مثل يُضرب لمن يقابل الإحسان بالنكران والإساءة. تقول القصة إن واليًا عمد إلى كبير البنائين أشاد قصراً لا يدانيه قصر آخر.. انتهى البناء أعجب به الوالي أيما إعجاب، وخشية أن يُبنى لغيره مثله أقدم على قتل سنمار.. هذه الرواية أو الحكاية ذكرتني بالعلاقة المستجدة ما بين الرئيس الأمريكي أوباما وبين إيران ما بعد اتفاقية النووي التي حوّلت الشيطان الأكبر إلى سلطان أجدر وأقدر.. من أجله تخلى عن حلفائه وأصدقائه الذين ما خانوه يوماً.. ولا غدروه وإنما كانوا الأوفياء لتلك المواثيق التي توثق مدى العلاقة الإستراتيجية لأمريكا بهم.. ماذا كان المقابل لذلك الحلف الجديد المشؤوم وكيف قابلته إيران بالنكران لا بالشكر.. وبالمهانة لا بالتقدير.. أغمض أوباما عينيه عن كل التجاوزات الإيرانية وعن مجمل الإهانات الموجهة إلى سيدة العالم بكل عنفها وعنفوانها في شخصه.. يوم أن تجاوز جنود البحر الأمريكيين الحدود المائية لإيران اقتادهم جنود خفر السواحل الإيرانيون معصوبي العينين.. أيديهم موثقة إلى الخلف في إهانة ما بعدها إهانة.. لم يثأر الرئيس لكرامته وإنما كافأ إيران بطائرة تحمل أربعمائة وخمسين مليون دولار من أجل إطلاق سراحهم.. وبعدها بأيام أفرج عن مبلغ ضخم من الدولارات إرضاء لهم.. وفي مضيق باب المندب تعرّضت بارجتان أمريكيتان إلى قاذفتين حوثيتين خلال يومين.. ولأنّ طهران على الخط هي الفاعل تمخّض الجبل فولد فأراً.. وخشية الشماتة دمر ثلاثة رادارات قديمة أكل الدهر عليها وشرب.. أعطى إيران ما لا تستحق فأعطته إيران ما يستحق.. كان بالنسبة إليها سنمار الذي أعطى دون أن يأخذ رغم قوّته وقدرته.. الكرامة ناقصة وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا
مشاركة :