عبّر إعلاميون عن بالغ حزنهم على رحيل الإعلامي القدير الأستاذ سليمان عبيد، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم أمس الأول، وقالوا في تصريحات لـ «المدينة»: إن الفقيد الراحل صاحب بصمة مميزة في مسيرة الإعلام السعودي، مؤكدين أن رحيله خسارة كبيرة، داعين الله له بالرحمة والمغفرة. تقلد -يرحمه الله- العديد من المناصب، منها مدير إذاعة نداء الإسلام، ومدير عام إذاعة جدة، وتميّز بصوته وأدائه، وله برامج حققت نجاحات كبيرة، ومنها «في ظلال القرآن»، ومسابقة القرآن الكريم على شاشة القناة السعودية في شهر رمضان. وكان مشهودًا بأخلاقه وإنسانيته وتعامله الراقي مع الجميع، ومنذ خروجه وتقاعده من العمل الإعلامي، لم يظهر أو يشارك في أي برامج أو مناسبات إعلامية. وكان يوم أمس الأوربعاء هو أول أيام العزاء، واليوم الخميس هو ثاني أيام العزاء، حيث يستقبل ذويه المعزين بمنزله في جدة، بحي الشاطئ، شارع أحمد بن زيدون. كان نعم الموجّه بداية يقول مدير عام إذاعة جدة الأستاذ سمير حبيب بخش: رحم الله تعالى أستاذنا الراحل سليمان عبيد مدير عام إذاعة جده الأسبق، فقد كان نعم الموجّه، وتظل البرامج التي أعدّها وقدّمها للإذاعة والتلفزيون في ذاكرة المستمع والمشاهد، ومعظمها برامج دينية تهتم بالناشئة في رحاب القرآن الكريم، وذلك إلى جانب برامج اللقاءات التي كانت تقدم في فترة السهرة، وكان - يرحمه الله - يحرص على اللغة العربية الفصحى لغة القرآن الكريم ويهتم بها. ويضيف الأستاذ سمير بخش: وعلى المستوى الشخصي شجعني كثيرًا في بداياتي وأسند لي إعداد البرامج المنوعة إلى جانب البرامج الإخبارية والسياسية التي كنت أقوم بإعدادها في ذلك الوقت، ونحن الآن بصدد إعداد برنامج عن الراحل الأستاذ سليمان عبيد نستعرض من خلاله سيرته ومسيرته الإذاعية الحافلة بالعطاءات والإنجازات والبرامج المميزة التي تسكن العقل والوجدان. من روّاد الإعلام وأكد الدكتور عبدالله الشايع مدير عام إذاعة جدة الأسبق، أن الراحل سليمان عبيد يعتبر من روّاد الإعلام في المملكة، وقال: ما يميّزه أنه جمع بين المؤهلات الشرعية والعمل الإعلامي، فهو خرّيج كلية الشريعة بمكة، فتأسّس لغويًا وشرعيًا، ثم عمل بالإعلام ملتحقًا بالإذاعة كمذيع وعُين مديرًا لإذاعة نداء الإسلام، وقبلها مدير قسم التنفيذ بإذاعة جدة، إلى أن أصبح مديرًا عامًا لإذاعة جدة، هذا إلى جانب تقديمه البرامج الإذاعية والتلفزيونية، له برنامج إذاعي «كيف أسلمت» قدّم من خلاله صورة إيجابية عن المسلمين الحديثي الدخول في الدين الإسلامي، فأبرز من خلال هذا البرنامج عظمة الإسلام، وأيضًا قدّم - يرحمه الله - برنامج «أبناؤنا الطلاب» وكان يستضيف فيه الطلاب المتميزون، وأنا بفضل الله كنت منهم أيام دراستي بالفاروق المتوسطة فأستضافني في هذا البرنامج، وأيضًا كانت له أدعية دينية يقدمها بصوته الرخيم، وتقديم الأدعية لا يجيدها أي مذيع، والمسألة ليست في تقديم الأدعية بل في الإحساس بها وتقديمها بشكل يلامس مشاعر وأحاسيس المستمعين، وهذا ما كان يميّزه - يرحمه الله -. ويضيف الدكتور عبدالله الشايع: من معاصرتي للراحل سليمان عبيد كنت أشاهده عن قرب أثناء النقل التلفزيوني لصلوات الجمعة والتراويح، كان لا يستعين بورقة أثناء التقديم، كان يتحدث من حصيلة وخبرة، فهو يملك الأساس الشرعي واللغوي والحس الإعلامي، ورغم أن فترات التقديم تطول خلال انتظار إقامة الصلوات لمدة قد تصل إلى نصف ساعة، كان - يرحمه الله -يتحدث بأسلوبه الآخاذ وبدون ورقة، فالرجل كان مدرسة، وهذا إلى جانب ما كان يتمتّع به من أخلاق عالية، وكان عندما يتحدث لا تشعر بأنه مسؤول بقدر ما تشعر بأنه إنسان تحبه ويدخل قلبك، وبكل أمانة أقول أنه استطاع أن ينتقل بإذاعة نداء الإسلام وإذاعة جدة من مرحلة إلى مرحلة بحسّه الإعلامي وخبرته اللغوية، فقد جمع كل الصفات الجميلة، ندعو الله له بالرحمة والمغفرة، وأن يصبر أهله وذويه، إنه سميع مجيب. نموذج يحتذى به وقالت الإذاعية القديرة نجوى مؤمنة: الأستاذ سليمان عبيد الموسوعة ورائد من رواد الإعلام السعودي بل والعربي، إننا أمام هذه القامة الكبيرة نجد أنفسنا محتارين من أين نبدأ، فالأستاذ سليمان الأخ والزميل والصديق هو موسوعة دينية لغوية ثقافية اجتماعية وسياسية، تعلمنا منه الكثير، نبأ وفاته -يرحمه الله- كان فاجعة لنا كإعلاميين ولزملائه الذين عاصروه وأنا منهم، لم يكن مديرًا فقط، بل كان للجميع أخًا صادقًا، والناصح الأمين، كان نموذجًا يحتذى به سواء عندما كان مديرًا لإذاعة نداء الإسلام أو مديرًا عامًا لإذاعة جدة. كنا نشاهد هذا الصرح في عهده يعج بالكتّاب والأدباء والشعراء لمشاركتهم في برامج الإذاعة التي كانت في عهده في أوج عطائها وتألقها، وكان مرجعًا حتى للمراقبين اللغويين والدينيين لغزارة ثقافته، وكان يتابع بنفسه سير العمل ويحرص على الخلق القويم لأن الإعلامي كما كان يقول ُيعتبر سفيرًا بأخلاقه وتصرفاته، إنه ثروة معرفية فقدناها وفقدها الإعلام السعودي، كان يدير العمل بنجاح وذكاء ليصل إلى الهدف الذي وضعته حكومتنا الرشيدة الذي يحمل رسالة سامية وهادفة لما لهذه الدولة من ثقل في العالم الإسلامي وفي العالم أجمع، كان يميّزنا في عهده أننا كنا نعمل بروح الفريق الواحد، وهذا ما حصدناه معه من النجاح، لا أستطيع أن أذكر أو نعدد محاسن الإعلامي الكبير سليمان عبيد، فالإنسان عندما يرحل يترك دائمًا عمله، ونِعم ما ترك الأستاذ سليمان، ترك بصمات رائعة في تاريخ إذاعتنا، وترك سيرة عطرة يفوح عبيرها كلما ذُكر اسمه، فجزاه الله كل خير لما قدمه للإعلام والإعلاميين، وأشكر زميلي الأستاذ سمير بخش مدير عام إذاعة جدة على عمل برنامج خاص عن الراحل الأستاذ سليمان، وأتقدم بخالص العزاء لأبناء وبنات وأسرة الفقيد الكبير، وأخص ابنته الأستاذة رجاء سليمان عبيد مديرة المدرسة الثانوية العاشرة بجدة، وابنه الأستاذ أيمن من مدارس الرياض، وإلى كافة عائلته، وأدعو الله الكريم أن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. هادئًا تقيًا متزنًا وقال الإعلامي محمد الراعي: رحم الله الأستاذ سليمان عبيد، الإعلامي الكبير، المعروف ببرامجه الدينية الناجحة ومنها «في ظلال القرآن» ومسابقة القرآن الكريم في رمضان، كان هادئًا تقيًا متزنًا، غادر الإذاعة والجميع يكنون له كل الحب والتقدير، ومنذ تقاعده - يرحمه الله - لم يظهر ولم يشارك في أي عمل إعلامي، فقد آثر الحياة بعيدًا عن الإعلام إلى أن توفاه الله الكريم.
مشاركة :