عندما أطلق FIFA بطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة عام 2008، كان أحد أهدافه الرئيسية تقديم الجيل القادم من نجوم الكرة النسائية إلى العالم. في تلك البطولة الافتتاحية (نيوزيلندا 2008 FIFA) تميزت لاعبة خجولة ضئيلة الحجم من طوكيو تدعى مانا إيوابوشي وتبلغ من العمر 15 عاماً عن غيرها من اللاعبات، بمن فيهن جينيفر ماروزان ومورجان بريان ولوسي برونز. أشاعت مانا النور في البطولة من خلال ما بدا أنه فطرة في لعب كرة القدم، إضافة إلى موهبتها في استخدام قدميها وقدراتها الفنية النادرة، رغم أن اليابان خرجت من تلك البطولة في دور الثمانية. وبما أن لاعبات كرة القدم ينضجن عادة أسرع من اقرانهن الذكور، بدا عالم الكرة مفتوحاً على مصراعيه أمام تلك المراهقة الصغيرة. ورغم أن مانا كانت حاضرة في مشوار المنتخب الياباني عندما توّج بطلا لكأس العالم للسيدات 2011 FIFA ونال الميدالية الفضية في بطولة كرة القدم للسيدات في أولمبياد 2012، إلاّ أن مساهماتها في تلك النجاحات كانت هامشية تقريباً. والآن، مع اعتزال الكثير من لاعبات الجيل الذهبي في اليابان أو بلوغهن مرحلة التراجع والانحدار، تبدو زهرة فريق "ناديشكو" المتفتحة جاهزة للانطلاق على الساحة الدولية. أضافت أربعة مواسم كروية صاخبة في البونديسليجا الألماني - الاثنين الأخيرين منها مع أبطال الدوري بايرن ميونيخ - أبعاداً جديدة لمانا على الصعيدين الشخصي والمهني. تقول مانا لموقعFIFA.comفي معرض مقارنتها بين كرة القدم في ألمانيا واليابان: "أسلوب الكرة يختلف تماماً. في ألمانيا المنافسات أطول قامة، ويتطلب اللعب سرعة أكبر. لهذه التجربة أثر إيجابي كبير عليّ بالتأكيد". وتضيف: "الآن اتعطش لتسجيل الأهداف، وأشعر براحة أكبر في الملعب عندما ألعب لليابان لأنني ألعب دائماً ضد لاعبات أقوى مني جسدياً. أما خارج الملعب فإنني أنضج على المستوى الشخصي من خلال العيش في بيئة ذات لغة وثقافة مختلفتين تماماً عن اليابان". معجزة محتمل في بعض جوانبه، يشبه استمتاع مانا بالانتقال إلى بيئة كروية مختلفة استمتاعها بأول ظهور لها على الساحة الكروية في بطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة قبل ثمانية أعوام. توضّح مانا هذا التشابه بقولها: "فرصة اللعب على المستوى الدولي في مرحلة مبكرة هي فرصة هامة وثمينة. عندما تتعرف على نجوم العالم الكبار في البطولات الدولية تشعر بأن عليك أن تحسّن مستواك أكثر وأكثر. كان أحد المفاهيم لدى فريقنا الياباني للسيدات تحت سن 17 عاماً هو أن نستمتع بالمباراة ونلعب بحرية، وبالتالي استمتعت كثيراً بالبطولة. كما أن اللاعبات المنافسات ركّزن على المهارات الفردية واللعب الجميل أكثر من تركيزهن على الهجوم أو الدفاع كفريق". وعن الفرق بين بطولة كروية عالمية للكبار وبطولة كروية عالمية للشباب تقول مانا: "في كأس العالم للكبار، يكون مستوى اللاعبين الفرديين أعلى بشكل أكبر بكثير. كما أنني شعرت بأن الفريق في هذه البطولات يلعب أكثر كفريق واحد وأنه منظم بشكل جيد مقارنة مع بطولات الشباب". والآن تبدو هذه اللاعبة الواعدة، التي لم تتجاوز سن الثالثة والعشرين، جاهزة لتسلم راية الفريق الياباني وهو يسعى للوصول للمرة الثالثة إلى نهائيات كأس العالم للسيدات عام 2019 قبل استضافة بطولة كرة القدم النسائية الأولمبية بعد ذلك بعام. لعبت مانا دوراً مهماً في مساعدة اليابان على التألق مرة أخرى في بطولة كأس العالم للنساء العام الماضي. فقد سجلت هدف الفوز ضد أستراليا في مباراة ربع النهائي الصاخبة، وهي لحظة وصفتها مانا في حينها بأنها أهم لحظة في مشوارها المهني. تقول مانا: "تسجيل هدف في كأس العالم هو أمر مميز وكبير بالنسبة لي. وفيما يتعلق بلعبي، فقد أدركت أن اللعب في ألمانيا كان قراراً صائباً بالنسبة لي. ولكن في نفس الوقت أشعر بأن على اليابان أن تعمل على تحسين الكثير من الأمور على صعيدي الفريق ككل والأفراد".
مشاركة :