رأيته هاشاً باشاً بعد احدى المناسبات الاجتماعية ، فهرعت إليه وأسرعت للوقوف بجواره خوفاً من أن يسبقني أحدهم فيفوز بنعيم الجوار ، وجلست إجلالاً له جلسة القرفصاء ودار بيننا الحديث التالي : * ما شاء الله تبارك الله ، ما هذه الإطلالة البهية ؟ لا عليك من الكلام امسح ، وإذا عزم الأمر اتصل علي ّ ، وإن جار أحدهم لا تعره اهتماماً ، نعم 00 نعم ، قلها : هذا من فضل ربي . * كيف أحوالك ؟ وما أخبار ولدك الذي درسته قبل عشرين سنة ؟ يا أخي ما تشوفني ، ما أحد يقدر عليّ الحمد لله فرق بيني وبين خالد ، صحيح أنه ناجح لكني أقدر أصك ( بزبوزه ) في أي وقت ، ولا يهمك . * تصدق أن لك في القلب وحشة ؟ شوف ، شوف ، لو طولتها لألعن جد جدك ، قم شف عملك ، لا تهمل مثل ما فعلت في الماضي وإلا والله لتندم أشد الندم . * ارتجفت أطرافي ، لكني تمالكت نفسي وسألته : يا صديقي ومتى جربت علىّ الإهمال ؟ لا 00 لا00 لا تعتذر ، ترى الأهل كلهم يعرفون ماذا كنت تفعل ، وأبشرك مسجلين بعض مكالماتك وراصدين حركاتك. * تظاهرت بأني غير مكترث لكلامه ، وواصلت : طيب ماهي مشاريعك القادمة ؟ الصك في الطريق ما قصر القاضي أجرته شقة مع سنة مجاناً لله ، فأنهى إجراءات الصك وبعد غدٍ سأستلمه إن شاء الله . * تكفى أيها الغالي ، لي عشر سنوات لم أستطع تحريك معاملة الصك تبع أرضي التي اشتريتها فهل من مساعدة ؟ خبرك أول قد مسحت ووصلت كهرباء وماء وإسفلت من سنتين وقبل الصك وقهقه ضاحكاً ! تظاهرت بالضحك معه ، وفجأة قام وإذا به كان يتحدث مع شخص آخر عبر الجوال وعن طريق السماعات ولم يعرني اهتماماً فتواريت خجلاً من نفسي وعيون الآخرين ترمقني ، وأدركت أن هذا حال المواطن مع بعض المسؤولين ، ويازمان العجايب .
مشاركة :