شهد سعادة اللواء الركن سعد بن جاسم الخليفي مدير عام الأمن العام، أمس، احتفال معهد تدريب الشرطة بتخريج الدورة التأسيسية للشرطة المستجدين (الدفعة الثالثة)، الذي أقيم بميدان التدريب بالمعهد. حضر الحفل العميد ناصر محمد السيد مدير المعهد، وعدد من مدراء الإدارات بوزارة الداخلية وضباط الوزارة وضباط قوة لخويا، إلى جانب جمهور غفير من أولياء أمور الخريجين، وسط أجواء احتفالية طيبة، حيث ضمت الدفعة الثالثة من المستجدين 400 فرد، وانطلقت في 24 أبريل الماضي. وكان الحفل قد بدأ بعزف موسيقي لسلام راعي الحفل، ثم تليت آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى مدير معهد تدريب كلمة قال فيها: «يسعدني في هذا اليوم المبارك، أن أرحب بحضراتكم جميعا في معهد تدريب الشرطة، بيت الخبرة ومصنع الرجال، بمناسبة الاحتفال بتخريج كوكبة جديدة من رجال الشرطة». وأضاف: «إن معهد تدريب الشرطة وهو يحتفل اليوم بتخريج هذه الكوكبة من رجال الشرطة المسلحين بقيم العلم والمعرفة، وفق أعلى مستويات التدريب الأمني، يمثل تجسيدا للطموح في بناء رجل الشرطة العصري، انطلاقا مما أكدت عليه رؤية قطر الوطنية 2030م، من أن أمن واستقرار البلاد مسؤولية وطنية، وللمجتمع القطري بكافة فئاته دور مهم يؤديه في هذا الصدد». وتابع: «كان حرص واهتمام وزارة الداخلية، بتطوير التدريب الشرطي الذي يعتبر من أهم ركائز الأمن الوطني والاجتماعي، حيث اعتمدت استراتيجية الوزارة على حماية الأمن العام وتعميق العلاقة مع المجتمع وتنمية الموارد البشرية وتطويرها في ظل التحديات الأمنية المعاصرة». وقال: «استمرت مدة تدريب هذه الدفعة ستة أشهر، تلقى خلالها الخريجون، المعارف والعلوم النظرية والتطبيقية في المجال الشرطي والقانوني والإداري، بالإضافة إلى التدريب الميداني في المشاة والأسلحة والرماية، والإعداد البدني والرياضي، وتطبيقات في مجال عمليات الشرطة، على يد عدد من أعضاء هيئة التدريس والتدريب والخبراء». وأضاف: «اسمحوا لي سعادتكم أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى كل من ساهم في تأهيل هذه الدفعة من السادة المحاضرين والمدربين، كما أتوجه بالشكر إلى كافة منسوبي معهد تدريب الشرطة من ضباط وصف ضباط وأفراد ومدنيين، على جهودهم المباركة في الارتقاء بمستوى الأداء، وتحقيق أهداف مسيرة التطوير في مجال التعليم والتدريب الشرطي بالمعهد». وتابع قائلا: «انطلاقا من مسيرة التطوير والتحديث، استمر المعهد الذي يمثل حجر الزاوية والأساس كوحدة معنية للتدريب الشرطي في وزارة الداخلية في تطوير أدائه كهدف استراتيجي، والاستفادة من التطور التقني من خلال تفعيل البيئة التعليمية الإلكترونية، والاستعداد لتنفيذها خلال العام 2017م، وإعادة تفعيل نظام المبيت للشرطة المستجدين، الذي أسهم بشكل مباشر في تهيئة الشرطي المستجد لتلقي برامج التعليم والتدريب وتعديل سلوكه وتحفيزه على المثابرة والصبر والقدرة على التحمل». وأضاف: «يعمل المعهد على توفير الخبرات المؤهلة والمتخصصة علميا وتقنيا، واستخدام كافة وسائل التعليم والتدريب الشرطي الحديث، بما يحقق الرؤية العصرية للشرطة القطرية في دعم وتعزيز جهود بناء التنمية الشاملة للمجتمع القطري، الذي انعكس على انجازاته منذ بداية عام 2016م من خلال تنفيذ (105) دورات، وتأهيل وتدريب (2156) متدربا من داخل الوزارة، وعدد (237) متدربا من خارج الوزارة، بالإضافة إلى تنفيذ الاختبارات النظرية لمستحقي الترقية لعدد (1647) من منتسبي وزارة الداخلية، ورفد إدارات الوزارة المختلفة بتلك العناصر المؤهلة والمتدربة». وبارك مدير المعهد لأبنائه الخريجين، التخرج وانضمامهم إلى شرف الخدمة مع زملائهم في ميدان العمل الشرطي وقال: إنكم تدركون أهمية دور الشرطة في حماية وطننا الغالي، حيث إنهم العين الساهرة لوطن يبذل الغالي والنفيس، من أجل الارتقاء بأبنائه، وكل من يقيم على أرضه الطيبة. إن هذا الوطن الذي أظلكم، ووفر لكم نعمة الأمن والأمان، وحقق لكم رغد العيش والاستقرار، ينتظر منكم الإخلاص في العمل، وأن تكونوا يقظين دوما لحمايته وتحقيق أمنه واستقراره. ودعا مدير المعهد الخريجين إلى الالتزام بالقسم الذي أقسموه، فالقسم عظيم والأمانة أعظم، والمسئولية لا يستهان بها، وأوصيكم بالولاء وحسن الأداء، وضعوا الوطن وأمنه نصب أعينكم، وأحسنوا معاملة المواطن والمقيم على أرض قطر الخير والوفاء، وتحلوا بقيم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف وأخلاقيات عملكم الشرطي الشريف. وقال: إننا وبعد انتهاء برنامج إعدادكم وتأهيلكم المخطط، وفق أعلى نظم الجودة والأداء نتطلع والأمل يحدونا، بأن تطبقوا ما تلقيتموه من علوم نظرية وتطبيقية على أرض الواقع مع زملائكم في الميدان، وأن تسهموا في تحقيق وتعزيز أمن قطر واستقرارها. واختتم حديثه قائلا: «إن معهد تدريب الشرطة لا يقف عند هذا الطموح، بل يتطلع نحو تحقيق المزيد من الإنجازات والاستمرار في تطوير فلسفة التدريب الشرطي، التي تحرص عليها وزارة الداخلية لترسيخ مفهوم الأمن كمهمة حضارية وسامية، من خلال إعداد رجل الأمن وفقا للاحتياجات الفعلية اللازمة للمهام الأمنية، وتطوير قدرات وخبرات هيئتي التعليم والتدريب لمواكبة التحديات الأمنية المعاصرة، واستحداث موضوعات أمنية تتعلق باصطناع المواقف الأمنية والتخطيط لمواجهتها، والاستفادة من التقنيات الحديثة في إدارة برامج التدريب الشرطي، والحرص على توظيف البحث العملي في معالجة مشكلات العمل الأمني». ثم بدأت العروض العسكرية التي لاقت استحسان وإعجاب الحضور، وكان في مقدمتها المسير البطيء للسرايا المتخرجة ثم المسير العادي أمام المنصة بالسلاح، أعقبها تقديم عروض لفك وتركيب السلاح، حيث قام عدد من الخريجين بعمليات فك وتركيب السلاح في عدة ثوان وعيونهم مغمضة، مما يدل على تلقيهم تدريبات جادة ومفيدة في هذا المجال. كما قدمت فرقة صامتة استعراضا بالسلاح، حيث أدوا تشكيلات جمالية مختلفة، تعكس تركيزهم الشديد وحجم التناسق والانسجام بين الفرقة، ثم قدمت الفرقة الموسيقية ألحانا موسيقية عسكرية ألهبت حماس الحضور. وقام سعادة مدير عام الأمن العام بتوزيع الهدايا على أوائل الخريجين، وجاء في المركز الأول للسرية الأولى الشرطي يوسف مقبل مقبل عوض، وفي السرية الثانية الشرطي أسامة منتصر، وجاء في المركز الأول السرية الثالثة الشرطي أبو الحسن إبراهيم خالد، وفي السرية الرابعة الشرطي نعيم الشريف هلال. بعدها أدى الخريجون القسم. وبينما كانت العروض الميدانية على قدم وساق، كانت الطائرات الشراعية الفردية تحلق فوق الميدان وهي تحمل علم الدولة وعلم الشرطة والمعهد.;
مشاركة :