الكاتبة اعتدال عثمان ترى أن الناقد وبوصفه قارئا متميزا في المقام الأول، يسعى سعيا جادا حثيثا وممنهجا إلى استجلاء جماليات النص، وتقريبها إلى القارئ. العرب [نُشرفي2016/10/17، العدد: 10427، ص(14)] رحلة في أبرز ملامح المشهد الروائي العربي القاهرة- يمنح كتاب “السفر إلى ممالك الخيال: ملامح وأصوات في الرواية العربية” للناقدة والشاعرة والكاتبة المصرية اعتدال عثمان، فرصة للقارئ للتجوال بعمق وقراءة أبرز ملامح المشهد الروائي العربي. وترى المؤلفة في مقدمة الكتاب أن المبدع يقرأ نص الكون/ العالم/ المجتمع/ الإنسان، ويعيد كتابته في نص أدبي، موظفا طاقة الخيال الخلّاق المنطلق والمنفلت معا، من أسر ما يفرضه الواقع على الإنسان من قيود وتمزّقات ومخاوف وانكسارات، كي يعود الإنسان إلى هذا الواقع نفسه، وقد أضاف الفن إلى حياته حيوات لم يعشها، لكنه جاب أرجاءها واستمتع بمباهجها وعانى عذاباتها، وعاد منها إلى واقعه مسلحا بالرؤيا والوعي. كما ترى في المقابل أن للناقد المبدع دورا ينطلق فيه من النص المنقود، ليدخل في صميم التجربة الإبداعية نفسها كاشفا جذورها في علاقاتها الفلسفية والاجتماعية والنفسية، ومحللا الأدوات الفنية التي استخدمها المبدع الأول لتجسيد رؤيته، ومواطن الأصالة والإحكام الفني فيها، وتقدير مدى قيمتها الفنية والجمالية. والناقد المبدع من هذا المنطلق، وبوصفه قارئا متميزا في المقام الأول، يسعى سعيا جادا حثيثا وممنهجا إلى استجلاء جماليات النص، وتقريبها إلى القارئ، حيث يجد في ذلك النص النقدي نصا موازيا قادرا على النفاذ إلى أسرار العمل المنقود، لتفتح أمامه آفاق التلقي والتفاعل الحر مع ما يطرحه الكاتب من رؤى وما يستخدمه من تقنيات. واعتدال عثمان التي أسهمت بأنصبة متساوية تقريبا في الإبداع والنقد، تذهب إلى أن الناقد لا يقوم بتقريب جماليات النص إلى القارئ فحسب، بل يدعوه إلى المشاركة في العملية الإبداعية نفسها عبر تحرير خياله من القيود والوصول إلى قراءته الخاصة، وقد استضاء نقديا، على أساس أن العمل الأدبي يحتمل قراءات غير متناهية. وأنها من هذا المنطلق كما كتبت القصص القصيرة كتبت النقد أيضا بوصفه “إضاءة للنص”، وهو عنوان كتابها النقدي الذي صدر منذ سنوات. ويضم الكتاب، الصادر حديثا ضمن سلسلة “كتاب الهلال” الشهرية، بابين: الأول يرصد تحولات الرواية العربية ويشمل عدة فصول منها “الرواية العربية وملحمة البحث عن الهوية”، و”الذاكرة الثقافية بين التفكيك والتركيب”، و”رواية العمارة وعمارة الرواية”، و”تجارب إماراتية شابة في الرواية.. الكتابة على الحدود المراوغة بين الواقع والخيال”، و”فلسطين في المخيال الروائي” ونقرأ في الفصل الأخير خمسة أعمال لكتاب من مصر وفلسطين والجزائر. أما الباب الثاني “أصوات وملامح” فتقدم فيه قراءة متعمقة لروايات تغطي الخارطة الإبداعية العربية بمختلف تجلياتها من عبدالرحمن منيف، مرورا بمبدعين يمثلون عدة بلدان عربية، وصولا إلى بثينة خضر مكي وعروسية النالوتي. ويشار إلى أن مؤلفة الكتاب اعتدال عثمان هي من مواليد 1942، ومن أبرز أعمالها القصصية “يونس البحر”، و”وشم الشمس”، وفي النقد أصدرت كتاب “إضاءة النص: قراءات في الشعر العربي الحديث”. :: اقرأ أيضاً خالد صدقة شاعر يعرف أماكن الفخاخ ولا يؤمن بالغابة طلال الرميضي: الكويت ستستعيد ريادتها الثقافية تجربة أولى لصناعة كتاب جزائري محلي معرض باريسي يجمع ثلاثة تيارات فنية متباينة رسمت المستحيل
مشاركة :