أشفق على مهدي ولو كنت مكانه لاستقلت من تدريب المنتخب

  • 10/17/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

حاوره: ضياء الدين علي متغيرات كثيرة استدعت هذا اللقاء مع الفريق محمد هلال الكعبي نائب رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، رئيس مجلس إدارة نادي ضباط القوات المسلحة، رئيس اللجنة المنظمة لدورات ماراثون زايد، أولها ردود الفعل المتباينة والصاخبة التي توالت من بعد أن تلقى المنتخب الوطني لكرة القدم الخسارة الثانية في التصفيات النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، والتي لم يجمع بينها إلا القلق على مصير المنتخب، لا سيما وأن أصواتاً كثيرة طالبت بتغيير الجهاز الفني أملاً في تصحيح المسار عبر ما تبقى من المباريات، حيث كانت له وجهة نظر واضحة بالنسبة إلى ما تعج به الساحة للرياضية من تفاعلات على هذا الصعيد. كما كانت للكعبي آراء لها اعتبارها في قضايا وموضوعات أخرى تتعلق بحاضر ومستقبل الحركة الرياضية في ضوء الانتخابات التي جرت على صعيد الاتحادات، والنتائج التي تمخضت عنها المشاركة الأولمبية في دورة ريو دي جانيرو، وأخيراً كان الوقوف عند مستجدات الماراثون الخيري الذي يحلق في آفاق النجاح ما بين الإمارات ومصر والولايات المتحدة. * بادر الفريق محمد هلال الكعبي إلى الحديث مباشرة في شأن المنتخب الوطني من دون سؤال محدد وقال: - القضية ليست في خسارة مباراة ضمن التصفيات، فالخسارة واردة ومتوقعة دائماً في كرة القدم، ولابد من قبولها والتكيف معها لأن الرياضة فوز وخسارة ولا يمكن لأي فريق أن يواصل الفوز للنهاية، لكنها في ردود الفعل التي تباينت والاجتهادات والتفسيرات المتعددة لأسباب تلك الخسارة، والجمهور يعيش حالة من القلق والخوف على مصير المنتخب من بعد الخسارة الثانية أمام السعودية، وهو معذور في مشاعره وانفعالاته، ولكن الذي أعنيه أن الجو لم يعد صحياً لمواصلة المشوار من دون أن تحدث وقفة حقيقية تتم فيها مراجعة كل الأمور كما يجب، لتعود للمنتخب صورته الزاهية التي عرفناها منذ تولى مهدي علي مسؤولية تدريب المنتخب. * بغض النظر عن ردود الفعل المتباينة.. كيف ترى أنت المشهد بالنسبة إلى المنتخب وحظوظه في التصفيات؟ - المنتخب فرصته قائمة لكنها بالحساب تناقصت عما كانت عليه، خصوصاً من بعد الفوز على اليابان في طوكيو، فالمنتخب صنع لنفسه فرصة تاريخية لم يتوقعها أحد بالنسبة إلى التصفيات بهذا الفوز، وكلنا توقعنا أن تكتمل الصورة بالفوز على أرضنا على أستراليا ولكن هذا لم يحدث، وعندما جاءت الخسارة الثانية من السعودية بالصورة التي رأيناها في دقائق معدودة خلال الشوط الثاني، أنا شخصياً تسرب لي إحساس أكيد بأن المنتخب هكذا لا يمكن أن يواصل المشوار بنجاح للنهاية، وأنه عملياً لن يقدر على تحقيق هدف وحلم التأهل. * وما رؤيتك بالنسبة إلى تفسير حالة المنتخب؟ - المنتخب يعاني عدم استقرار في مستواه.. هذه حالة واضحة ولا تحتاج إلى جهد لاكتشافها، لكن تبقى أسباب ذلك محل اجتهادات وتفسيرات وشائعات قد يكون بعضها مغرضاً، لا سيما وأن ردود الفعل التي يشهدها الشارع الرياضي فيها بعض المبالغة والتطرف، خصوصاً في اتجاه المدرب، وأنا قطعاً لا أعفيه من المسؤولية، ولكن الانتقاد لا يكون بهذه الطريقة فهو الذي طالما أسعدنا وشرفنا بتحقيق الإنجازات مع هذه النخبة من اللاعبين في المحافل الأولمبية والآسيوية والخليجية. ويضيف مسترسلاً: الذي أراه أن المنتخب تنخفض لياقته بشكل كبير في الشوط الثاني، وأن بعض اللاعبين الذين تسمونهم مفاتيح اللعب ونجوماً مستواهم غير ثابت ولا يبرزون في المواقف الصعبة، وعموماً هناك فارق كبير بين المستوى الذي رأيته في كأس آسيا بأستراليا قبل عام والمستوى الحالي، الذي أعتبره امتداداً للصورة التي لم تعجبنا في تصفيات الدور الأول، وهذا التراجع واستمراره معناه أن فيه حاجة غلط داخل منظومة المنتخب. * هل تريد الإشارة إلى شيء معين بوجود حاجة غلط؟ - لا والله، لكن الذي أعنيه يخص ضعف ناتج تلك المنظومة، قد يكون في العلاقة نفسها ما بين المدرب واللاعبين فلم يعودوا ينفذون كل تعليماته، أو فيهم وفي قلة حرصهم على لياقتهم واستعدادهم البدني والفني، أو فيما بينهم لوجود خلافات أو مشاكل.. وهذا ما أعنيه بوجود حاجة غلط، والمهم أن المردود ليس كما يجب، وليس كما كان في السابق، لذا لا بد من وقفة ومن حدوث تغيير يعيد الأمور إلى نصابها؟ * ما رأيك في التفسير الذي يقول إن اللاعبين شبعوا أو تشبعوا ولم يعودوا بالحماسة التي كانوا عليها في السنوات الماضية؟ - له نصيب من الصحة، ولكن لا يمكن التسليم به على أنه حقيقة، فالمفروض أن تكون هناك إجراءات مضادة في الجهازين الإداري والفني لذلك، ومن جانبي أعتقد أن السبب المباشر لهذه الحالة هو عدم وجود منافسين حقيقيين للاعبين الموجودين في قائمة المنتخب، بحيث تحدث منافسة وغيرة لإثبات الذات، وهذه المشكلة للمدرب دور فيها لأن اطمئنان اللاعب الشبعان أو المتشبع على مكانه في التشكيلة سيجعله لا يهتم بتحسين مستواه. * وما هو تصورك بالنسبة إلى الحلول، وما رأيك فيمن يطالبون بتغيير الجهاز الفني؟ - بصراحة أنا لو مكان مهدي كنت سأستقيل بعد مباراة السعودية مباشرة، وأعفي نفسي من كل هذه الانتقادات الحارة، دون انتظار إلى أن يطالبني أحد بالرحيل. * ألا يكون ذلك تخلياً عن المسؤولية أو هروباً أو أي شيء من هذا القبيل؟ - لا، أناأنظر لها على أنني لم أنجح في مسعاي وأن اللاعبين لا يحققون ما أريده، وأن المصلحة تستحق أن يتم البحث عن بديل أفضل. * هل تعتقد أن البديل سيكون أفضل فعلاً أم أنه إجراء والسلام لعلاج الموقف؟ - لا أحد يضمن أن البديل سيكون أفضل، لكن قل لي لماذا لم ينجح في تحسين الصورة من بعد تصفيات الدور الأول؟ فهذا معناه أن بدائله لم تؤتي ثمارها كما كان يحدث في السابق، وهذا ما يجعلني أردد ثانية أن فيه حاجة غلط، عموماً هذا ما عندي بالنسبة إلى المنتخب ومدربه وحظوظه في التصفيات وأتمنى أن يهدينا الله إلى الصواب بالنسبة إلى أفضل الحلول. * ونغير دفة الحديث ناحية انتخابات الاتحادات، وأسأله عن ملاحظاته بخصوص التجربة الديمقراطية في مجال الرياضة؟ فيقول: -للأسف إحنا وضعنا القوانين والضوابط ثم كسرناها واستثنينا بعضهم منها لأسباب تخصنا، وهذا ما جعل الثقوب تنتشر في الثوب الديمقراطي، وما يحدث عملياً هو نوع من الترقيع، إن جاز القول. * عفواً، الكلام مثير لكنه حقاً محتاج إلى تفسير؟ - لما نقول دورتين فقط لكل وأي عضو ثم نمدها لثلاثة، ولما نقول عدم ازدواجية ثم نستثني بعضهم منها، ولما نقول رقابة ومحاسبة ثم تكون لناس وناس، ولما نقول نزاهة في التصويت ثم تحدث تدخلات من بعض موظفي الهيئة لمصلحة مرشحين بعينهم (وهذا حدث معي)، وأيضاً لما نقول شفافية وعدم متاجرة بالأصوات ثم نسمح ببيع وشراء الأصوات بتسعيرة معلنة عيني عينك ونعمل مش عارفين، كل هذه تجاوزات تشوه التجربة الديمقراطية. ويضيف الكعبي: أنا في تاريخي كله لم أشهد ما شهدته من تجاوزات في الدورة الماضية للاتحادات وفي انتخاباتها، ولعل مواقع التواصل الاجتماعي تشهد، فهي أصبحت مسرحاً مفتوحاً على مدار الساعة لنشر الفضائح وكشف كل المستور. * لكن بعضها كما تعلم يتم تلفيقها وتدبيرها؟ - فرزها ليس صعباً، لا سيما وأن أغلبها بالصوت والصورة، وبصراحة بعضها شيء مخجل جداً، والسكوت عنها تواطؤ، وهناك ظاهرة استشرت في مسألة البيزنس الذي يتم بشكل مستتر بكل اتحاد من خلال شركات بعينها يتم التعامل معها، فهذا أيضاً تحايل ممنوع ومرفوض ويجرمه القانون، ويفتح نافذة واسعة للفساد، فهناك نص يقول: يمنع المرشح الذي اكتسب عضوية مجلس الإدارة من مزاولة أي أعمال أو مصالح مالية أو تجارية أو ما في حكمها مع الاتحاد أو الجهة التي رشحته وعليه تقديم تعهد كتابي بإيقاف تلك الأعمال أو المصالح حتى نهاية الفترة الانتخابية لكن لا حسيب ولا رقيب. * الكلام عن الحساب والرقابة يفتح الباب للسؤال عن الدور المفقود للجمعيات العمومية؟ - حدِّث ولا حرج عن الجمعيات العمومية، فهي أيضاً التي تنتخب وتختار، وأعضاؤها هم الذين يتاجرون بأصواتهم، وهم الذين يسمحون لإدارات الاتحادات بالتسيب والانفلات. * أبو أحمد..كيف ترى علاج كل هذا؟ - العلاج بمزيد من الانضباط والرقابة، وبتفعيل حقيقي وصارم للوائح والقوانين، وبكشف التجاوزات ونشرها للرأي العام، وبوضع معايير أكثر دقة وأكثر ملاءمة لواقع الحركة الرياضية ولمستلزمات كل اتحاد، فالانتخابات بالصورة الحالية لا تقدم عناصر خبيرة أو متجانسة أو مؤهلة، علاوة على أن تمثيل الأندية غير عادل في الاتحادات، ولا أريد أن أضرب أمثلة ولكن يكفي ما يعانيه اتحاد الكرة حالياً وهو أهم الاتحادات، أما الرقابة والمحاسبة فهي ملف قائم بذاته ويجب أن يعهد بها إلى جهاز رقابي خارجي كديوان المحاسبة مثلًا.. لم لا؟ فمسألة توفير تقرير من مكتب تدقيق هي التي فتحت الباب لكل ما نراه من تجاوزات، لأن هذه المكاتب لها مصالح مع الاتحادات أيضاً، وأقترح أن يقدم كل مجلس إدارة في نهاية الدورة الانتخابية براءة ذمة موثقة من ديوان المحاسبة. * اللجنة الأولمبية منوط بها دور كبير في الحركة الرياضية، ونتائج بعثة الإمارات في دورة ريو جاءت في مجملها مخيبة للآمال.. ما دفاعك؟ - اللجنة الأولمبية ليست جزيرة منعزلة عن الواقع الذي تراه، ولكنها في إطار ومحيط حركتها تعمل لتصحيح المسار وتقويمه، والحال لن ينصلح في يوم وليلة بالنسبة إلى الحضور الأولمبي، لكن دعني أطمئن الشارع الرياضي على المستقبل لأن المشروعات والمبادرات التي شرعنا في تنفيذها بتوجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد رئيس اللجنة من شأنها أن تؤمن حضوراً أكثر فاعلية للإمارات في الدورات المقبلة، وبخاصة مشروع نادي النخبة الذي يضم أفضل العناصر الواعدة بتحقيق الميداليات، ودعني بالمناسبة أهنىء اتحاد الجودو على الميدالية التي تحققت عن طريق سيرجيو، وكذلك أشيد بمردود مشاركة المعاقين في البارالمبيك، فنتائجهم كانت رائعة وملهمة بالنسبة إلى سواهم من الأسوياء. * أخيراً.. لا يجوز أن ننهي اللقاء من دون الوقوف عند ماراثون زايد الخيري ودوراته.. ما الجديد؟ - أنت تعلم أن الماراثون انطلقت دورته الأولى من نيويورك بفكرة مبدعة وخلَّاقة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولذلك نركز في اللجنة المنظمة على استثمار النجاح الذي تحقق عبر الدورات الماضية في النسخ التي تقام في الإمارات ومصر، ودعني أسجل أننا في الدورة ال 12 حققنا معدلات قياسية غير مسبوقة سواء بالنسبة إلى عدد المشاركين الذي تجاوز 50 ألف متسابق، أو بالنسبة إلى حجم التبرعات التي تذهب لمؤسسة هيلثي كيدني المعنية بعلاج مرضى الكلى، حيث قفز الرقم من 105 ملايين دولار في 2015 إلى أكثر من 145 مليون دولار في 2016، ولو كانت الطفرة شملت الرقمين المسجلين باسم السباق للرجال والسيدات، لكنا بالفعل أمام دورة تاريخية بالكامل، ونحن من جانبنا كمنظمين لا نترك شيئاً للمصادفة، حتى بالنسبة إلى خطط الترويج والتسويق التي تستهدف استثمار النجاح، حيث كانت الدورة ال 12 محطة لنقلة نوعية واضحة في الاتجاهين.. أولاً من خلال تظاهرة يوم الإمارات التي جعلت الجمهور الأمريكي يعيش التراث الإماراتي بجانب طفرة الواقع وطموحات المستقبل، بفضل المنافسة المشروعة بين خيام الضيافة في ساحة حديقة سنترال بارك، وثانياً من خلال الحملة الدعائية التي ذهبت للجمهور في مناطق تجمعاته في الشوارع والميادين المهمة بتلك المدينة التي لا تنام، والدورة المقبلة ستقام مبكراً قليلاً وقد تحدد لها منتصف شهر إبريل المقبل.

مشاركة :