الحويجة تعويضا للميليشيات الشيعية عن منعها من دخول الموصل الميليشيات الشيعية الرافضة للخروج صفر اليدين من المرحلة الحاسمة في الحرب على تنظيم داعش في العراق تكتفي بقيادة معركة الحويجة تعويضا عن منعها من دخول مدينة الموصل، خصوصا وأنّ الجائزة ترضي إيران الداعمة الأساسية لتلك الميليشيات. العرب [نُشرفي2016/10/18، العدد: 10428، ص(3)] ولاء للطائفة قبل الوطن كركوك (العراق) - قالت مصادر عراقية إن صرف الجهود الحربية للميليشيات الشيعية المكوّنة للحشد الشعبي بشكل رئيسي نحو منطقة الحويجة بمحافظة كركوك، جاء بناء على اتفاق سياسي مسبق بين جهات وأطراف متدخّلة في معركة استعادة الموصل من تنظيم داعش، وكحلّ وسط لاسترضاء الميليشيات بعد رفض أبناء محافظة نينوى لدخول الحشد مناطقهم. وشرحت المصادر ذاتها أن زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي الجمعة إلى كركوك هدفت لاستكمال ترتيبات معركة الحويجة والتأكد من عدم اعتراض أطراف محلية في المحافظة على دور الحشد في المعركة. ومن جهته قال نائب سابق بالبرلمان العراقي طلب عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع إن إسناد دور مهم في معركة الحويجة للحشد الشعبي مثّل استرضاء مناسبا لقيادات الميليشيات المرتبط أغلبها بطهران التي قال النائب ذاته إنها أوعزت لهؤلاء بالقبول بالصفقة نظرا لأهمية الموقع الاستراتيجي للحويجة كمحطة على طريق إيران الموصل عبر ديالى وصلاح الدين. وتحوز الميليشيات الشيعية التي شاركت ضمن الحشد الشعبي في الكثير من المعارك ضدّ تنظيم داعش في المناطق العراقية على سمعة سيئة تشكّلت من خلال الممارسات الطائفية وعمليات الانتقام والعقاب الجماعي التي سلطتها تلك الميليشيات على سكان مناطق سنية كانت قد دخلتها بعد انتزاعها من داعش لا سيما في محافظة بابل بجنوب بغداد ومحافطتي ديالى وصلاح الدين بشمالها، ومحافظة الأنبار بغرب البلاد. وتُرافق ذات المخاوف من أعمال انتقامية، الميليشيات الشيعية إلى الحويجة حيث يتأهب الحشد الشعبي للمشاركة في اجتياح القضاء في الوقت الذي تشن فيه قوات حكومية هجوما على الموصل أكبر معاقل تنظيم داعش في العراق. هوشيار زيباري: المسؤولون على دراية بحساسية إرسال مقاتلين شيعة إلى مدينة سنية ويهدف قرار توجيه قوات الحشد الشعبي بعيدا عن الموصل إلى الحويجة الواقعة على بعد مئة كيلومتر من الموصل إلى تخفيف العداء الطائفي خلال القتال من أجل السيطرة على الموصل المتوقع أن تتطلب معركة هي الأكبر في العراق منذ غزوه بقيادة الولايات المتحدة عام 2003. ورغم أن الحكومة العراقية التي تقودها أحزاب شيعية قد بادرت إلى إضفاء طابع رسمي على وحدات الحشد الشعبي بالقول إنها تحت إمرة القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي هو رئيس الوزراء ذاته، فإن تبعية الميليشيات الفعلية هي لقادتها كما أن للكثير منها ولاء معلنا لإيران. وتتهمها الأمم المتحدة وآخرون بتنفيذ جرائم قتل وخطف في بعض المناطق التي جرت استعادتها من تنظيم داعش. وكثيرا ما يثير وجود تلك القوات بشكل قسري ومفروض على خط الجبهة استياء المدنيين في المناطق ذات الأغلبية السنية. لكن الأمر اختلف في جبهة الموصل حيث اشتدّ رفض مشاركة تلك القوات ما دفع حكومة بغداد إلى إيجاد صيغ لإبعادها عن ساحة المعركة كي لا تغدو عامل تعطيل لها، ومن تلك الصيغ “منحها امتياز” استعادة الحويجة. وقال دبلوماسي كبير تابع عملية التخطيط للهجوم على الموصل إن مفاوضات صعبة أسفرت عن الحل الوسط الذي يقضي بإرسال وحدات الحشد الشعبي إلى الحويجة. وأضاف الدبلوماسي الذي تحدث لوكالة رويترز عن تفاصيل لم تعلن على الملأ بشرط عدم نشر اسمه “لا أعتقد أن هذا كان اتفاقا سهلا” موضحا أن المفاوضات شهدت الكثير من الشد والجذب. إلاّ أن الدبلوماسي اعترف بأن الحل الوسط هذا أثار قلقا من وقوع انتهاكات في الحويجة، وتابع “نحن قلقون بحق”. ويبلغ تعداد سكان مركز قضاء الحويجة نحو 200 ألف نسمة اشتكوا خلال الفترة الأخيرة من التلكؤ في تخليص مدينتهم من تنظيم داعش، معتبرين أن ذلك نتيجة التجاذبات السياسية حول القوّة الأحق بإنجاز المهمة العسكرية. ويقول سكان تمكنوا من الفرار من المدينة إن مقاتلي التنظيم فرضوا فيها حكما شديد القسوة، وكلما اقتربت المعركة المنتظرة زاد عنفهم. وخلال ليلة واحدة تمكّن الأسبوع الماضي نحو 800 شخص من الفرار من الحويجة. ونُقل الكثير منهم إلى مخيم قرب بلدة داقوق وهو أحد عدة مخيمات في المنطقة تتوقع وكالات الإغاثة أن تمتلئ عن آخرها مع تقدّم العمليات العسكرية في كل من الموصل والحويجة. ويخشى عمال الإغاثة في محيط الحويجة أن تسبب العمليات الثأرية من قبل المقاتلين الشيعة المزيد من الذعر وتزيد الوضع سوءا. وقالت الأمم المتحدة في وقت سابق إن لديها قائمة بأسماء أكثر من 640 من الرجال والصبية السنّة الذين تفيد تقارير بأن مقاتلين شيعة تابعين للحكومة خطفوهم أثناء معركة السيطرة على الفلوجة في محافظة الأنبار المجاورة. كما سبق أن تعرض سكان الحويجة لعنف القوات الأمنية بقيادة الشيعة. وفي عام 2013 قُتل العشرات عندما داهمت قوات الأمن العراقية اعتصاما مناهضا للحكومة في المدينة مما أثار استياء السكان. ووفقا لوزير المالية العراقي السابق هوشيار زيباري فإن المسؤولين العراقيين على دراية بحساسية إرسال مقاتلين شيعة إلى مدينة تقطنها أغلبية سنية ويحاولون تخفيف الدور الذي ستلعبه وحدات الحشد الشعبي في الحويجة. والأمل أن يتم الجمع بين وحدات أكثر انضباطا من الحشد الشعبي والجيش العراقي لتحقيق توازن طائفي في القوة القتالية. وقال زيباري إنه لن يتغاضى أحد عن أي أعمال وحشية. :: اقرأ أيضاً مصر تفصل علاقتها بالسعودية عن التقارب مع سوريا حرب الموصل.. تخوف من انفجار الأجندات جدل إصلاح مادة التربية الدينية يثير الإسلاميين على الحكومة التونسية عين داعش على الجنوب السوري بعد انحسار نفوذه في الشمال
مشاركة :