الطلاق العاطفي أخطر يا سمو الأمير!!

  • 10/15/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قلنا وكررنا كثيرًا مريرًا: إن زكاة الأفكار تكرارها، وعدم التردد في إعادة عرضها بكل وسيلة ممكنة! وقلنا كثيرًا (كريرًا): إن التكرار هو الأسلوب البلاغي الأبرز في القرآن العظيم، ليس كتكرار قصة سيدنا (موسى) و(فرعون) في عدة سياقات وسور؛ بل وفي السورة الواحدة، بالجملة الواحدة، كسورة (الكافرون)، وباللفظة الواحدة كما في سورة (الناس)، وهما من (قصار) السور! هذا والله تعالى قد تعهد بحفظ القرآن، وما زال بين أيدينا بكل أشكال التكرار فيه! وذلك أن الذاكرة العربية ـ كما قلنا عديدًا بديدًا ـ رملية لا تكاد تحتفظ برشة مطر! وقضايا السيول مثال حي طويل العمر؛ فرغم تكرارها من السماء لا تكاد تجد لها حلًا في الأرض؛ إلا الأهزوجة الشعبية الشهيرة: (يا مطرة حُطِّي حطي)! و.. لحظة.. هل قلنا: الذاكرة ؟! لقد نسينا كما نسيتُمْتُـنَّ؛ أننا قلنا أكثر وأمرر وأكرر: لا توجد ذاكرة بل (نسّاية)؛ في (سحيماوية) تقول: «لحظة ترح (تنسيك) كل الأفراح، ولحظة فرح (تنسيك) كل الأتراح؛ فما الذاكرة إذن ؟» وما الذي أنسى السعوديين المقابلة الأهم في (إضاءات)؛ وكانت الأولى لقناة عربية، مع صاحب السمو الملكي الأمير (بندر بن سلطان بن عبدالعزيز) حين كان سفيرًا للمملكة في واشنطن؟ حيث أعاد بعض (النسّائين) من شعب (الفقاقيع) مؤخرًا، المقطع الذي تحدث فيه سموه للإعلام الأمريكي متسائلًا: «إن كان الشعب السعودي يعاني مما تعاني منه بعض الشعوب الأخرى؛ فلماذا لا تجدون جالية سعودية في أمريكا؛ على غرار الجالية المصرية واللبنانية والصينية ؟» ثم أضاف تعليلاً لذلك: «إن الشعب السعودي (أبخص) بنفسه وبأهله، وأنه لا يستطيع العيش خارج إطار (سعودي عربي إسلامي)»!!! فماذا لو كان سموه يتحدث للإعلام الداخلي (فيذا)؟ هل كان سيكرر سؤاله وتعليله؟ وإذا كررنا نحن التساؤل فهل يصح التعليل نفسه؟! ربما.. ولكن ربما (أربب) أن الأنظمة (البوليسية) أدت إلى (طلاق) صريح بين الشعوب وحكوماتها ـ سواءٌ أكان طلاقًا شرعيًا أم بدعيًا ـ أما الرقابة (المتغابية)، والوصاية على الفكر، وتكميم الأفواه فستؤدي ـ حتمًا ـ إلى (الطلاق العاطفي)؛ وهو أخطر أنواع الانفصال الأسري؛ حيث يظهر شكل العلاقة الزوجية (الوردي)، ويكبت مضمونها (الشوكي)! و.. الجسم في بلدٍ والروح في (كوريا)!! نقلا عن مكة

مشاركة :