دبي(الاتحاد) شهد معالي الدكتور حنيف حسن القاسم، رئيس مجلس إدارة مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي، الندوة التي نظمها المركز في دبي، وتناولت محاضرة عن حقوق الإنسان وازدواجية المعايير قدمها الباحث إدريس الجزايري سفير الجزائر السابق بالأمم المتحدة، والمدير التنفيذي للمركز، بحضور معالي سعيد الرقباني ومعالي عبد الله المزروعي، والدكتور نصر عارف أستاذ العلوم السياسية، والدكتور هاني المسيري، والدكتور سليمان الهتلان، ومحمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، وعدد من الخبراء والأكاديميين وكبار الشخصيات العامة. وأوضح القاسم، أن السفير الجزايري، أكد في محاضرته أهمية حرص المنظمات الدولية على نهج الحيادية والموضوعية عند تقييم تطبيق الدول والمجتمعات لحقوق الإنسان بعيداً عن ازدواجية المعايير وتسييس الملفات الحقوقية، وفقاً لرؤيتها وأجنداتها السياسية العامة، داعياً مؤسسات المجتمع المدني والهيئات المعنية إلى القيام بمسؤولياتها نحو تعزيز الوعي حيال التطبيق الصحيح لمفاهيم الحقوق الدولية دون النظر إلى التفرقة بين الشعوب علي خلفية الجنس واللون والمعتقدات. وأشار إلى أن بعض الدول والحكومات تفقد مصداقيتها جراء التعامل المزدوج في العمل والأداء الحقوقي الذي ينبغي أن يترجم الواقع، وفقاً لمقومات واضحة المعالم واحترام الآراء والمعتقدات، موضحاً أن تداعيات التطبيقات السلبية للمبادئ الحقوقية تنعكس على تأهيل أجيال شابة على كراهية الآخر، وتنامي ظواهر العنف وتكريس أعمال الإرهاب. وقال الجزايري في محاضرته: إن تأسيس مركز جنيف لحقوق الإنسان يعد مبادرة عربية حيوية، مشيراً إلى أن المركز يقوم بدوره الحضاري في المساهمة بتعزيز الوعي نحو المبادئ الصحيحة لحقوق الإنسان والتزاماته المعتمدة دولياً، من خلال تنظيمه الفعاليات المتعلقة بهذا الشأن، والتي تستخدم في تحليل الأسباب الكامنة وراء استمرار التمييز العنصري وكراهية الأجانب، وكذلك تناول المحاور حول مبادئ السلام والتسامح واحترام التنوع الثقافي. وفند الجزايري ادعاءات الدول الغربية حول ريادتها في مجال حقوق الإنسان على الرغم من أسبقية الدين الإسلامي ومبادئه التي تدعو إلى التسامح والسلام والتكافل والتعاون بين الأفراد والشعوب. وأكد محمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد»، احتياج المنطقة العربية والشرق أوسطية للمراكز المتخصصة في الشأن الإنساني، مشيراً إلى أهمية تبني القيادات والنخب الثقافية والعلمية للمبادرات الرامية لتحقيق الأهداف المنشودة حول النماذج المعرفية الراقية والحديثة التي تطرح الرؤى الواعية حول المقومات والمبادئ الإسلامية السامية التي ينبغي أن تشكل الركائز الصحيحة للخطاب الديني والثقافي الجديد، لافتاً إلى ضرورة تجنب أسلوب الدفاع الذي تتبعه معظم الدول العربية حول ما ينشر عنها من تقارير حقوق الإنسان، والتي غالباً ما تكون ردود أفعال آنية حول ما يرد في تلك التقارير من سلبية أو انتقاد. وأكد أن من المهم أن تتبع الدول العربية روح المبادرة وممارسة دور إيجابي في طرح قضيتي حقوق الإنسان والإسهام في التشريعات، والقرارات التي يتخذها مجلس حقوق الإنسان والمنظمات المعنية بهذا الشأن.
مشاركة :