‬المعارضة في حلب واثقة من الصمود رغم نقص أسلحتها مع اشتداد الحصار

  • 10/15/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال قائد كبير بالمعارضة السورية المسلحة اليوم الجمعة، إن قوات الحكومة السورية لن تتمكن مطلقا من انتزاع السيطرة على شرق حلب من أيدي المعارضة بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء هجوم ضار، لكن مصدرا عسكريا سوريا قال، إن العملية تسير وفق المقرر. وقال نائب قائد تجمع «فاستقم» المعارض في حلب، إن الغارات الجوية الروسية لا تقدم مساعدة تذكر للقوات البرية الحكومية في حرب المدن الدائرة هناك. وأضاف، أنه في الوقت الذي قصفت فيه الغارات كثيرا من مناطق المدينة فإنها تجنبت الجبهات التي يتقاتل فيها الجانبان عن قرب خوفا فيما يبدو من قصف الطرف الخطأ. وقال ملهم عكيدي لـ«رويترز»، إن قوات المعارضة أعدت نفسها جيدا لحصار فرض هذا الصيف وتعد حاليا لهجوم مضاد. وأضاف، «عسكريا لا يوجد خطر على مدينة حلب، ولكن الأخطر هو ما يقوم به النظام من مجازر يومية تستهدف ليس فقط الناس، ولكن كل ما يعين الناس على الحياة». بيد أن المصدر العسكري السوري ومصدرا عسكريا ثانيا مواليا للحكومة في الميدان قالا، إن الحملة ماضية في مسارها، مؤكدين نفي استهداف المدنيين. وقال المصدر الثاني وهو غير سوري يعمل ضمن تحالف إقليمي يقاتل دعما للرئيس بشار الأسد، «ما تم إنجازه حتى الآن يسير حسب الخطة.. نعمل بخطوات متدرجة». وتشير التقييمات عشية اجتماع بين وزيري الخارجية الأمريكي والروسي في سويسرا لمحاولة استئناف جهودهما لإيجاد حل دبلوماسي إلى معركة طويلة من أجل حلب. وحلب كبرى المدن السورية قبل الحرب مقسمة منذ سنوات إلى مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية وأخرى تهيمن عليها المعارضة. وشرق المدينة هو آخر معقل حضري كبير لقوات المعارضة التي تقاتل الأسد وسيكون استعادته نصر استراتيجي كبير. وأعلن الجيش السوري بدعم من فصائل مسلحة تساندها إيران وقوة جوية روسية هجوما كبيرا للسيطرة على شرق المدينة في 22 سبتمبر/ أيلول، مطلقا العنان لقوة نيرانية لم تشهدها من قبل الحرب التي بدأت قبل خمسة أعوام ونصف. وأودى الهجوم بحياة بضع مئات من الأشخاص وسوى بالأرض الكثير من المباني. كما استهدفت المستشفيات، مما دفع الولايات المتحدة وفرنسا إلى اتهام روسيا والحكومة السورية بارتكاب جرائم حرب. وتقول موسكو ودمشق، إنهما لا تستهدفان سوى المتشددين. الهجوم يهدد إمدادات الخبز .. أبلغ عضو من مجلس المدينة التابع للمعارضة في حلب «رويترز»، أن احتياطي الوقود المستخدم لتشغيل المخابز قد ينفد خلال شهر إذا استمر الحصار. وأضاف، أن طاحونة قصفت يوم الأربعاء في تهديد آخر لإمدادات الخبز في المدينة. ورافقت الغارات الجوية هجمات برية للقوات الموالية للحكومة بما في ذلك هجمات لفصائل شيعية مسلحة من العراق ولبنان. وكان أوضح تقدم لها حتى الآن هو السيطرة على أراض إلى الشمال من حلب ومنها مخيم حندرات. كما تحدث الجيش عن مكاسب في وسط المدينة نفسها، لكن قوات المعارضة قالت، إنها صدت هذا التقدم. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، أن التقدم الحكومي لم يوازي حتى الآن شدة القوة النيرانية المستخدمة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن القصف كان متوقعا أن يؤدي إلى نتائج أكبر بكثير. وأودت الحرب الأهلية السورية بحياة 300 ألف شخص وشردت الملايين وجرت إليها قوى إقليمية وعالمية وسمحت بتوسع الجماعات المتشددة، ومنها تنظيم «داعش»، الذي يسيطر على مساحات واسعة من شرق البلاد. والأسد مدعوم من روسيا وإيران ومجموعة من الفصائل الشيعية المسلحة من دول عربية، في حين تلقى المعارضة السنية التي تسعى للإطاحة به دعما من تركيا والولايات المتحدة ودول خليجية عربية. لا أمل يذكر من المحادثات .. يلتقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بنظيره الروسي سيرجي لافروف، في لوزان بسويسرا غدا السبت، وربما ينضم إليهما وزراء من تركيا وقطر والسعودية وإيران. ولم يعبر المسؤولون الأمريكيون عن آمال تذكر في نجاح هذه المحادثات، وقال لافروف اليوم، إنه ليست لديه «توقعات خاصة» للمحادثات. وعلق كيري المحادثات مع لافروف الأسبوع الماضي، بسبب هجوم حلب. وكان استئناف المحادثات على الرغم من القتال قد اعتبر علامة على نقص خيارات الدول الغربية بشأن الصراع السوري، حيث تخشى أن تؤدي زيادة إمدادات الأسلجة للمعارضة إلى وقوع هذا العتاد في أيدي جماعات متشددة في آخر الأمر. وطوقت الحكومة السورية وحلفاؤها شرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة هذا العام لتقطع أولا أقصر الطرق إلى تركيا قبل أن تحاصر المدينة بشكل كامل هذا الصيف. وقال الأسد هذا الأسبوع، إن السيطرة على حلب ستكون نقطة الانطلاق لطرد المتشددين إلى تركيا، وهي راع كبير للمعارضة. وعرض على قوات المعارضة في حلب عفوا إذا ألقت أسلحتها، لكنها رفضت العرض ووصفته بالخدعة. الوقود ينفد «باضطراد» في حلب .. وقال عكيدي متحدثا من حلب، «أنا على يقين أنه لا يستطيع أحد أن يقتحم أحياء مدينة حلب المحررة» في الشرق، التي قال، إنها لا يمكن مقارنتها بمناطق أقل سكانا وأقل تسليحا استعادتها الحكومة من المعارضة. وأضاف، «كل من بقي داخل مدينة حلب والتي هي تحت تهديد الحصار من فترة طويلة قد أعد العدة للصمود والاستمرار سواء مدنيين أو عسكريين إما عن طريق تخزين الموارد والمؤن أو البحث عن طرق أخرى لتأمين الاحتياجات». كما أشار إلى قرب معاقل المعارضة في غرب حلب وفي محافظة إدلب، وإلى ما وصفها بأنها قبضة الحكومة الهشة على نقطة دخول مهمة على الأطراف الجنوبية للمدينة. وقال، «لا أستبعد أن يتمكن الثوار في الفترة القريبة من كسر الحصار». وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير أمس الخميس، إن تقارير أفادت بأن 406 أشخاص قتلوا، وإن 1384 أصيبوا في شرق حلب في الفتة من 23 سبتمبر/ أيلول، حتى الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول. وفي غرب حلب الذي تسيطر عليه الحكومة والذي استهدفته قذائف المعارضة بشكل متكرر قتل 91 شخصا بينهم 18 طفلا في الفترة نفسها. وقال‭‭ ‬‬محمد سندة عضو مجلس المدينة التابع للمعارضة، إن احتياطات الوقود التي لدى المجلس قد تنفد في شرق حلب في غضون شهر أو أقل إذا استمر الحصار. وأضاف لـ«رويترز» من حلب، «الأفران تكفي لكن الطحين لا يكفي والمازوت لا يكفي أيضا. العوائل تأخذ نصف حاجتها من الخبز». وذكر، أن الغارة الجوية على طاحونة يوم الأربعاء خفضت إمدادات الخبز بدرجة كبيرة. كما أثر العنف على إمدادات المياه. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إن الوضع تحسن قليلا بعد توصل الأطراف إلى اتفاق في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول، لحماية محطات المياه من الصراع. وقال إبراهيم أبو الليث من الدفاع المدني السوري، وهو جماعة إنقاذ تعمل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، إنه حتى بعد إصلاح محطات الضخ وعودة المياه فإنها لا تصل إلى سكان بسبب نقص الوقود، الذي وصفه بأنه شريان الحياة للأحياء الشرقية.

مشاركة :