أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، فجر اليوم، بدء معركة استعادة مدينة الموصل من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، مؤكداً أن دخولها سيقتصر على عناصر الجيش والشرطة. وقال العبادي في كلمة بثها التلفزيون الرسمي: «أعلن اليوم انطلاق عملية تحرير محافظة نينوى»، وأضاف متوجهاً إلى سكان الموصل، ثاني مدن البلاد وآخر أكبر معاقل المتطرفين فيها: «كانت هناك محاولة (...) لتأخير عملية التحرير ولكننا وأدناها. هذا العام كما وعدناكم، سيكون عام الخلاص من داعش ونحن سنفي بوعدنا». ويسيطر التنظيم على الموصل منذ حزيران (يونيو) 2014. للمزيد. وأردف العبادي: «سنقتص من المجرمين، والقوات التي تحرركم من داعش جاءت لتخليصكم، ونطلب تعاونكم أيها المواطنون مع القوات الأمنية المشاركة بعمليات التحرير مثلما فعل أهالي الأنبار وباقي المحافظات التي كانت تحت سيطرة داعش». وقالت «قيادة العمليات المشتركة» إن «الطائرات العراقية ألقت عشرات آلاف من الصحف والمجلات على مركز مدينة الموصل، تحمل أخباراً مهمة وتحيطهم بالمستجدات والحقائق والانتصارات». واعتبر وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن عملية استعادة الموصل تشكل «لحظة حاسمة» في المعركة ضد «داعش». وقال كارتر: «هذه لحظة حاسمة في حملتنا لإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم الدولة الإسلامية». وأضاف: «نحن واثقون بأن شركاءنا العراقيين سيهزمون عدونا المشترك ويحررون الموصل وبقية العراق من وحشية الدولة الإسلامية وعدائها». وأكد كارتر استمرار دعم واشنطن للعراق. وزاد: «الولايات المتحدة وبقية التحالف الدولي على استعداد لدعم قوات الأمن العراقية ومقاتلي البيشمركة (الكردية) والشعب العراقي في النضال الصعب الذي ينتظرهم». وشدد القائد الجديد للتحالف الدولي اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند، اليوم، على أن عملية استعادة الموصل قد تستغرق أسابيع «وربما أكثر». وأضاف أن «المعركة تبدو طويلة وصعبة، لكن العراقيين استعدوا ونحن نقف إلى جانبهم». وقال تاونسند إن التحالف قام بتأهيل وتجهيز أكثر من 54 ألف رجل من أفراد القوات العراقية. وقالت القيادة العامة للقوات الكردية في بيان، إن «حوالى أربعة آلاف من البيشمركة يشاركون في عملية في الخازر على ثلاث جبهات لتطهير القرى المحيطة التي يحتلها تنظيم الدولة الإسلامية». للمزيد. وأضافت أن تقدم القوات الكردية جرى بالتنسيق مع القوات العراقية الاتحادية التي تتقدم في جنوب الموصل ومدعومة من طائرات التحالف الدولي. ويشكل هذا التقدم المرحلة الثالثة من انتشار بدأ قبل أشهر، لاستعادة قرى في سهل نينوى الذي سيطر عليه التنظيم في 2014. إلى ذلك، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم، أنه من «غير الوارد» بالنسبة لتركيا أن تبقى خارج معركة استعادة الموصل. وقال أردوغان في خطاب متلفز «سنكون جزءاً من العملية، سنكون متواجدين إلى الطاولة. أشقاءنا هناك وأقرباءنا هناك، ومن غير الوارد أن نكون خارج العملية». بدوره، قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش إن حوالى ثلاثة آلاف مقاتل عراقي دربتهم تركيا يشاركون في معركة الموصل. ومن جهته، دعا الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر اليوم أنصاره الى تحويل مسار التظاهرة التي كانت مقررة غداً أمام مجلس القضاء الأعلى للمطالبة بالإصلاح، الى السفارة التركية احتجاجاً على تواجد قوات تركية في العراق. وكان الصدر دعا سابقاً انصاره الى تظاهرة مليونية أمام مجلس القضاء الأعلى احتجاجاً على قرارها الأخير باعادة نواب رئيس الجمهورية الذين اقالهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، الى مناصبهم. لكنه قرر تأجيل التظاهرة اثر انطلاق عمليات تحرير محافظة نينوى، وقال في كلمة متلفزة: «لتتوجهوا زاحفين نحو السفارة التركية لتسمعوا صوتكم وبالطرق السلمية والادبية من دون تعد عليها». وأضاف: «لتدعموا جيشكم ومجاهديكم لتحرير الموصل من الإرهابيين ومن الترسانة التركية التي تجثم على ارض المحافظة من دون احترام لاراضينا وسيادتنا». وعمد تنظيم «داعش» إلى سحب الأطباق اللاقطة وأجهزة الاتصالات من السكان، وحددوا نقاطاً إعلامية تبث فقط ما يرغبون في نشره كمصدر وحيد للمعلومات. ومنع التنظيم المتطرف استخدام أجهزة الهاتف المحمول، وأوقف الخدمة في الأبراج الواقعة داخل المدينة. وقد تتسبب عملية الموصل بأزمة إنسانية مع تحذير الأمم المتحدة من أنها قد تؤدي إلى تشريد حوالى مليون شخص مع اقتراب فصل الشتاء. وعبّر نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين، عن «قلقه البالغ» في شأن سلامة سكان مدينة الموصل بعد إطلاق عملية استعادتها. وتابع: «أشعر بقلق بالغ في شأن سلامة حوالى 1.5 مليون شخص يعيشون في الموصل قد يتأثرون نتيجة العمليات العسكرية (الهادفة) إلى استعادة المدينة من داعش». وشدد على أن الأطفال وكبار السن هم من بين الأكثر تعرضاً للخطر، مضيفاً أن «عشرات الآلاف من الفتيات والفتيان والنساء والرجال العراقيين قد يكونون تحت الحصار أو قد يستخدمون كدروع بشرية. وقد يتم طرد الآلاف قصراً أو قد يجدوا أنفسهم عالقين بين خطوط القتال».
مشاركة :