السفير عاطف: طالب الرفاعي قامة أدبية وأحد المهمومين بالإبداع في الكويت والمنطقة - ثقافة

  • 10/16/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

احتفت السفارة المصرية في الكويت، بمدير الملتقي الثقافي الروائي طالب الرفاعي، كي يمنحه السفير المصري لدى الكويت ياسر عاطف، درعا تكريمية، فيما تضمن حفل التكريم قراءة نقدية لرواية «ظل الشمس» قدمها الكاتب شريف صالح. كما قدمت الكاتبة هدى الشوا قراءة نقدية لرواية «في الهنا» أحدث روايات الرفاعي وادارت الاحتفالية الكاتبة عواطف العلوي. وأكد السفير عاطف في استهلال الاحتفالية أن تكريم الأديب الكويتي طالب الرفاعي يأتي ضمن أواصر العلاقات الثقافية المتينة بين الكويت ومصر، وقال «إن الرفاعي قامة أدبية لها حضور كبير وأنه احد المهمومين بالإبداع في الكويت والمنطقة». وأشار الملحق الثقافي المصري الدكتور نبيل بهجت أن الرفاعي أحد الأسماء الإبداعية التي لديها هم بأن تكون الثقافة المحرك الاساسي في المنطقة، من خلال ممارسة المثقف لدوره الحقيقي كفاعل في الحراك على مستوي المجتمع والمنطقة. وفي الورقة التي قدمها بعنوان «ظل الشمس وازدواجية الصوت السردي»، قال الكاتب شريف صالح «إن الرواية تحيلنا إلى فن التغريبة، تلك الهجرة القسرية بحثًا عن الرزق، واستدعى تغريبة بين هلال للشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي الذي كتب كلمة الغلاف، مشيرا إلى أن التغريبة الهلالية خرجت من الجزيرة العربية - الجنوب- نحو الشمال، على عكس تغريبة (ظل الشمس) فكانت من الشمال إلى الجنوب». وتناول صالح تقنية السرد في الرواية من خلال المؤلف الحقيقي والضمني والسارد والبطل، حيث اشار إلى ان الرفاعي عكس نظرية رولان بارت عن «موت المؤلف» بمعنى تحييده خارج النص والانشغال بالنص وحده، حيث استحضرت الراوية «المؤلف الحقيقي» كشخصية روائية/‏‏‏‏ بطل ثانوي، وتقريبًا أبقت عليه بالصفات والمواصفات نفسها. واشارت الكاتبة هدى الشوا في ورقتها عن رواية «في الهنا» غلى انها تأخذ من علاقة حب ملتبسة، منطلقا للكشف عن شروخات في المجتمع تشمل الخلافات الطائفية عبر رصد (الأنا) الأنثوية لتكشف عن تشظيات رؤيتها لذاتها، ولمجتمعها. واستعرضت أجواء الرواية التي تستهل من غرفة مكتب الرفاعي في المدرسة القبلية عبر تقنيته المعهودة في مشروعه الروائي «التخييل الذاتي» حيث «يحيا هادئاً متفرغاً للقراءة والكتابة، ويتسلم راتبه في نهاية كل شهر، وحيث الانتقال إلى مساحات فضاءات داخلية متعددة ليرصد السرد الروائي تحولات علاقة حبّ بين مشاري الرجلِ المتزوج وله أطفال، وكوثر المرأة العزباء الجميلة التي تعمل في أحد البنوك». وأكدت الشوا أن الرواية حققت لها المتعة الروائية، سواءً في التنقل بين الأصوات الروائية المختلفة، أو في سلاسة السرد الروائي، مشيرة إلى التركيز على عنصر الخطاب النسائي في السرد الروائي، من خلال شخصيات كوثر والزوجة وموضي أم المؤلف، متسائلةً عن تعددية الأصوات الروائية وتوزيعها. وتمنت أن يكتب الرفاعي قصة موضي يوماً ما، ويفرد لها مساحات سردية بضمير المتكلم. واشاد الأديب عبد الله خلف بتكريم الرفاعي من السفارة المصرية، وهو ما أعتبره تعبيريا عن عمق العلاقات الوطيدة بين مصر والكويت. وقال أن أهم ما يميز أعمال الرفاعي أنها عن البسطاء والمهمشين وتحمل هما إنسانيا. وفي سؤال للرفاعي إن كان تأثر بالكاتب والاديب غسان كنفاني في روايته «رجال في الشمس»، قال الرفاعي «ان رواية ظل الشمس ولدت في مقهي مصري أثناء جلوسه مع الاديب الراحل جمال الغيطاني وطلب مني حلمي بطل الراوية مساعدته للعمل في الكويت»، كاشفا انه كتب الرواية عن هؤلاء المهمشين الذين عاش بينهم لمدة 15 عاما وشاهد يومياتهم عن قرب. بينما أجاب عن سؤال يتعلق بورود اسمه الحقيقي في رواياته، بأنه يعتمد على مدرسة التخييل الذاتي، ويرى أن الأعمال الروائية توثيق لحياة المجتمع والكاتب، ولذا يقدم أجزاء من سيرته الحقيقية في أعمال. وأوضح المنصف الخميري مترجم رواية «ظل الشمس» إلى الفرنسية أنه يعمل في اللغة الفرنسية منذ 30 عاما، ولم يسبق له التعرف على الأدب الكويتي، لكن ترجمته للرواية حفزته على قراءة أعمال كويتية أخرى مؤكدا على أن أهم ما يميز الرواية أنها تناقش هما إنسانيا بعيدا عن الاسلوب التعليمي. وأشار الرفاعي تعليقا على طلب الشوا بأن يكتب السيرة السردية لوالدته موضي بأن أمه دفعت ضريبة غالية بعد زواج زوجها بأخرى، وأنها أكثر من تأثر بها في حياته. كما تحدث عن دور زوجته شروق التي أكد أنه لولاها ما تأسس واستمر الملتقى الثقافي الذي يشرف عليه، حيث أكد أنها ساعده الايمن في الإعداد والتجهيز لأمسيات الملتقى. وشكر الرفاعي مصر على هذا التكريم، مؤكدا على امتنانه للكلمة التي تعلي الإنسان والتي كانت السلم الذي صعد عليه خلال رحلته الإبداعية.

مشاركة :