شدد وزير الخارجية، عادل الجبير، الاثنين بعد انطلاق معركة استعادة الموصل على أن داعش سيخسر الحرب. وأعرب عن تخوفه من دخول ميليشيات الحشد الشعبي إلى الموصل، قائلاً: نخشى أن يتسبب دخول ميليشيات الحشد للموصل بحمام دم، يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه الحرب الكلامية بعد اعلان رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في وقت سابق الاثنين، انطلاق عمليات تحرير المدينة من قبضة تنظيم «داعش». وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وقال: يطالبوننا بعدم الدخول إلى الموصل، كيف لا ندخل ولنا حدود مع العراق على طول 350 كم ونحن مهددون من تلك الحدود، وأعقبته تصريحات لمقتدى الصدر بأن على تركيا عدم زج نفسها بمعركة الموصل التي تخص الجيش العراقي وحده، حسب قوله، ودعا الصدر للتظاهر أمام السفارة التركية في بغداد،في أثناء ذلك توجه وفد من الخارجية التركية، إلى العاصمة العراقية، لمناقشة التطورات الأخيرة مع المسؤولين هناك. من جانبه دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية إلى الحدود، تزامنا مع مشاركة نصف المقاتلين العراقيين الذين دربتهم تركيا في معسكر بعشيقة بشمال العراق وعددهم 3000 مقاتل يشاركون في عملية طرد التنظيم من المدينة. وسيطرت قوات البيشمركة على 9 قرى في قضاء الحمدانية جنوب شرق الموصل، وأوضحت مصادر أن قوات البيشمركة تقدمت من ثلاثة محاور بدعم من طيران التحالف الذي يشارك بثمان وثمانين مقاتلة في الوقت الذي يستمر فيه القصف على مواقع داعش في الموصل، فيما أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، عن تطهير 200 كم في المرحلة الاولى من المعركة ، مطمئناً أهالي المدينة بأن قوات البيشمركة والقوات الأمنية حريصة على حمايتهم وحماية ممتلكاتهم، فيما أشار إلى وجود تنسيق عال بين الجيش والبيشمركة. ورشحت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن يدفع هجوم الموصل ما يصل إلى 100 ألف عراقي للفرار إلى سوريا وتركيا، وهو ما ذهبت إليه حكومة أنقرة بأنها تتأهب لاستقبال مئات الآلاف من اللاجئين لأراضيها بسبب المعركة. وفي السياق، اعلن أردوغان في كلمته خلال مؤتمر اسطنبول الحقوقي الدولي، أن: تركيا ليست مسؤولة عن النتائج الناجمة عن أي عملية بمعركة الموصل، نحن لسنا ضمنها، مشددا على أنهم داخل العملية؛ وقال: سنكون على الطاولة، ومن المستحيل أن نبقى خارج ذلك، واضاف: يوجد في بالمدينة إخوة لنا من العرب والتركمان والأكراد، لا يمكننا على الإطلاق البقاء مكتوفي الأيدي. في الأثناء أشار القائد العسكري الجديد للتحالف الدولي ضد داعش، ستيفن تاونسند، الاثنين، إلى أن عملية استعادة الموصل من التنظيم قد تستغرق أسابيع وربما أكثر، موضحا أن التحالف قام بتأهيل وتجهيز أكثر من 54 ألف رجل من أفراد القوات العراقية. وكان العبادي أشار في خطاب اعلان العملية الذي بثه التلفزيون العراقي، إلى أن القوات التي ستدخل الموصل هي «الجيش العراقي والشرطة الوطنية» حصراً. فيما أكدت قيادة قوات الحشد الشعبي، الاثنين، أن التحرك البري لقواتها لم يتم لغاية الان، مشيرة الى أن الهجوم بدأ فقط بالقصف الدقيق بالقوة المدفعية والصاروخية. وبالرجوع للمعركة، قال مصدر نينوى في حديث لـ السومرية نيوز، إن «طائرات من القوة الجوية العراقية والتحالف الدولي قصفت، أكثر من 43 هدفاً لداعش في نينوى، ما أسفر عن تدميرها بالكامل»، مبينا أن «الغارات الجوية طالت مقرات وثكنات ومخازن عتاد للتنظيم». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «عناصر داعش بدءوا بحلق ذقونهم وخلعوا الزي الأفغاني»، لافتا الى «انهيار الخطوط الدفاعية لعصابات داعش الإرهابية في محور سد الموصل مع انطلاق عمليات تحرير نينوى». وتابع المصدر، ان «عوائل الدواعش بدأت بالهروب من مركز مدينة الموصل باتجاه قرية ناوران غرب بعشيقة اثر قصف كتائب مدفعية الجيش العراقي والبيشمركة على مقراتهم». وأفاد مصدر محلي في محافظة نينوى، أن العلم العراقي رفرف فوق الجامع الكبير الذي خطب به زعيم تنظيم «داعش» ابو بكر البغدادي وسط الموصل وأعلن «خلافته المزعومة» 2014. وفي السياق، وبحسب مصادر ميدانية، نجا الخليفة «الداعشي» أبوبكر البغدادي من ضربة جوية لرتل قرب منطقة الغابات في الموصل، حسب ما أفاد مصدر محلي في محافظة نينوى الاثنين، مشيراً إلى أن الغارة قضت على أبو موسى المغربي أحد أبرز قادة «جيش العسرة» الذي يعتبر بمثابة القوات الخاصة لداعش، وعدد من مرافقيه. من جهته أبدى ستيفن اوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ قلقه البالغ بشأن سلامة نحو 1،5 مليون مدني بالموصل قد يتأثرون من جراء العمليات العسكرية لاستعادة المدينة من داعش. وقالت ليز غراند منسقة الشؤون الانسانية التابعة للامم المتحدة في العراق«نفعل ما بوسعنا لاتخاذ كل الاجراءات في حال حدث اسوأ السيناريوهات الانسانية. لكننا نخشى ان يكون مازال امامنا الكثير لفعله». وقال أشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي في بيان إن هذه لحظة حاسمة في الحملة لإلحاق هزيمة دائمة بالتنظيم. وعلى صعيد آخر، قتل عشرة اشخاص على الاقل واصيب 17 بجروح في هجوم انتحاري استهدف أمس، حاجزا امنيا في منطقة اليوسفية جنوب بغداد، وفقا لمصادر امنية وطبية لوكالة فرانس برس. وقال ضابط في وزارة الداخلية: قتل عشرة اشخاص واصيب 17 بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف حاجزا امنيا للجيش في منطقة اليوسفية الى الجنوب من بغداد. واكدت مصادر طبية حصيلة الضحايا.
مشاركة :