علي زايد العوضي أساس البناء والنهضة وأساس التطور والتقدم والرقي وأساس كل شيء هو التعليم بجميع مراحله بما فيها المرحلة الجامعية التي تحدد مصير الطالب بالتخصص. هناك كثير من الطلاب يذهب للجامعة وهو لا يدري ما التخصص الذي سيُقبل فيه، بعيداً عن مواهبه وميوله. وهناك مشكلة تواجه جميع طلاب الجامعات بعد القبول على تخصص ربما لا يكون هو من ميوله، ولا حتى له موهبة فيه، ولكن «عصفور باليد ولا عشرة فوق الشجرة»، ألا وهي موقع الجامعة التي يجد فيها مقعده الدراسي، ومن ثم تنبثق مشكلة المواصلات والسكن، فتأمين السكن والمواصلات للابن يثقل كاهل الأسرة التي ربما تسكن بالإيجار وسيارتها بنظام التقسيط. عند هذه المشكلة «مشكلة السكن والمواصلات» تضطر كثير من الأسر إلى تسريح أبنائها بعد الثانوية إلى الوظائف سواء في القطاع العام أو الخاص دون النظر إلى مواهبهم أو إلى تميزهم الدراسي الذي قد يؤهلهم لخدمة الوطن بشكل أفضل، لكن تكاليف الدراسة الجامعية ترهقها. تلك مشكلة من المشكلات التي تواجه أبناءنا وإخواننا، ومن المحزن أن يتوجهوا بعد الثانوية لسوق العمل للبحث عن وظيفة. ومع هذا فإن الدولة تعطي وتنفق المليارات على التعليم، فما الذي يمنع أن يكون هناك مكافآت للطلاب الجامعيين تكفي على الأقل السكن والمواصلات والشيء اليسير من الحياة اليومية، كي لا يضطروا إلى ترك الدراسة والبحث عن الوظيفة الجاهزة. أكبر مثال حي وواضح الآن هو إقبال الموظفين على إكمال الدراسة في الجامعة عن طريق الانتساب، ولكن بعد أن فاتهم قطار الانتظام من أجل البحث عن وظيفة توفر لهم لقمة العيش، وبعد الدراسة في الجامعة أظهروا تميزاً. مكافأة الطلاب في جامعاتنا لا تتعدى الألف ريال شهريا، أو قد لا تصله، فلو دعم الطلاب بمكافأة كافية تصرف بشكل منتظم لدَخَل إلى الجامعات طلاب مميزون جداً، أبعدهم الدخل المحدود لأسرهم عن مواصلة الدراسة. ما ذنب طالب متخرج بنسبة 95% متميز في مادة الكيمياء مثلا لا يستطيع والده أن يدفع مصاريف السكن والمواصلات ليواصل ابنه الدراسة الجامعية؟
مشاركة :