«الجيش الحر» يتقدم لطرد «داعش» من بلدة دابق في ريف حلـــب

  • 10/16/2016
  • 00:00
  • 33
  • 0
  • 0
news-picture

حقق «الجيش السوري الحر»، أمس، تقدماً كبيراً، باتجاه بلدة دابق ذات الرمزية الدينية لدى تنظيم «داعش»، بالتزامن مع هجوم على بلدة صوران ومحيطها بريف حلب الشمالي الشرقي، فيما عُقد، أمس، في لوزان اجتماع دولي حول النزاع في سورية، بمشاركة روسيا والولايات المتحدة وأبرز الدول الإقليمية المعنية في النزاع. وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الفصائل السورية المقاتلة التي تدعمها تركيا تقدمت، أمس، للهجوم على بلدة دابق الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي. وقال في تصريحات نقلتها محطات التلفزيون، إنه بعد جرابلس و«الراعي» «نحن نتقدم، إلى أين؟ إلى دابق». وشنت تركيا عملية غير مسبوقة داخل سورية في 24 أغسطس الماضي، أطلقت عليها اسم «درع الفرات»، لتطهير جبهتها من تنظيم «داعش» والميلشيات الكردية السورية المقاتلة. وفي الأسابيع الأولى من العملية، تمت استعادة جرابلس والراعي اللتين كانتا من أولى المناطق التي سيطر عليها التنظيم. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الفصائل السورية المقاتلة، تدعمها الطائرات والدبابات التركية، تقف على بعد 2.5 كلم من دابق. وأوضح أن الفصائل شنت الهجوم انطلاقاً من بلدة الراعي. وبحسب المرصد تعد دابق من أهم البلدات لدى التنظيم لرمزيتها الدينية، حيث يعدها التنظيم المكان الذي سيشهد «المعركة الفاصلة بين المسلمين والكفار». بدوره، أفاد قائد ميداني في الجيش السوري الحر بأن الفصائل حققت تقدما كبيراً باتجاه بلدة دابق. وقال إن «الثوار اقتحموا قرية الغيلانية الملاصقة لبلدة دابق، ضمن معارك درع الفرات، بالتزامن مع قصف مواقع داعش بالقذائف المدفعية وبإسناد مباشر من الجيش التركي». وأكد أن «سيطرة الثوار على بلدة دابق مسألة وقت»، وأضاف «إن شاء الله خلال الساعات القليلة المقبلة سيُطرد عناصر داعش منها، ويجري الآن قصف كل خطوط إمدادهم واستهداف عدد من السيارات المفخخة قبل وصولها إلى أهدافها». سياسياً، عقد في لوزان اجتماع دولي حول النزاع في سورية، بمشاركة روسيا والولايات المتحدة وأبرز دول المنطقة. وبحث الاجتماع، الذي شاركت فيه مصر والأردن والعراق والسعودية وقطر وإيران وتركيا، علاوة على مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، سبل التوصل إلى هدنة. وأجرى وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، محادثات مباشرة، أمس، لأول مرة منذ أن أوقفت واشنطن جهودها الثنائية مع موسكو لإحلال السلام في سورية. والتقى الوزيران بفندق في مدينة لوزان، قبل أن يشاركا في الاجتماع الدولي الموسع. ويتزامن اجتماع لوزان مع أجواء من التوتر الكبير بين روسيا والغربيين الذين يتهمون موسكو «بجرائم حرب» في الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في مدينة حلب. ويأتي هذا الاجتماع بينما يتحدث عدد من الدبلوماسيين والخبراء عن احتمال استعادة نظام الرئيس بشار الأسد ثانية مدن سورية، ما سيشكل انتصاراً رمزياً واستراتيجياً حاسماً له منذ بدء النزاع في 2011. وقال مسؤول أميركي، طلب عدم كشف هويته، إن الولايات المتحدة، التي لم تعد تريد بحث القضية السورية في لقاءات على انفراد مع موسكو، ترغب في حضور دول المنطقة «الأكثر تأثيراً في الوقائع على الأرض» إلى طاولة المفاوضات. وانتقدت المعارضة السورية عدم دعوتها إلى محادثات لوزان، محمّلة الروس والأميركيين مسؤولية تدهور الوضع في سورية. وقال نائب رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة»، عبد الأحد اسطيفو، لـ«فرانس برس»، عبر الهاتف، إن «تغييب السوريين عن الاجتماعات التحضيرية هو إحدى الإشكاليات التي تتسبب في زيادة التعقيد وخلط الأوراق». وأضاف «ما الذي يمكن أن ينتج عن هذه المحادثات الجديدة بينما تجري واشنطن وموسكو مناقشات منذ سنة ونظمتا عشرات الاجتماعات وأبرمتا اتفاقين لوقف إطلاق النار لم يصمدا أكثر من أيام؟». في السياق، دعت أربع منظمات دولية غير حكومية، أمس، إلى وقف «فوري» لإطلاق النار في مدينة حلب التي دمرها القصف. وفي رسالة مفتوحة موجهة إلى المسؤولين الدبلوماسيين، طلب رؤساء المنظمات غير الحكومية «سايف ذي تشلدرن»، ولجنة الإنقاذ الدولية، والمجلس النرويجي للاجئين، وأوكسفام الدولية، إلى تطبيق وقف لإطلاق النار لمدة 72 ساعة على الأقل في الأحياء التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في حلب، من أجل السماح بإجلاء الجرحى وإدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى هذه الأحياء المحاصرة. وقالت رئيسة «سايف ذي تشلدرن»، هيلي تورنينغ شميت، في بيان «منذ انهار آخر وقف لإطلاق النار، قتل أكثر من 130 طفلاً في شرق حلب، وأصيب زهاء 400 آخرين بجروح في قصف عشوائي وبلا هوادة». وأضافت «كثيرون لا يستطيعون تلقي علاج لإصاباتهم الفظيعة، ذلك أن المستشفيات تعاني نقصاً في الأدوية والمعدات الأساسية، والوقت ينفد». وتتعرض الأحياء الشرقية في مدينة حلب، منذ ثلاثة أسابيع، لهجوم من قوات النظام بدعم جوي روسي، كما تشن الطائرات الحربية السورية والروسية منذ أربعة أيام غارات عنيفة عليها استهدفت مناطق سكنية وأوقعت عشرات الضحايا.

مشاركة :