فاروق شوشة سيرة المتيّم بـ «لغتنا الجميلة»

  • 10/16/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عاش متيماً بـلغتنا الجميلة والشعر والأثير، كتب عن لآلئ القلب وكلماته الصافية، وحين أراد أن يضع بين يدي قرائه مختارات من ديوان الشعر العربي الطويل الممتد، لم يذهب إلى الفخر أو المدح أو الهجاء أو الوصف، بل آثر الحب، وقصائده الحافلة بالقيم الإنسانية والفنية والحضارية.. إنه المبدع فاروق شوشة الذي استراح، أول من أمس، وسط الشعراء، قريته الشمالية القريبة من مياه البحر المتوسط في مصر. حكاية شوشة، الذي ترأس جائزة محمد بن راشد للغة العربية، تبدو كأنها منذورة لمهمة ما، وهي إلصاق الجمال بلغتنا، بدلاً من مصطلح لغتنا العربية، فهو صاحب المصطلح والبرنامج العَلم في الإذاعة المصرية. 1967 انطلق برنامج لغتنا الجميلة، وبعدها بست سنوات كان الكتاب وإصداره الأول ليعم الجمال من الأثير.. إلى الورق، ويبقى في الوجدان. مسيرة شوشة، الذي غاب عن 80 عاماً، تبدو كأنها منذورة لمهمة ما، وهي إلصاق الجمال بلغتنا، بدلاً من مصطلح لغتنا العربية، فهو صاحب المصطلح والبرنامج العَلم في الأثير العربي، بمقدمة محفّزة: أنا البحر في أحشائه الدر كامن.. فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي، وبعدها يأتي صوت عاشق حقيقي، يبدأ هادئاً ثم يتعالى بانفعال محسوب مع الكلمات العذبة التي يتخيّرها من كل العصور، شعراً ونثراً، من زمن أفاطم مهلاً بعض هذا التدلّل إلى زمن بلقيس كانت أطول النخلات.. وبعدها يودّع صوت شوشة جمهوره ليلاقيه في اليوم التالي مع جماليات جديدة للغة العربية وكنوزها. بدأت رحلة المبدع المصري مع لغتنا الجميلة منذ سبتمبر عام 1967، وحظي البرنامج بجماهيرية كبيرة، فتحولت الحلقات إلى كتاب. ويؤكد فاروق شوشة الذي أبدع نحو 18 ديواناً شعرياً، والعديد من الإصدارات النثرية، وترأس جائزة محمد بن راشد للغة العربية، أن هدفه من لغتنا الجميلة، وتخيره لتلك المواد الأدبية لم يكن هدفاً تعليمياً، بل جمالياً يحرص على الإشارة إلى مواطن الجمال.. بهدف تكوين ذائقة أدبية ولغوية تنمو بفضل المزيد من القراءة والاستماع والتأمل. سؤال بعينه كان يجيب عنه بثقة العاشق الحقيقي للغته، والسؤال هو: أبعد كل هذه السنوات.. لاتزال تجد جديداً تضيفه إلى مكتبة لغتنا الجميلة؟ أما الإجابة فهي: كل ما قدمته في حلقات البرنامج ليس إلا قطرة واحدة في بحر حافل مترامي الأطراف، لا يمكن الإحاطة، حتى ببعضه، في برنامج مهما امتد به الزمان. الأصيل المجدد.. ربما وصف يصلح لتلخيص مسيرة فاروق شوشة الذي ارتبط بتراثه ولم ينغلق عليه، تجاوزه ولم يكرره، كتب القصيدة العمودية والنثرية وحتى النقد، غاص في الماضي ولكن لم يغب فيه، بل لامس أزمات حاضره وتفاعل مع كل قضاياه، ولم ينسَ ما يقوله الدم العربي هنا وهناك. ومن بين أشهر كتب شوشة كتاب أحلى عشرين قصيدة حب في الشعر العربي، الذي تخير 20 قصيدة مع قدر يسير من التقديم، للنص والشاعر معاً.. وتوقعت أن يثور سؤال طبيعي: ولكن لماذا هذا الرقم بالذات (20)؟ لماذا لم تكن هذه القصائد 30 أو 50 أو 25 أو أكثر أو أقل؟ وهو سؤال كان سيتخذ له مكاناً أيضاً لو أن الاختيار قد وقع على رقم آخر، والأرقام أولاً وأخيراً مسألة اعتبارية!. يقدم عمر بن أبي ربيعة بحماسة محب قائلاً: وهذا فتى قريش المدلل، وأول شاعر ينبغ من بنيها ويطير ذكره في القبائل، وإذا بلغة الضاد على شفتيه تكتسي رداءها القرشي، وطابعها العربي الأصيل، في رقة تفتن القلوب وتستهوي الألباب.. عند عمر بن أبي ربيعة ينعطف الشعر العربي، ويتخذ سمتاً خاصاً.. شاعر لا يمدح ولا يهجو.. إنه فقط يحب. للإطلاع على الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

مشاركة :