قالت الروائية أميمة الخميس إن ديوان ألف صباح وصباح المشترك بينها وبين الشاعرة فوزية أبو خالد بدأ كرسائل خاطفة لأستاذة جامعة مع تلميذتها حيث تمددت فروع شجرة (جاك) السحرية نحو سماء غامضة، وداخلت صباحاتنا رسائل تلوح به الأستاذة بصولجانها فوق فرس الشعر وتحاول الطالبة أن تراكض الصهيل وتطوع الانبهار بموازاة النهار. جاء ذلك خلال الملتقى الثقافي الذي أقيم مساء أمس بخيمة جمعية الثقافة والفنون بالرياض والذي يشرف عليه الناقد د.سعد البازعي. واعتبرت أميمة أن الشعر بالنسبة لها عالم ذكوري متجهم قصي وموصد دونها ولا يقال إلا في مجلس الرجال الكبير لكن فوزية أبو خالد هي التي جلبت لي مهرة الحرية والحرير وطلبت مني أن أربت على رأسها، وأهمس في أذنها أمنيتي، وحتما ستأخذني نحوها، ناولتني الشوكة الذهبية التي تلتقط الثمار البعيدة فوق أغصان سدرة المبتدأ. ولفتت المحاضرة إلى أن الصباحات التي جمعتها بأستاذتها فوزية أبو خالد بدأها على أطراف أوراق المحاضرات والكتب المهربة ثم أصبحتا يتراسلنها بالفاكس صباح كل خميس. فوزية أبو خالد: تجربتنا لا تقبل التصنيف والقوالب النقدية الجاهزة ومضت الخميس قائلة إن تلك الرسائل كون يتكوّن، ودائرة تتّسع حلقاتهاحلبة رقص فجرية غجرية، خطا داخلها إخوتنا وأمهاتنا وأحباؤنا.. كل من يمر بنا بات يشاركنا دبكة ألف صباح وصباح إلى أن أنهكنا الرقص فتوقفنا..وظننا أن الزمن أسدل بلسمه، والفرق الراقصة غادرت الكواليس مختتمه ورقته ورقته بقوله: حينما مرضت فوزية كنت خائفة هشة ومنكسرة وشعرت أن الترياق الوحيد الذي سيجعل لساني يتقلب في حلقي وأنا أعودها هو ماء الصباح.. فعدت أكتب فوق ورق الصباح، لكن الأوراق باتت شاشة الكمبيوتر والوسيلة كانت الواتس أب بدلا من الفاكس. وبينت فوزية أبو خالد أن ألف ليلة وليلة لم تعد تكفيها فحلت عبر الف صباح وصباح حيث كنا في الأيام العادية للحالمات المكافحات الشائكات من النساء، يتقدم الوقت ولا تكف عن تحويل الليل إلى صباحات والبحر إلى مداد، وامرأة الصياد إلى سرب بجعات متوحشات. وبينت أبو خالد أنه لم تكن تقصد استعادة سيرة ألف ليلة وليلة ولا تجديد أشرطة الذاكرة لا بشرورها ولا بنشوة المخاض أو هيبة الخيبات وفوبيا المرتفعات. إنها محض تجربة بسيطة إن لم تكن طائشة خلال لحظة مبكرة من عمر الوطن قبل اثنين وعشرين عاماً في الاجتراء على مشاغبة الأمل والرشا والوعول وسطوة المعهود وأعشاب الصمت وأفراس الكلام لاجتراح محاولة لا تكترث بفشل أو نجاح نحو مزيد من التوغل الفردي والتورط الجمْعي في لعبة الكتابة. واعتبرت أبو خالد أن تجربة ألف صباح وصباح تجربة نوعية تستحضر مادة أدب الرسائل إلى الواقع التأليفي الحالي لكن بنسق مختلف لا يقبل التصنيف أو القوالب النقدية الجاهزة، بقدر ما يقبل المساحات الأدبية الأوسع والتي تؤمن بفضاءات الكتابة غير المحدودة وشارك في ليلة الملتقى الثقافي الفنانة المصرية سارة وقدمت معزوفات وسمفونيات موسيقية بين الوقفات الشعرية تخللتها مقاطع موسيقية لأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وغيرهم. الزميلة أميمة الخميس خلال مشاركتها أمس (عدسة/ يحيى الفيفي)
مشاركة :