جزاءُ سنمار..

  • 8/16/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

جزاء سنمار.. من الأمثلة العربية الشهيرة، الكل يعرفه، النعمان بن امرئ القيس ملك الحيرة أراد أن يبني قصرا ليس كمثله قصر، ووقع اختياره على «سنمار» لتصميم وبناء القصر، وكان الرجل مبدعا، فبنى القصر غاية في الإبداع استغرق البناء مدة طويلة. وبعد معاينة النعمان للقصر، أمر النعمان رجاله بإلقاء سنمار من أعلى القصر حتى لا يبني لغيره قصرا مثله، فأصبحت هذه القصة مثلا للناكر للجميل. ذكرت المثل لتشبيه بينه وبين قصص العقوق، حيث لا يختلف كثيرا جزاء سنمار وجزاء الوالدين الذين يبنون إنسانا، ويعقهما، الاختلاف فقط في مواد البناء، سنمار بنى بمواد بناء معروفة، والوالدان بنيا ذلك الإنسان بالدم والعرق والشباب والصحة، فكان الجزاء جزاء سنمار. سنمار أُلقي به من أعلى القصر، والوالدان تخلى عنهما أبناؤهم العاقون في دار المسنين أو أحد المستشفيات، بعنوان وهمي ورقم هاتف لشريحة وهمية. ومع احترامي لكل مجهود بُذل لرعاية المسنين في الدور، إلا أنها لا تستطيع تقديم الحب الذي يراه الآباء والأمهات في عيون أبنائهم، والراحة النفسية التي يحسون بها وهم بجوار الأبناء، والأحفاد، والأقارب، هذا الشعور لا يقدر بثمن، حيث تزداد حاجتهم لهذا الجو عندما تتقدم بهم السن أكثر. التهميش ينتج الشعور بالغربة، وحب العزلة، وهو علميا ما يسمى «بالاغتراب» شعور الشخص بأن ثمة عائقا نفسيا يفصله بالآخرين. أمر الله بالإحسان بالوالدين، وحقوقهم تشتد، إذا بلغا من الكبر عتيا.. قال تعالى «إِما يبلُغن عِندك الكِبر» «عندك» ولم يقل سبحانه في دار المسنين!! فمجرد التأفف يغضب الرب فما بالك بمن يحمل والديه للدار أو المستشفى ويختفي؟ كل الذنوب يؤخر الله ما شاء منها إلى يوم القيامة، إلا عقوق الوالدين فإن الله يُعجِله لصاحبه في الحياة قبل الممات. سيطرة نمط الحياة المادية، واختلاط الثقافات، وتأثر بعض الأبناء بحياة الغرب، وأسرهم المفككة والمثال: يومان فقط في العام (عيد الأم، ويوم الأب)!! لا نلوم الغرب فهذه هي حياتهم، نلوم التقصير في التربية، رحم الله والدا أعان ولده على بره.

مشاركة :