هروب أو تهريب الفتاتين إلى كوريا أم إلى المجهول!

  • 10/17/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

هذه الحادثة تعود بنا إلى الوراء قليلاً لتذكرنا بحادثة هروب إحدى الفتيات إلى جورجيا بسبب ما تعانيه من عائلتها حسبما صرحت به السفارة السعودية في جورجيا. وقبلها بثلاثة أعوام تقريباً فتاة الخبرالتي تعتبر القضية الأولى من نوعها على مستوى السعودية, حيث أن الفتاة هُربت إلى البحرين ومنها إلى لبنان ومن ثم إلى السويد بتخطيط من مقيم لبناني, الذي بدوره لم يكتفي بتهريبها بل علاوة على ذلك قام بتنصيرها, كما أن الهروب كان بمساعدة موظف جوازات جسر البحرين الذي حُكم عليه بالسجن 9 أشهر وتغريمه 20000 ريال، وأيضاً شملت الإدانة معقب الشركة التي تعمل بها فتاة الخبر بسجنه 3 سنوات وتغريمه 30000 ريال. هروب الفتاتين إلى كوريا لاشك أنه سُبِق بإعداد وتخطيط وبمساعدة إيدي أخرى شريكة في الجريمة, فالسفر إلى كوريا طويل, والتكلفة ليست قليلة, فالدولة تُعد من أغلى الدول في تكاليف المعيشة, وهي تعاني أوضاع أمنية مشددة وإستنفار أمني دائم, تحسباً لأي حرب مع جارتها, وإختيار كوريا قد يكون بسبب معرفتهن بالبلد نتيجة سفرات سياحية سابقة مع الأهل, وقد يكون نتيجة التخطيط المسبق من الأيدي الخفية. الذي يقلقل في الموضوع هو سهولة الهروب وبكل بساطة حيث أن الفتاتين قد تجاوزتا جميع النقاط الأسرية والمجتمعية والإنسانية والأمنية وكسرت جميع الحواجز نحو وجهة هي أقرب إلى المجهول منها إلى الحرية أو المعقول. من الواقعة يتأكد لنا أن الصاحب له دور كبير في التأثيرعلى صاحبه بنسبة تفوق تأثير الوالدين والمدرسة والمجتمع, ومنها أن هناك من يسعى لإفساد شباب وشابات المملكة من خلال بث فكرة الهجرة والهروب التي تروجها أيضاً المسلسلات المدبلجة التركية وغيرها, حيث لا يمكن بحال الإستهانة بضررها, فخطرها يكمن في أنها ترسم للفتاة قناعات داخلية على أن الهروب هو المخرج لما قد تعانيه, بالإضافة إلى خارطة طريق تسهل عليها القيام بهذه المهمة وفي غالب المسلسلات تنجح الفتاة بالهرب وبسهولة وحيث كانت الوجهة. الموضوع في نظري لا يزال غامض وهناك عدة تساؤلات وأصابع إتهام لجهات وأشخاص, ومع هذا كله وأينما كانت وجهة الفتاتين الحقيقة, في النهاية هي جريمة في حق أنفسهن وأهليهن والمجتمع, وما يجب أن تعيه كل فتاة يدور في خلدها الهروب لأي سبب كان أنها في حال العودة لن تكون حياتها الأسرية والإجتماعية أفضل مما كانت عليه قبل الهرب بل إنها ستؤول للأسوء خاصة في مجتمع نادراً ما يغفر أو يتناسى الزلات. وفي مقابل هذه الجرأة من الفتاتين هناك جرأة لا تقل قبحاً من جرأة الفتاتين, ألا وهي ما تلوكه ألسنة بعض الناس في أعراض هاتين الفتاتين من ذماً وتفسيقاً وغيرها, ولاشك أن عائلتي الفتاتين كان بودهم أن لو لم تكن القضية قد وصلت حيز الإعلام, وأن الأمور لم تتجاوز محيط الجهات الأمنية. وبما أنها قد وصلت إلى الإعلام -الذي لا يرحم- فلا أقل من أن يسلم المتابع لها من خلال لزومه الصمت, حتى يكشف لنا الوقت ما تبقى من الحقيقة. بالنسبة لنظام أبشر فهو وإن كان قد سهل على المواطنين كثير من الإجراءات إلا أنه ما يزال في المهد, بحاجة إلى مزيد من العمل والإجراءات لسد مثل هذه الثغرات, ولا يمكن إعتباره شريك في الجريمة إذا كان التفريط من ولي أمر الفتاة بهذا الشكل وبهذه السهولة التي من خلالها استطاعت عمل تصريح سفر لها.

مشاركة :