الشارقة:ممدوح صوان أعلن الشيخ خالد بن أحمد بن سلطان القاسمي، المدير العام لدائرة الحكومة الإلكترونية في الشارقة، إطلاق خدمة ذكية لتسهيل الأعمال والخدمات المقدمة للجمهور والمستثمرين وذلك خلال العام 2017، حيث تربط هذه الخدمة بين الدوائر الحكومية في الشارقة ودائرة الحكومة الإلكترونية. وقال الشيخ خالد القاسمي إن دائرة الحكومة الإلكترونية في الإمارة توفر أكثر من 10 خدمات إلكترونية للدوائر الحكومية في الشارقة، مشيراً إلى أن الإمارة حققت وعلى مدى الأعوام القليلة الماضية قفزات متتالية على صعيد النهضة الإلكترونية والرقمية الشاملة في جميع مناحي الحياة، لاسيما في الخدمات التي تقدمها الحكومة لمتعامليها. وأوضح أنه في ظل القيادة الرشيدة لإمارة الشارقة تمضي حكومة الإمارة قدماً في خططها التطويرية، رافعة شعار التطوير والابتكار المقترن بالاستدامة، لبلوغ مستويات متقدمة على صعيد التطور التقني، مع الحفاظ على الموارد البيئية الثمينة للأجيال القادمة في مختلف نواحي الحياة.. وفيما يلي نص الحوار ما هي النهضة الرقمية؟ ولماذا هي مهمة للشارقة؟ - يمكنني تعريف النهضة الرقمية باختصار بأنها حراك متواصل لإحداث تغيير إيجابي منشود في مختلف القطاعات من خلال تبني أحدث الحلول التقنية والإلكترونية المتاحة، والعمل على تطويرها باستمرار لتسهيل حياة الناس. وفي هذا السياق، نرى أن الشارقة اهتمت بوضوح بتأسيس نهضة متكاملة تشمل جميع نواحي الحياة وتراعي أعلى معايير الاستدامة، وذلك لتحقيق غايات عدة، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، تعزيز مكانة الإمارة التنافسية، والتيسير على سكانها في الإجراءات الحكومية المختلفة، والحد من النفقات الحكومية وهدر الموارد، بالإضافة إلى تبني الحوكمة وترسيخ مبدأ الشفافية في العمل الحكومي. تنافسية الإمارة كيف تسهم النهضة الرقمية في تعزيز مكانة الإمارة التنافسية، لاسيما من الناحية الاقتصادية؟ - في عالم اليوم باتت التقنية الحديثة المقترنة بأعلى معايير الأمن الإلكتروني، عاملاً حاسماً في استقطاب رجال الأعمال والمستثمرين، فهؤلاء غالباً يسافرون كثيراً ويرتبطون بالعديد من الأعمال، ما يجعلهم غير قادرين على مراجعة الدوائر الحكومية بأنفسهم لإتمام المعاملات المختلفة، لذلك فإن توفير الخدمات الإلكترونية والرقمية تتيح لهم إنجاز أعمالهم عن بعد بسهولة ويسر ودون عناء، في الوقت الذي يشاؤون. بالإضافة إلى ذلك، فإن الخدمات الإلكترونية تضيف المزيد من المرونة والموثوقية إلى أساليب العمل الحكومي، ما يجعلها قادرة على التكيف مع المتغيرات بسلاسة، ما يعزز الثقة لدى المستثمرين بقوة منهجية العمل الحكومي، وبالتالي ضخ أموال إضافية في اقتصاد الإمارة. الاستدامة والنهضة الرقمية ما علاقة الاستدامة بالنهضة الرقمية التي تشهدها الشارقة؟ - اختارت الشارقة نموذجاً فريداً لنهضتها الرقمية يتبنى أعلى معايير الحفاظ على البيئة وحفظ الموارد من الهدر، فلو نظرنا مثلاً إلى مشروع الشبكة التي تربط الدوائر الحكومية ببعضها، فقد كان بإمكاننا أن نطلب الموارد الخاصة بتأسيسها بالكامل من الصفر، بكل ما يتكلفه ذلك من جهد ووقت ومعدات، لكن مع علمنا بوجود شبكة ألياف ضوئية قائمة تملكها هيئة كهرباء ومياه الشارقة، آثرنا أن نتعاون مع الهيئة في استخدام الشبكة لربط بقية الدوائر الحكومية معاً عبرها، لاسيما أن شبكة الهيئة تتمتع بمواصفات عالية وقادرة على استيعاب كم البيانات الكبير الناجم عن الربط. هذا في جانب، أما الجانب الآخر، فيتمثل في الخدمات والتطبيقات الإلكترونية التي تطورها دوائر حكومة الشارقة وهيئاتها المختلفة، والتي لا تنحصر فوائدها على البيئة بالتقليل الكبير في استخدام الأوراق فحسب، وبالتالي حماية الأشجار، وإنما ينسحب ذلك أيضاً على تخفيض أعداد مراجعي الدوائر الحكومية، ما يعني تخفيض عمليات التنقل للأفراد بواسطة السيارات، ما يعني خفضاً مباشراً ومهماً في مستويات الانبعاثات الغازية الضارة. وعلى كل حال، فإن الشارقة تمضي بثبات نحو منهجية عمل حكومة بلا ورق، تعزز فيها الاستدامة لتشمل جميع نواحي الحياة. تجارب عالمية ناجحة أسست الشارقة نموذجها الخاص بالنهضة الرقمية واجتهدت كثيراً لتحقيق النتائج، لماذا لم تستعن الإمارة بنماذج عالمية ناجحة وتطبق تجربتها كما هي بدلاً من تكبد هذا العناء؟ - هناك العديد من التجارب العالمية الناجحة في تطبيق أنظمة إلكترونية ورقمية مبتكرة وفريدة، لكننا لا نستطيع أن نطبق تلك التجارب في الإمارة، لأن لكل مدينة خصوصيتها، فما يصلح لنيويورك أو سنغافورة مثلاً لا يصلح للشارقة والعكس صحيح، لذا ننظر إلى التجارب وندرسها ونستفيد مما يمكننا تطبيقه عندنا، وهذا هو سر نجاح نهضتنا الإلكترونية. الشارقة وجيتكس دعنا ننتقل بالحديث إلى جيتكس.. تشاركون بأحد أكبر الأجنحة في هذا الحدث العالمي المرموق، هل لك أن تحدثنا عن ذلك؟ - يعتبر معرض أسبوع جيتكس للتقنية، أحد أهم ثلاثة معارض لتقنية المعلومات والاتصالات في العالم، ويشهد سنوياً مشاركة وحضوراً دوليين واسعين، وقررنا المشاركة بقوة في الحدث عبر الجناح الموحد لحكومة الشارقة، الذي تشرف على تنظيمه إلكترونية الشارقة، والذي يضم 35 جهة حكومية محلية، لاستعراض الواقع الحقيقي للنهضة الإلكترونية التي تعيشها الشارقة، إذ ستعرض كل جهة مجموعة خدماتها ومبادراتها الإلكترونية والرقمية الفريدة، بالإضافة إلى تطبيقاتها المخصصة للأجهزة المحمولة، فما حققته هذا الدوائر من تطور لافت هو في النهاية إنجاز يحق للإمارة ككل أن تفخر به. ومن جانب آخر، يشكل جيتكس منصة للتعرف إلى آخر مستجدات الابتكارات التقنية في العالم، كما أنه يمثل فرصة للالتقاء بالمتخصصين وتبادل الخبرات معهم، وهذا ما يجعلنا حريصين على المشاركة به سنوياً. الابتكار والإبداع هل لك أن تعطينا نبذة عن أبرز ما ستعرضه الجهات الحكومية المحلية في المعرض، ومدى الابتكار والإبداع فيها؟ - هناك الكثير مما يمكن الحديث عنه في هذا الصدد، فمثلاً تعتزم هيئة الإنماء السياحي والتجاري بالشارقة عرض شاشة الشارقة التفاعلية الشفافة الفريدة من نوعها في المنطقة، والتي تقدم لمستخدميها أسلوباً جذاباً وحيوياً للتعرف إلى إمارة الشارقة، واستعراض معالمها، بما يشمل العديد من تطبيقات الواقع الافتراضي والأفلام والصور والمنشورات وغيرها، كما ستعرض تطبيقها (الشارقة) و(الشارقة الافتراضي)، وهذا الأخير يوفر جولة افتراضية في الشارقة، هناك أيضاً هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، التي ستوفر في منصتها شاشات تفاعلية تستعرض من خلالها مقومات الجذب السياحي الفريدة لمشاريع قلب الشارقة، وجزيرة النور، ومليحة للسياحة البيئية والأثرية، التابعة لها، هناك أيضاً دائرة التسجيل العقاري بالشارقة التي ستعرض مجموعة الخدمات الإلكترونية التي توفرها، إضافة إلى تدشين التطبيق الذكي الخاص بها الذي يحتوي على حزمة متميزة من الخدمات العقارية الإلكترونية التي تجعل تجربة المتعامل أكثر سهولة وفاعلية، كما تعرض هيئة كهرباء ومياه الشارقة خدمات بوابتها الإلكترونية، مثل إمكانية طلب خدمة تزويد المنازل بالغاز الطبيعي، وكذلك طلبات إيقاف الخدمات المتنوعة، في وقت ستطرح الهيئة النسخة الجديدة من تطبيقها الجديد SEWA App 3.0، الذي يوفر تجربة استخدام محسنة وأكثر مرونة للمتعاملين. وبالتأكيد لدى الجهات الحكومية الأخرى الكثير لتطرحه وتكشف عنه، وهذا يدل على مستوى حالة الابتكار والإبداع التي نعيشها واقعاً ملموساً في الشارقة. مشاركات ناجحة أعرب الشيخ خالد بن أحمد بن سلطان القاسمي، المدير العام لدائرة الحكومة الإلكترونية في الشارقة، عن اعتقاده بأن مشاركة الدوائر المحلية في معرض جيتكس 2016 سوف تكون ناجحة للغاية، وأنها ستثمر كذلك عن علاقات شراكة استراتيجية لتحقيق منافع متبادلة، وما يجعلني متأكداً من ذلك هو حجم الإقبال على المشاركة في المعرض من قبل دوائر وهيئات حكومة الشارقة، وأيضاً كم المبادرات والخدمات والتطبيقات الرقمية التي ستطرح أمام الزوار، والتي يُكشف عن العديد منها للمرة الأولى. تحقيق الربط الإلكتروني قال الشيخ خالد بن أحمد بن سلطان القاسمي، المدير العام لدائرة الحكومة الإلكترونية في الشارقة إننا نعتزم خلال المعرض إطلاع المهتمين على خطتنا المتكاملة لتحقيق الربط الإلكتروني بين مختلف الدوائر ومدى الإنجاز الذي تحقق فيها حتى الآن. وأضاف قائلا: لكن مفاجأتنا الحقيقية لزوار جناح الإمارة ستكون لعبة طورناها داخلياً بالاستعانة بمهارات موظفي الدائرة فقط، تحمل اسم أرض الشارقة Sharjah Land، نستهدف من خلالها بث القيم الإيجابية في نفوس الأطفال والناشئة، وفي سبيل تحقيق تجربة تفاعلية مثلى، فقد وفرنا ضمن الجناح منصة ذكية كبيرة الحجم، وأجهزة وشاشات تفاعلية، زودت بمستشعرات خاصة تتيح للزوار اللعب مباشرة والتفاعل مع أبطال اللعبة الأربعة، (فيرو) و(تينا) و(نومان) و(يونيتي)، الذين يصحبون اللاعبين في جولة في إمارة الشارقة، لتعريفهم بأهمية الاستدامة والتواصل والنمو والمجتمع التي تشكل بمجموعها الصورة الحضارية لإمارة الشارقة، ونعتقد أن اللعبة ستنال اهتماماً كبيراً من زوارنا. تحول شامل نحو الرقمنة أكد الشيخ خالد بن أحمد بن سلطان القاسمي، المدير العام لدائرة الحكومة الإلكترونية في الشارقة، أن الاعتقاد بأن الابتكار والابداع ينتهيان بمجرد تحقيق الهدف المطلوب منهما هو اعتقاد خاطئ تماماً، لقد حققت الشارقة ابتكارات وإنجازات عديدة تُحسب لها في عملية التحول الشامل نحو الرقمنة. وقال إن الرقمنة في كل مجالات الحياة بلا استثناء، نبراسها في ذلك توجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لكنها لم تفكر يوماً بالاكتفاء بما تحقق وأنجز، فهناك جديد في عالم التقنية كل يوم، والابتكار والإبداع مسيرة لا تنتهي، ومن أراد التفوق فعليه أن يكون في صدارتها. وتشارك 35 جهة ودائرة حكومية من إمارة الشارقة في معرض أسبوع جيتكس للتقنية 2016، الذي انطلقت فعالياته أمس وتختتم الخميس المقبل، لتستعرض أمام زواره الذين يقدر عددهم بنحو 146 ألفاً، أحدث الخدمات والحلول التقنية التي توفرها لمتعامليها، وتكشف عن الإصدارات الجديدة من تطبيقاتها الإلكترونية المخصصة للأجهزة الذكية، وذلك ضمن جناح حكومة الشارقة الموحد، الأكبر في المعرض، والذي تشرف عليه دائرة الحكومة الإلكترونية في إمارة الشارقة، في وقت تبحث عقد شراكات واتفاقات لتعزيز منظومتها الخدمية الإلكترونية والرقمية.
مشاركة :