قونية/ سنان أوصلو/ الأناضول جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انتقاده لتصريحات المسؤولين العراقيين الرافضة للوجود التركي على أراضيهم، قائلاً إن "جمهورية تركيا ليست بلداً تدخل عندما يطلب منها، وتخرج عندما يطلب منها". جاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان، مساء الجمعة، خلال اجتماع لمنظمات مجتمع مدني في مدينة قونية وسط البلاد، ردّا على تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، التي عبّر فيها عن رفضه للوجود التركي على أراضي بلاده. وأفاد أردوغان: "إخوتنا سكان (مدينة) الموصل قالوا لنا في زياراتهم، إنهم قبل أشهر قليلة فقط لم يكن لديهم أية أمل، غير أن عملية درع الفرات (أطلقتها القوات التركية نهاية أغسطس/آب الماضي لدعم "الجيش السوري الحر" ضد المنظمات الإرهابية، شمالي سوريا) أعطت لهم أملاً، ويعقدون اليوم آمالهم بالخطوات التي ستتخذها تركيا في العراق". وأردف: "هم يقولون ذلك لأنهم تحت تهديدات كبيرة، ويأتي تنظيم داعش في مقدمة تلك التهديدات". وتساءل أردوغان حول أسباب الانزعاج الذي يشكله الوجود التركي في معسكر "بعشيقة" للحكومة المركزية. وقال بهذا الخصوص: "من الذي طلب منا المساعدة في قتال داعش؟ كانوا هم (العراقيون)، واليوم يقول (العبادي) إنه علينا الخروج من هناك (..) قواتنا المسلحة والجمهورية التركية ليست بلداً تدخل عندما يطلب منها وتخرج عندما يطلب منها". وفي شأن آخر، أشار أردوغان أنه يُراد لطاقات وقدرات العالم الإسلامي أن تضيع، وأن المنظمات الإرهابية تشكل أكثر الأدوات المفيدة لهذا المشروع. وأضاف بهذا الصدد "انظروا إلى ضحايا تنظيمات داعش والقاعدة وبوكو حرام وحركة الشباب ومنظمة غولن، كلهم مسلمون". كما أكد أن "جميع المجموعات المسلحة التي تتسم بطابع مذهبي تستهدف المسلمين في العراق، وسوريا، وأفغانستان، وباكستان، وفلسطين، ومصر، وليبيا". وأوضح أردوغان: "يُراد بث الخصومة والدم بين المسلمين انطلاقاً من شعارات السنة والشيعة، وهم الذين يقيمون صلواتهم في ذات المسجد منذ مئات السنين، ويتجهون لذات القبلة، ويؤمنون بالكتاب والنبي ذاته". وبدأت تركيا تدريب متطوعين من سكان الموصل في معسكر بعشيقة الذي يبعد 12 كلم شمال المدينة، بطلب من السلطات العراقية نهاية 2014، وتلقى الآلاف من الأهالي تدريبات عسكرية على يد 600 عسكري تركي حتى اليوم. ومنذ مايو/ أيار الماضي، تدفع الحكومة العراقية بحشود عسكرية قرب الموصل، التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي منذ يونيو/ حزيران 2014، ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها من التنظيم الإرهابي، وتقول الحكومة إنها ستستعيد المدينة قبل حلول نهاية العام الحالي. ومؤخراً، جدّد البرلمان التركي تفويضه للحكومة بإرسال قوات مسلحة خارج البلاد، للقيام بعمليات عسكرية في سوريا والعراق عند الضرورة، من أجل التصدي لأية تهديدات محتملة قد تتعرض لها الدولة من أي تنظيمات إرهابية، وهو ما رفضته بغداد. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :