30 ألف جندي يبدأون معركة تحرير الموصل من داعش

  • 10/18/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فجر أمس انطلاق عمليات استعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش، مؤكدا أن دخولها سيقتصر على عناصر الجيش والشرطة. وقال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي «لقد دقت ساعة التحرير واقتربت لحظة الانتصار الكبير.. أعلن انطلاق عملية تحرير محافظة نينوى». وأضاف متوجها إلى سكان الموصل، ثاني مدن البلاد وآخر أكبر معاقل داعش في البلاد «كانت هناك محاولة لتأخير عملية التحرير ولكننا وأدناها. هذا العام كما وعدناكم سيكون عام الخلاص من داعش ونحن سنفي بوعدنا». ويسيطر تنظيم داعش على الموصل منذ يونيو 2014. وتابع العبادي «سنقتص من المجرمين، والقوات التي تحرركم من داعش جائت لتخليصكم، ونطلب تعاونكم أيها المواطنين. نطلب منكم التعاون مع القوات الأمنية المشاركة بعمليات التحرير كما فعل أهالي الأنبار وباقي المحافظات التي كانت تحت سيطرة داعش». وبدأت القوات العراقية بدعم جوي وبري من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة عملية تحرير الموصل حيث شوهدت طائرات هليكوبتر تحلق وتطلق النار وسمع دوي انفجارات عند الجبهة الشرقية من المدينة حيث تحرك مقاتلون أكراد للسيطرة على قرى نائية. وقالت القيادة العسكرية لأكراد العراق إن 4000 من قوات البشمركة سيشاركون في العملية لتحرير عدة قرى من قبضة التنظيم على الجبهة الشرقية في هجوم منسق مع تقدم وحدات من الجيش العراقي من الجبهة الجنوبية. وفي أول بيان عن عمليات الموصل قالت خلية الإعلام الحربي التابعة للجيش العراقي «قواتنا تدمر الخطوط الدفاعية لعصابات داعش وتتقدم بكل ثبات باتجاه أهدافها المرسومة». وأضاف البيان «طيران الجيش وطيران التحالف الدولي يواصلان ضرباتهما الدقيقة على كافة مقرات داعش ومعسكراته». ويشارك نحو 30 ألف جندي من الجيش العراقي والبشمركة الكردية ومقاتلين من عشائر سنية لطرد ما يقدر بنحو أربعة آلاف إلى ثمانية آلاف من مسلحي داعش. وأعلن التلفزيون العراقي الحكومي أن قوات البيشمركة الكردية العاملة ضمن القوات المكلفة بتحرير الموصل تمكنت من تحرير تسع قرى خلال الساعات الأولى من انطلاق العملية، مشيرا إلى أن أربعة آلاف من البشمركة يشاركون في العملية. وتحدثت التقارير عن فرار عناصر التنظيم من المواجهات، مشيرة إلى أن القوات تواصل تقدمها في منطقتي برطلة وبعشيقة بدعم جوي من الطيران العراقي والتحالف الدولي. من جهته أفاد ضابط عراقي بأن قوات «حرس نينوى» التي يشرف عليها أثيل النجيفي محافظ نينوى السابق تقدمت نحو مناطق وانة وسد الموصل والكوير شمال وشرقي الموصل. وقال الرائد سمير سالم، من قوات حرس نينوى إن «كافة قوات حرس نينوى انطلقت لمشاركة قوات الجيش العراقي وقوات البشمركة في تحرير الموصل ومشارفها». وأضاف أن «قوات حرس نينوى تخوض الآن اشتباكات مع عناصر داعش في أكثر من محور تجاه شمال مدينة الموصل، وتمكنت من قتل وإصابة العشرات من داعش على الطريق الذي يربط مدينة الموصل بناحية وانة شمال غربي المدينة». وتضم قوات حرس نينوى، التي كان يطلق عليها «الحشد الوطني» آلافا من المتطوعين من أهالي الموصل، ومن بينهم عناصر الجيش والشرطة السابقة، وقد خضعوا للتدريب تحت إشراف القوات التركية في معسكرات شمالي الموصل. في غضون ذلك تتأهب قوات شيعية غير نظامية للمشاركة في اجتياح مدينة صغيرة بشمال العراق الأمر الذي يثير مخاوف لدى المسؤولين العراقيين ومسؤولي الإغاثة من وقوع أعمال انتقامية طائفية. ويهدف قرار توجيه قوات الحشد الشعبي بعيدا عن الموصل إلى الحويجة الواقعة على بعد مئة كيلومتر من الموصل إلى تخفيف العداء الطائفي خلال القتال من أجل السيطرة على الموصل المتوقع أن يمثل أكبر معركة في العراق منذ الغزو بقيادة الولايات المتحدة عام 2003. قال دبلوماسي كبير تابع عملية التخطيط للهجوم على الموصل إن مفاوضات صعبة أسفرت عن الحل الوسط الذي يقضي بإرسال وحدات الحشد الشعبي إلى الحويجة. وأضاف «لا أعتقد أن هذا كان اتفاقا سهلا» موضحا أن المفاوضات شهدت الكثير من الشد والجذب. إلا أن الدبلوماسي اعترف بأن الحل الوسط هذا أثار قلقا من وقوع انتهاكات في المدينة الأصغر. وتابع «نحن قلقون بحق». مفوضية اللاجئين تخشى فرار 100 ألف شخص قالت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين إن ما يصل إلى مئة ألف عراقي قد يذهبون إلى سوريا وتركيا فرارا من عملية الموصل. وأطلقت المفوضية مناشدة بتقديم 61 مليون دولار لتوفير خيام ومخيمات وأفران للنازحين داخل العراق والدولتين المجاورتين له. وأضافت «تخشى مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أن تتسبب الأحداث بالموصل في فرار ما يصل إلى 100 ألف عراقي صوب سوريا وتركيا. تجري خطط الاستعداد في سوريا لاستقبال ما يصل إلى 90 ألف لاجئ عراقي». قورتولموش: نحو 3000 مقاتل دربتهم تركيا يشاركون في عملية الموصل قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش أمس إن نحو ثلاثة آلاف مقاتل عراقي دربتهم تركيا يشاركون في عملية الموصل. وذكرت مصادر عسكرية في وقت أن نحو نصف المقاتلين الذين دربتهم تركيا ومجموعهم ثلاثة آلاف يشاركون في العملية في حين أن النصف الآخر احتياطي. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه من غير الوارد بالنسبة لتركيا أن تبقى خارج عملية استعادة الموصل. وقال في خطاب متلفز «سنكون جزءا من العملية، سنكون متواجدين إلى الطاولة، مضيفا أن أشقاءنا هناك وأقرباءنا هناك، ومن غير الوارد أن نكون خارج العملية». 1,2 مليون عراقي معرضون للخطر مع انطلاق العملية حذر المجلس النرويجي للاجئين أمس من تعرض نحو 2ر1 مليون عراقي للخطر مع انطلاق عملية تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش. وطالب المجلس، وهو منظمة إنسانية مستقلة تعنى بشؤون اللاجئين والنازحين، أطراف النزاع بضمان «سلامة النساء والأطفال والرجال الذين عاشوا لأكثر من عامين في ظل القمع القاسي، وذلك من خلال وضع منافذ خروج آمنة كأولوية أساسية». ونقل بيان للمجلس عن مديره في العراق وولفجانج جريسمان القول «نخشى من أن تكون العواقب الإنسانية لهذه العملية ضخمة. وإنشاء منافذ آمنة فعلية لخروج المدنيين من المدينة هو الآن على رأس الأولويات، وليس هناك ما هو أكثر أهمية منه. وقد رأينا بالفعل عواقب وخيمة لما كان يسمى بالمنافذ الآمنة للخروج من مدينة الفلوجة، ولا يمكننا أن نعرض المزيد من العراقيين لمثل هذه المخاطر». شتاينماير: عملية الموصل ليست سهلة توقع وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير قتالا قاسيا في الموصل وذلك مع بدء العمليات العسكرية في المنطقة. وقال على هامش اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج أمس «إنه تحد معقد للغاية، ولن يكون سهلا». وأعرب عن أمله في أن يظل عدد النازحين من الموصل محدودا. وأوضح الوزير أنه يدعم تماما المساعي الرامية إلى طرد داعش من الموصل، وقال: «إذا أمكن تحرير الموصل، سيكون ذلك نقطة تحول في القتال ضد داعش في العراق، وسيتيح بالتأكيد فرصا جديدة أيضا لاستقرار الكيان العراقي». وزير الدفاع الأمريكي: لحظة حاسمة لهزيمة بداعش قال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر إن بدء العمليات العراقية لتحرير الموصل تمثل «لحظة حاسمة» في سبيل إلحاق هزيمة دائمة بتنظيم داعش. وقال إن الولايات المتحدة وغيرها من أعضاء التحالف الدولي «على استعداد لدعم قوات الأمن العراقية، ومقاتلي البشمركة وشعب العراق في هذه المعركة الصعبة. وأعرب عن ثقته في انتصار العراقيين على المتطرفين و»تحرير الموصل وبقية العراق» من المتشددين. من جهته وقال بريت ماكجورك ممثل الرئيس الأمريكي في التحالف الدولي ضد داعش على تويتر «رئيس الوزراء العبادي أصدر أوامر ببدء عمليات ضخمة لتحرير الموصل بعد عامين من الظلام تحت حكم إرهابيي داعش. التوفيق للقوات العراقية البطلة والبشمركة الكردية ومتطوعي نينوى. إننا فخورون بالوقوف معكم في هذه العملية التاريخية.»

مشاركة :