رأى محللون سياسيون فلسطيينيون في تصريحات لـ«عكاظ» أن مبادرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لن تحقق أية نتيجة إيجابية ما دامت إسرائيل تواصل التعنت، وتتمسك بشروطها رافضة الالتزام بمرجعية واضحة لمفاوضات السلام. وقال عضو المجلس الوطني الفلسطيني فؤاد عبدالله إن المفاوضات التي أعلن عنها كيري أمس الأول لن تحقق أي شيء لأن الإسرائيليين يحاولون كسب الوقت من أجل التوسع في أرض فلسطين وبناء المستوطنات وهذا الأمر واضح للجميع. فالإسرائيلي يتكلم عن المفاوضات، وفي نفس الوقت يقول «نريد أن نستكمل مشروعنا في بناء المستوطنات» ولذلك فإن هذه المساعي لن تصل إلى نتيجة ومبادرة كيري ما هي إلا مضيعة للوقت من أجل مصلحة إسرائيل. وتابع قائلا المفاوض الفلسطيني في ظل الظروف الحالية في المنطقة والانقسام العربي الحاصل لا يستطيع أن يفعل شيء خاصة أنه لم يعد هناك أي اهتمام بالقضية الفلسطينية. ولذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تحاولان فرض الشروط الإسرائيلية لأننا كفلسطينيين في الوقت الراهن نمثل الحلقة الأضعف. وأشار عبدالله إلى أن الاعتماد الأساسي هو على الشعب الفلسطيني بمعنى أن تكون هناك انتفاضة في الضفة الغربية وقطاع غزة لإيجاد مناخات جديدة للنهوض بمعنويات الشعب الفلسطيني. وبدوره، قال المحلل الفلسطيني حسين ابو النمل إن المفاوضات الفلسطينية مع كيري توقفت عند نفس النقطة التي توقفت عندها المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في السابق. وهذا يعني أن كيري ليس إلا وسيطا وبالتالي هناك موقف فلسطيني محدد وموقف إسرائيلي محدد والمسافة بينهما على الأقل حتى الآن بعيدة جدا. وأضاف أن كل ما يجري هو محاولة للتحايل على الخلاف الحاصل بين رؤيتين متناقضتين خاصة أن الفلسطينيين لهم مطالب تشكل بالنسبة لهم الحد الأدنى ولا يستطيعون التنازل عنها، بينما يرى الإسرائيليون أن لديهم مشروعا لا يريدون التنازل عنه. وضمن هذا التناقض توقفت المفاوضات رغم كل التنازلات التي قدمها الطرف الفلسطيني حتى إنه لم يعد لديه مجال أن يقدم أكثر. وعندها تدخل الجانب الأمريكي لكنه لم يأت بجديد على صعيد جوهر المشكلة وربما ينجح بالتحايل عبر إيجاد غطاء شكلي من أجل استمرار المفاوضات وهذا ما نتمنى أن لا ينخدع به المفاوض الفلسطيني لكن سواء قبل أم لم يقبل الأمور ما زالت واقفة عند مسألة واحدة وهي أن للفلسطيني مطالبات تشكل الحد الذي لا يستطيع التنازل عنه والإسرائيلي ليس بوارد أن يقدم مبادرات إيجابية للوصول إلى حل لهذا السبب أيا تكن النتائج على صعيد الشكل من خلال وضع بعض الأمور من أجل إنقاذ رحلة كيري فهي لن تصل إلى شيء في ظل التناقض الموجود بين طرفي النزاع.