شدّد وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى على أن «مناهجنا الدراسية تعزز قيم الولاء والانتماء لدى الطلبة»، مشيرا إلى أنها تحارب العنف والإرهاب وكل مظاهر التطرف. وأكد العيسى على هامش رعايته لمسابقة الرسم الطلابية «الفن وسيلة للوقاية في المدارس» التي نظمها مشروع «غراس» لطلبة المرحلة المتوسطة تحت شعار «رسمتي.. وقايتي» بالتعاون مع مؤسسة «مينتور العالمية» التي تترأسها ملكة السويد، وبدأت مستهل الشهر الجاري وتختتم فعالياتها برعايته في 22 من الشهر نفسه، أكد ضرورة تضافر جهود جميع الهيئات الأهلية والحكومية لتحصين الشباب من الآفات المجتمعية الضارة، والسلوكيات غير المحمودة التي اجتاحت المجتمع الكويتي المسلم، كضريبة للعولمة، وللتقدم التكنولوجي السريع، وثورة المعلومات، والانفتاح غير المقنن وغير المسؤول على ثقافة المجتمعات الغربية في ظل غياب الرقابة الأسرية والوازع الديني. وبيّن «حرص وزارة التربية على المشاركة في هذه المسابقة باعتبارها جهة اختصاص تعنى بإعداد الأجيال الصاعدة عقلا وجسدا وروحا، وتهيئتهم لتولي مسؤولياتهم المستقبلية في خدمة الوطن وبناء نهضته ورفعته، من خلال ما تغرسه المناهج الدراسية الموجهة في نفوسهم من سلوكيات ومفاهيم ايجابية، وفي مقدمتها المواطنة والانتماء ونبذ العنف والإرهاب، والتطرف، والتدخين، والإدمان على المخدرات والكحول»، مشددا في المقابل على أهمية الدور الذي يتعين على الأسرة القيام به لجهة تحصين الأبناء وتجنيبهم منزلقات تلك الآفات المجتمعية الخطرة التي تدمر عقولهم وأبدانهم وتقوض مستقبلهم، لكونها البيئة الحاضنة الأولى والأساسية التي يتشربون فيها قيمهم وأخلاقهم ومبادئهم وسلوكياتهم الدينية والمجتمعية والخلقية منذ نعومة أظفارهم. وثمّن العيسى الجهود التي يقوم بها المشروع التوعوي الوطني للوقاية من المخدرات «غراس» الرامي إلى تعزيز السلوكيات الايجابية المحمودة في نفوس كافة أفراد المجتمع، ولاسيما بين الفئات الشبابية والناشئة باعتبارهم الاستثمار الحقيقي لكويت الغد. وعزا أسباب انتشار المخدرات بين طلبة المدارس تحديدا إلى «قلة الوازع الديني بين الشباب، والتفكك الأسري وانعدام الرقابة الأسرية، وأصدقاء السوء، وكثرة أوقات الفراغ، فضلا عن قصور الخطاب التوعوي الإعلامي بمخاطر الإدمان وانشغال المنابر الدينية والخطابية بالقضايا السياسية على حساب القضايا الأخلاقية والإنسانية والتثقيفية، ناهيك عن تعدد أنواع وأشكال المخدرات وحبوب الهلوسة، وسهولة تهريبها إلى داخل البلاد، بما في ذلك سهولة اقتناء بعضها لرخص ثمنها، فضلا عن غياب التشريعات والقوانين وعدم تطبيق العقوبات الرادعة لحماية فلذات الأكباد من خطر هذا الموت الأبيض».
مشاركة :