تتار القرم المسلمون لا يفضلون الوصاية الروسية

  • 3/9/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

--> --> يبدي تتار القرم الذين تجمعوا في مسجد بخشسراي الكبير بشكل صريح، قلقهم لفكرة عودة منطقتهم الى فلك روسيا، لكن ذلك سيكون اقل فظاعة من نشوب حرب، على حد قول احدهم. وقال أختم تشويغوز المتحدث باسمهم في بخشسراي التي كانت فيما مضى عاصمة لدولة خانات القرم التترية القوية: ان الاستفتاء المقرر تنظيمه في 16 آذار/مارس حول انضمام هذه الجمهورية الأوكرانية التي تتمتع بحكم ذاتي الى روسيا غير مشروع. وبعد الصلاة مباشرة، دعا تشويغوز في داخل هذا المسجد الذي يعود تاريخ بنائه الى العام 1532، المصلين الحاضرين المقدر عددهم بنحو مئة الى الحفاظ على هدوئهم وعدم "الرضوخ للاستفزازات". وقال الإمام الشاب المعروف باسم "صبري بيه"، قبل ان يغادر مسرعا الى اجتماع: "اننا مع السلام، نقطة على السطر". وأكد ديلافر: "لا يوجد خطب متطرفة في طائفتنا". واعتبر هذا الرجل البالغ 33 عاما "ان الخطر الحقيقي الوحيد هو روسيا؛ حيث لا يوجد حرية تعبير". واستطرد اسكندر وهو مسن يبدو انه يحظى بالاحترام وكلمته مسموعة: "لن نشارك في الاستفتاء، انه ينظم من قبل الانفصاليين الروس". لكنه اعتبر ان الحاق القرم بروسيا "سيكون دوما اقل فظاعة من نشوب حرب". ووصف ايضا بـ"الشائعات"، المعلومات التي تشير الى رحيل جماعي للتتار بسبب الخوف الى خارج هذه المنطقة التي ضمت الى الامبراطورية الروسية في 1783، ثم الى اوكرانيا في 1954، وعادت اليوم بحكم الامر الواقع الى السيطرة الروسية. علما بأن التتار يمثلون ما بين 12 الى 15% من التعداد السكاني لهذه المنطقة، اي ما يقارب المليوني نسمة. وأكد رستم محمدوف الذي تم ترحيل جده على غرار كل افراد هذه العرقية المسلمة السنية الناطقة بالتركية في 1944 وتوفي في القطار الذي كان يقله الى آسيا الوسطى: "انه وطني، ان اجدادي ولدوا هنا. لن نرحل حتى وان قتلونا". وهو نفسه لم يعد من اوزبكستان إلا في سن الثامنة والاربعين بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في 1991. ورأت استريد ثورس المفوض الاعلى لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا المكلف شؤون الاقليات، ان اعمال العنف بين المجموعات التي تتعايش في القرم ليست مستبعدة. وقالت: "ان العلاقات بين المجموعات العرقية في شبه الجزيرة تتميز بمناخ متنام من الخوف"، معبرة عن "قلقها من مخاطر نشوب نزاع عنيف". وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس في سيمفروبول العاصمة على بعد 30 كلم الى شمال بخشسراي، حذر من جهته نريمان جلالوف نائب رئيس المجلس الهيئة المنتخبة التي تمثل التتار في القرم، من ان الروس قد "يتصرفون كمنتصرين تجاهنا". ويريد معظم التتار الذين تم استطلاعهم ان تبقى منطقتهم ضمن حدود اوكرانيا، ويحدوهم الامل في ان تدخل يوما الى الاتحاد الاوروبي. اما الروس في القرم، فغالبا ما يكررون ان علاقاتهم طيبة معهم. وقال فلاديمير وهو ضابط سابق وعضو في مجموعات الدفاع الذاتي الشهيرة المؤيدة لانضمام القرم الى روسيا: "اننا اصدقاء مع التتار، انهم اشقاؤنا". وامام مقر الحكومة يقف عناصر بدون سلاح، يحمل بعضهم شعارات كتب عليها "روسيا"، يتولون حراسته، وتمر متقاعدة روسية تغطي شعرها بمنديل ابيض والخوف باد على محياها. وقد روي لها ان التتار ينوون انزال تمثال لينين المنتصب في المكان. وتطالب بـ"منع ذلك" بكل الوسائل، لكنها اصرت على عدم كشف اسمها قائلة: "وإلا سيقتلونني".

مشاركة :