أصر أحد المواطنين بتبوك أمس على إقامة عزاء جاره المسن السوري الذي توفي في محراب مسجد الإمام الذهبي بحي المروج في تبوك أثناء رفعه لأذان صلاة العشاء، بمنزله، وفاء له ولعلاقة الجيرة التي تربطهما، وقد وافق أبناء المتوفى رحمه الله براً بصديق والدهم. وقال عامر وليد الأفندي ابن المتوفى لـ "سبق ":"والدي رحمه الله كان متطوعا في المسجد لرفع الأذان ولا يعاني من أي مشاكل صحية سوى داء السكري وقد اعتاد أن يبقى في الجامع من صلاة المغرب وحتى أن يفرغ من صلاة العشاء، مبيناً أن والده يبلغ من العمر 69 عاماً ويحمل شهادة الهندسة ولا يعمل بأي عمل منذ أن قدم زائراً للمنطقة. وأضاف الأفندي "وفي يوم أمس الأول كان يتدارس مع أحد أصدقائه في المسجد تفسير آية 127 من سورة الأعراف بحسب ما رواه لنا صديقه وبعد أن حان وقت أذان العشاء قام للمحراب ليرفع الأذان وأثناء وقوفه على مكبر الصوت سقط على الأرض وتوفي، رحمه الله". وتابع "لم نشعر أننا بغربة في هذه البلاد الطاهرة فقد أحاطنا الجيران بالوفاء والمحبة ومواساتنا في مصابنا الجلل، وبعد أن فرغنا من الصلاة على والدي ودفنه أصر أحد جيران والدي وصديقه ويدعى "عبد الرحيم الغبان" أن يكون العزاء في منزله وما كان لنا إلا أن نلبي له ما طلب وفاء له وبراً بوالدي وهذا الموقف إنما يدل على حجم الوفاء الذي يحمله، فجزاه الله عنا خير الجزاء. من جهة أخرى، قدم وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبد العزيز آل شيخ ونائب الوزير الدكتور توفيق السديري التعازي لأسرة وليد الأفندي رحمه الله وقد نقل ذلك مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية بتبوك الشيخ محمد السميري ورافقه مدير العلاقات العامة والإعلام بالفرع الشيخ سلمان المالكي، وقد قدما التعزية لأبناء المتوفى، رحمه الله. وكانت "سبق" قد انفردت أمس بنشر خبر وفاة مُسِن سوري أثناء رفعه أذان صلاة العشاء في مسجد الإمام الذهبي بحي المروج بتبوك، فيما بدت مشاعر الحزن على جماعة المسجد، وقد أديت صلاة الجنازة عليه عقب صلاة ظهر أمس في جامع الدعوة بتبوك. وأكد سكان الحي أنهم عرفوه قبل ثلاث سنوات فقط بعد قدومه مع أسرته من سوريا، وكان قارئاً للقرآن وناصحاً، ومن شدة ملازمته المسجد أصبح مؤذناً في أغلب الأوقات.
مشاركة :