دعا قسم من كبار المانحين من الحزب الجمهوري إلى التخلي عن المرشح الرئاسي دونالد ترامب بعد سلسلة الاتهامات الموجهة إليه بتحرشات جنسية. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مانحين من الذين قدموا ملايين الدولارات إلى الجمهوريين، أن الفضيحة المحيطة بقطب الأعمال تهدد بإلحاق أضرار دائمة بالحزب إذا لم يتخل عنه، مما يسلط الضوء على مدى عمق الانقسامات في أوساط الجمهوريين. وتعرضت حملة ترامب لضربة قوية مع نشر فيديو يعود إلى العام 2005 تباهى فيه ترامب بسلوك يمكن تصنيفه كاعتداء جنسي، مستخدما ألفاظا بذيئة. وعلق رجل الأعمال من ميزوري ديفيد همفريز بالقول لصحيفة «نيويورك تايمز»: «في مرحلة ما عليك أن تنظر في المرآة وتقر بأنه ليس من الممكن تبرير دعمك لترامب أمام أبنائك». انقسامات متزايدة تشمل الانتقادات أيضاً المسؤولين الجمهوريين الذين يواصلون دعم ترامب على غرار رئيس الحزب رينس برايبوس. وقال المستثمر من كاليفورنيا وليام أوبرندورف «يجب أن يطرد رينس ويستبدل بشخص يتمتع بالكفاءات وصفات القائد لإعادة بناء الحزب». لكن كبار المانحين للحزب لا يتمتعون بنفوذ كبير على ترامب الذي يستفيد خصوصا من ثروته الشخصية ويعتمد على منح صغيرة من قاعدته الانتخابية من اليمين المتطرف. وازدادت حدة الانقسامات الاثنين بعدما أعلن رئيس الغالبية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي بول راين أمام مئات النواب الجمهوريين، أنه سيتوقف عن القيام بحملات انتخابية لصالح ترامب خوفا ليس فقط من خسارة السباق الرئاسي بل أيضاً من فقدان النفوذ في الكونجرس. وتابع راين أنه سيركز في المرحلة المتبقية من الحملة الانتخابية على حماية الغالبية التي يتمتع بها الحزب في مجلسي النواب والشيوخ. بعدها تقدمت ست نساء على الأقل بشكاوى اتهمن فيها ترامب بالتحرش بهن جنسيا، غالبيتهن بعد أن أكد خلال المناظرة الرئاسية الأحد أمام منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون أنه لم يعتد جنسيا على امرأة أبدا. وبدأت الاتهامات بعد نشر تسجيل الفيديو الذي يتباهي فيه بالتحرش بالنساء مستغلا شهرته، مما أنزل السباق الرئاسي إلى مستويات غير معهودة من البذاءة. إلا أن ترامب (70 عاما) لا يزال ماضيا في خطه، وقال الخميس إن متهميه «يكذبون» وإن كلينتون تتآمر مع وسائل الإعلام لتقويض حملته. وعلق المسؤول المالي السابق في الحزب الجمهوري آل هوفمان لصحيفة «نيويورك تايمز»: «نحن سائرون نحو الدمار». لكن كلينتون باتت الآن الأوفر حظا في السباق مع أن التوازن في الكونجرس لا يزال أقل وضوحا، فالجمهوريون يسيطرون على مجلسي الكونجرس طيلة الولاية الرئاسية الثانية لأوباما، وأحبطوا العديد من مشاريعه.;
مشاركة :