تيار عون يحشد غداً على «أبواب القصر» - خارجيات

  • 10/15/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كما في كل سنة منذ سقوط قصر بعبدا بيد الجيش السوري في 13 اكتوبر 1990 وما أعقب ذلك من نفي العماد ميشال عون الى فرنسا (بين 1991 و 2005)، تشكّل هذه الذكرى محطة مهمة لدى أنصار زعيم «التيار الوطني الحر» الذين لم يتخلفوا يوماً عن احيائها رغم ما مروا به من ظروف إقصاء وحظْر لحركتهم السياسية اثناء فترة الوصاية السورية على لبنان. وفي 2016 تكتسب الذكرى، التي اختار «التيار» هذه السنة ان يحييها في 16 من الشهر (ليكون يوم أحد) أهمية اسثنائية، باعتبار ان «الجنرال» الذي كان غادر قصر بعبدا عنوة قبل 26 عاماً بعد نحو سنتين من دخوله (العام 1988) كرئيس حكومة عسكرية انتقالية، يعيش أجواء تفاؤل بأنه في «الأمتار الأخيرة» قبل دخول القصر نفسه وهذه المرة رئيساً للجمهورية ليتحقق حلم عمره أكثر من «ربع قرن». ولأن «المعركة» هذه السنة كما قبلها عنوانها الرئيسي رئاسة الجمهورية، فإن إحياء «ذكرى 13 اكتوبر» سيكون غداً عبر حشد شعبي كبير على تخوم قصر بعبدا او كما يسميه العونيون «قصر الشعب»، وهي المرة الثانية على التوالي التي ينقلون نشاطهم الى هذا المكان بعدما كان يتم الاكتفاء بالقداديس على نفس شهداء هذا اليوم... الأسود. ويجتمع العونيون هذ السنة تحت شعار «حماية الميثاق» الذي في رأيهم تضربه السلطة السياسية الحالية بتهميشهم وعدم الاستجابة الى مطالبهم، التي تبدأ بتولي الأكثر تمثيلاً للمسيحيين، اي عون، الموقع الاول الذي يمثّلهم، اي رئاسة الجمهورية. وفي هذا الاطار يؤكد نائب رئيس حزب «التيار الوطني الحر» (للشؤون الادارية) رومل صابر لـ «الراي» ان «التظاهرة الشعبية تقام استذكاراً لأرواح الشهداء الذي سقطوا في ذلك اليوم المشؤوم وللتعبير اننا مستمرون على النهج الذي قدّموا حياتهم لاجله»، مشيراً الى «ان الذكرى هذه السنة تحمل طابعاً مميزاً بفعل ترافقها مع تقدم حظوظ العماد عون في تولي رئاسة الجمهورية». واذ يوضح «ان من حقنا»كتيار«المطالبة بانتخاب الممثل الاول للمسيحيين رئيساً للجمهورية كما يجري مع بقية الطوائف»، يشدد على «ان التمسك بالميثاق وحده يحمي الجمهورية»، مؤكداً ان «اللقاء الذكرى»، كما يصر على تسميته، غير موجّه ضدّ أحد، ولافتاً الى «ان علاقنتا هي جيدة مع جميع الافرقاء، وقد قمنا بزيارتهم جميعاً حتى الذين لم يؤيدوا وصول العماد عون الى الرئاسة». وعن الكلام حول إمكان اقتحام القصر خلال هذه المسيرة، ينفي صابر نفياً قاطعاً «التفكير بهكذا أمر لا من قريب ولا بعيد»، مشدداً على ان «التيار» عُرف بإنضباطه والتزامه توجيهات قيادته، وهو ما سيظهر جلياً يوم الاحد»، كاشفاً ان إحياء الذكرى سيقتصر على يوم 16 اكتوبر «وسينفضّ الجمع لحظة انتهاء الخطابات السياسية، ولا وجود لأي تخطيط لجعل الاعتصام مفتوحاً او البقاء أمام القصر». ويضيف: «الامور الأمنية من جوانبها كافة تم ترتيبها مع الأجهزة الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي، وهي ستتولى حماية التحرك وتنظيم حركة المرور»، مشيراً الى انه «سيتم اعتماد الطرق ذاتها التي اعتُمدت العام الماضي اي من مدخل بعبدا (قرب سوبر ماركت ابو خليل) وصولاً للقصر الجمهوري، حيث ستقام منصة لالقاء الكلمات، خارج حرم القصر والمنطقة الأمنية التابعة له». وعن الحشد المتوقع وخصوصاً ان القواعد بدأت تشعر بالتململ من النزول إلى الشارع من دون تحقيق نتيجة تُذكر، طمأن صابر الى «ان الحشد سيكون كبيراً جداً»، مشيراً الى «ان الاجتماعات التي تعقد مع مسؤولي المناطق تؤكد حماسة الناس بطريقة استثنائية للمشاركة». ولمح صابر الى إمكان حضور العماد عون شخصياً، لافتاً الى ان القائد «سيكون بين أهله وناسه، اذا لم يجرِ شيء خطير على المستوى الأمني». وفي الجانب السياسي من الذكرى، يؤكد النائب آلان عون لـ «الراي» ان خطاب العماد عون سيكون انفتاحياً كامتداد للخطاب المعتمد منذ بداية حركة الرئيس سعد الحريري الجديدة، مشيراً الى «اننا لا نريد أن نضع عراقيل أمام الوصول إلى تفاهم في ملف رئاسة الجمهورية». ويلفت عون الى ان العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية بحاجة إلى إعادة ترميم في ظلّ الواقع الرئاسي الجديد «وهذا ما سيُعمل عليه لاحقاً»، رافضاً كشف اذا كانت كلمة عون ستحمل مبادرة بإتجاه الرجلين. وعن «السلة» التي يطالب بها بري وما لمح اليه الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله عن هذا الموضوع، يقول عون: «يمكن وضع إتفاق إطار على بعض الأمور لحلّ أزمة الرئاسة ولكن لا يمكن تسميتها بالسلّة، انما يجب التشديد على وضعها ضمن التفاهمات العادية التي تحصل في لبنان والتي هي مطلوبة مع جميع الأفرقاء في البلد». ويشير الى «اننا نعمل على تذليل العقبات المتبقية مع الرئيس سعد الحريري»، موضحاً ان «المعلومات الأولية تؤكد انّ السعودية تركت للرئيس الحريري ان يقرّر ما يراه مناسباً لمصلحة لبنان في هذه المرحلة». ويؤكد عون ان «المفترق النهائي في رئاسة الجمهورية سيكون عبر موقف الرئيس الحريري (إعلان دعم عون) لأنه بذلك ستكون هناك حتميّة لانتخاب العماد عون».

مشاركة :