرات السنين في القرن الـ18 لو قدر لك أن تكون موجودا هناك ستسمع صرخات الكاتب الملحد "تراتوماس باين" وهو يصرخ كالطفل: "أرجوكم لا تتركوني وحيدا، يا إلهي ماذا جنيت لأستحق هذا، لو أن لي العالم كله ومثله معه لدفعت به هذا العذاب، لا تتركوني وحيدا ولو تركتم معي طفلا فإني على شفير جهنم إني كنت عميلا للشيطان". واستمع إلى سفتلانا ستالين ابنة الدكتاتور الروسي ستالين وهي تتحدث عن اللحظات الأخيرة في حياة أبيها لمجلة "نيوزويك" الأمريكية تقول: «لقد كانت ميتة أبي شنيعة ففي لحظة موته فتح عينيه فجأة وحملق في الموجودين بنظرة جنونية وغاضبة وأومأ بيده اليسرى إلى شيء ما يحوم فوقنا وكانت إيماءة تهديد ثم أسلم الروح». أما "أنتون ليفي" مؤسس كنيسة عبادة الشيطان ومؤلف "إنجيل الشيطان" الذي توفي عام 1997، كان يصرخ عند موته "ماذا فعلت ... لقد ارتكبت خطأ جسيما" وكان يطلب الصفح والغفران من الله تعالى. ويقول السير "توماس سكوت" المستشار الإنجليزي وهو يحتضر "حتى لحظات مضت لم أؤمن بوجود إله أو نار, ولكن الآن أنا أشعر بوجودهما حقيقة وأنا الآن على شفير العذاب وهذه عدالة القضاء الرباني". أغلبهم يرى الحقائق بين عينيه يرى ذنوبه وما ارتكبه، مشهد النار تتمايز بين عينيه تجعلهم يصرخون من هولها كما حدث مع "ديفيد هيوم" المؤرخ الاسكتلندي الملحد الذي مات سنة 1776 ورواها من حضروا وفاته، كان يائسا وقانطا لدرجة تثير الشفقة ويصيح طوال الوقت «النيران تحرقني بلهبها». يقول الحق سبحانه وتعالى في محكم كتابه (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ).