بوب ديلان لا يريد إلا أن يعزف الموسيقى

  • 10/15/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نيويورك (الولايات المتحدة) - يعتبر كثيرون ان بوب ديلان هو "صوت جيل" الا ان المغني والشاعر الذي نال جائزة نوبل للاداب ويشكل رمزا للثقافة المضادة في الستينيات، لا يشعر بالارتياح في هذا الدور الكبير. اشتهر ديلان كمغني فولك الا ان الفنان تجاوز روائيين من امثال دون ديليلو وفيليب روث، ليصبح اول اميركي منذ عقدين يفوز بأعرق جائزة أدبية في العالم. واستحال بوب ديلان رمز جيل الستينيات بفضل نشيده "ذي تايمز ذاي آر تشيغينغ". وقد توقع ديلان في أغنيته هذه التي ألفها العام 1963 عقدا من الاضطرابات السياسية، بعد المسيرة الى واشنطن مباشرة من أجل المطالبة بالحرية وبالعمل والتي شحنت حركة المطالبة بالحقوق المدنية. وقد صدرت هذه الأغنية في البوم يحمل العنوان نفسه بعد عام على ذلك وهي من أكثر الأغاني سهولة بين أغاني بوب ديلان اذ تستمر اقل من ثلاث دقائق مع نغم يسهل حفظه. الا ان المغني لطالما أحجم عن تولي دور الناطق باسم "جيل كامل" في رفض يبدو صادقا وليس مجرد تواضع ظاهري، فهو كان يشدد دائما على ان جل ما يريده هو عزف الموسيقى. وقد تجلى هذا التوتر بشأن التطلعات الموضوعة في شخصه خلال مؤتمر صحافي شهير في باريس العام 1966 بعدما أذهل أوساط الموسيقى بانتقاله من الغيتار العادي الى الغيتار الكهربائي. غير ودود على المسرح ففي هذه المناسبة ظهر بوب ديلان الذي كانت تكثر الشائعات الغريبة بشأنه، مع دمية بدا وكأنه يستشيرها قبل ان يرد باقتضاب على أسئلة الصحافيين، كان المشهد سورياليا، وعندما سئل ان كان عمله يسعى الى تمرير رسالة اعمق اكتفى بالقول "كلا". وقال في مقابلة نادرة مع محطة "سي بي اس" العام 2004 "احب الأغاني وهي ليست مواعظ" مضيفا "اذا ما تفحصتم اغاني لن تجدوا فيها على ما اظن ما يجعل ناطقا باسم أي كان". خلال جولاته الاخيرة حرص الفنان على الا يظهر أي تصرف ودود فهو لم يتوجه الى الجمهور بأي كلمة فيما امتنع عن أداء أعماله الناجحة. وخلافا للكثير من معاصريه بدءاً بجون بايز، لم يعلن بوب ديلان انتماءه الى أي حزب سياسي. وخلال حفلة "لايف ايد" المكرسة لجمع الاموال لاثيوبيا العام 1985 قال ان جزءا من المال يجب ان يعود الى المزارعين الاميركيين الذين يكافحون من أجل تأمين لقمة العيش، وكان هذا التصريح خارج اطار المناسبة نوعا ما يومها، الا انه أدى الى تنظيم جولة "فارم ايد" لمساعدة المزارعين وعائلاتهم. يشبه فرنسوا مورياك ودرس جيف تايلور استاذ العلوم السياسية في دوردت كوليدج في ايوا، ميول بوب ديلان السياسية، وقال انه يمكن وصف أيقونة الروك بأنه فوضوي فهو شغوف بالعدالة الاجتماعية مع بعض الصلافة. وأكد تايلور "اظن انه مسيس جدا لكن الأمر رهن بتحديدنا لكلمة مسيس، انه شخص تمتع على الدوام بوعي اجتماعي كبير". ومضى يقول "السلطة هي في قلب السياسة وبما أنه كان يتوجس كثيرا حيال تركز السلطات لا بل كان يعارضه فهو عارض على الدوام التركبية الحالية للسلطة". وقال جيف تايلور ان ثمة شبها بين بوب ديلان وفائز آخر بجائزة نوبل للاداب وهو الفرنسي فرنسوا مورياك الذي كوفئ العام 1952 والذي كان يكتب كما المغني الاميركي مع خلفية دينية عميقة لكنه كان يتناول خصوصا الظلم الاجتماعي. وشدد تايلور ايضا على ان بوب ديلان "لم يسع يوما الى ان يكون زعيما سياسيا او اجتماعيا الا انه للمفارقة اصبح كذلك لأنه عبر عن كثير من الامور التي كان الناس يفكرون بها". وربما بدأ الفنان في الفترة الاخيرة يعتبر نفسه "صوت جيل" بطريقة ما، فهو الذي لم يزعجه يوما ان يتقدم في السن، بادر العام الماضي الى الاتصال في أول مقابلة له منذ سنوات، بمجلة الجمعية الاميركية للمتقاعدين والمسنين ليعبر عن نفسه. وأوضح بوب ديلان انه مع التقدم في السن "نترك بعض الاشياء للشباب، لا تحاولوا التصرف كما لو انكم شباب لأن ذلك قد يؤذيكم فعلا".

مشاركة :