البحرين نسيج من التعايش فشلت إيران في تمزيقه زوّار دولة البحرين قد يفاجؤون بحالة الوئام والتعايش بين مختلف الأطياف الدينية والمذهبية التي تمارس شعائرها بمنتهى الحرية، ويأتي عنصر المفاجأة هذا خصوصا لدى الذين تأثروا بما تحاول حكومة طهران تسويقه لمآربها السياسية عبر ما تضخه إعلاميا حول التمييز المذهبي في هذا المجتمع المتسامح. العربسلام الشماع [نُشرفي2016/10/20، العدد: 10430، ص(13)] إيران فشلت في أخذ شيعة البحرين رهينة سياسية أخفقت إيران، على الرغم مما أنفقته من أموال وما دربته من عصابات طائفية، في تحويل البحرين من نموذج للتعايش والتسامح في العالم إلى نموذج للفوضى والعداء المجتمعي والتشدد والعنف. مازال يتجاور فيها المسجد مع الحسينية الشيعية، والكنيسة المسيحية والكنيس اليهودي، والمعبد الهندوسي، كما يتزاور البحرينيون في المناسبات على مختلف انتماءاتهم الدينية والمذهبية. وتنشط في البحرين، اليوم، جمعية كبيرة للتسامح وتعايش الأديان أسسها مدنيون في المجتمع البحريني وتقف بوجه المحاولات الإيرانية الساعية إلى ضرب هذه الروح التي يتمتع بها البحرينيون ويحافظون عليها منذ ما قبل الإسلام. يشير نائب رئيس الجمعية عبداللطيف الخاجة، في حديث لـ”العرب” إلى أن إحصائية عدد السكان في البحرين لسنة 2001 بينت أن أغلبية السكان يعتنقون الإسلام (شيعة وسنة)، و9 في المئة من البحرينيين مسيحيون، و9 في المئة موزعون بين يهود وسيخ وبهائيين وهندوس، أو لهم أديان أخرى، وهو ما يؤكد بالطبع وجود حرية واسعة في ممارسة الشعائر لمختلف الديانات. أعضاء جمعية التسامح وتعايش الأديان البحرينية سيتوجهون إلى الفاتـيكان بهدف تعريف أكبر مرجعيـة دينية مسيحيـة في العـالم على روح التسـامح والتعايش بين الأديان في البحرين ويبلغ عدد المساجد 2091 مسجدا، وعدد المآتم والحوزات الدينية للطائفة الشيعية تجاوز ثلاثة آلاف، وأبناؤها يمارسون شعائرهم الحسينية المتمثلة في إقامة مواكب العزاء في أيام شهر محرم ولياليه بحرية تامة، بالإضافة إلى أن الحكومة البحرينية تمنح إجازة سنوية يومي التاسع والعاشر من محرم مشاركة منها في ممارسة هذه الشعائر واحتراما لها. ولفتت عضو الجمعية نجاح حميد صنقور، (من الطائفة الشيعية)، إلى أن مشاركة أبناء الطائفة السنية والمسيحيين واليهود والبهائيين في تبادل الزيارات للمآتم والحسينيات أثناء فعاليات عاشوراء، ومشاركة الشيعة في المناسبات الدينية لتلك الأديان والطوائف، أوجدت نوعا من التعايش بحيث تكونت ثقة لدى جميع الطوائف بفضل هذه الحرية. وفي شهر نوفمبر المقبل سيتوجه أعضاء جمعية التسامح وتعايش الأديان البحرينية إلى الفاتـيكان بهدف تعريف أكبر مرجعيـة دينية مسيحيـة في العـالم على روح التسـامح والتعايش بين الأديان في البحرين. وفي 2013 كانت هذه الجمعية وراء الصلاة الجماعية التي شهدتها البحرين ووراء جلسات الدعاء من أجل السلام، واستضافت المرنّم العالمي مايكل دبليو سميث، وأقامت له احتفالية عالمية على الهواء مباشرة. وفي فبراير من العام الحالي استضافت الجمعية المطران حنا، رئيس أساقفة القدس، الذي فوجئ بأن في البحرين 104 كنائس على الرغم من صغر مساحة البلاد، وأن فيها معبدا هندوسيا رئيسيا و4 أخرى فرعية، وأنها الوحيدة المسموح فيها للهندوس بحرق موتاهم وفقا لمعتقداتهم الدينية، كما استضافت زعيم المعارضة الباكستانية، مولانا فضل الرحمن، تقديرا لموقفه الرافض للسياسة الإيرانية أيام عاصفة الحزم وتصريحه الشـهير بأن المملكة العربية السعودية خط أحمر. ومن أهم من استضافتهم الجمعية المتطرف الهندوسي السابق، سوامي لكش مي جاندرا، والذي كان يطالب بحرق المسلمين في الهند في العام 2011، وقرأ كتابا عن النبي فتحول جذريا وأخذ يدعو إلى التفريق بين الإسلام والمتأسلمين. وزار أعضاء الجمعية واشنطن ولندن وفلسطين وكوريا وأقاموا معارض متجولة فيها ووزعت نشريات للتعريف بأهدافها، وتعقد الجمعية شهريا مؤتمرا عبر التلفزيون مع الجمعية المسيحية العالمية للسلام ومقرها كوريا الجنوبية، مع زيارات للوزراء وسفراء الدول في البحرين. إيرانأخفقتعلى الرغم مما أنفقته من أموال وما دربته من عصابات طائفية، في تحويل البحرين من نموذج للتعايش والتسامح في العالم إلى نموذج للفوضى والعداء ومما يؤكد أن هذه الجمعية كانت ردا شعبيا للوقوف بوجه المحاولات الإيرانية الرامية إلى تمزيق النسيج البحريني المتعايش والمتسامح هو قصة تأسيسها، التي يعود عبداللطيف الخاجة ليرويها بالقول إن لتأسيس الجمعية مرحلتين غير رسمية ورسمية، بدأت الأولى عندما اجتمع شباب من الأديان والطوائف التي تضمها البحرين في العام 2007 لتأكيد أن مجتمعهم متسامح بعد شعورهم بأن ثمة من يريد استهداف هذه الخاصية فيه. وبعد الأحداث المؤسفة التي جرت في البحرين في العام 2011 فكر هؤلاء الشباب بترجمة نشاطهم وتوسيعه وساروا بالعملية، وفي العام 2012 زاروا العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة فطلب منهم تحويل نشاطهم إلى نشاط رسمي، وفي نوفمبر من العام 2013 اجتمعوا في دار القرآن وأطلقوا الجمعية بصفتها الرسمية، وما زالت تعمل من دون أن تتلقى أي دعم من الدولة ولا من أي جهة أخرى، ونفقاتها كلها من المجهود الذاتي لأعضائها، على الرغم من حاجة الجمعية إلى 250 ألف دينار بحريني (نحو 665 ألف دولار أميركي) سنويا لتغطية فعالياتها ونشاطاتها. هذا وتشغل منصب النائب الثاني لمجلس الشورى (السلطة التشريعية) امرأة بحرينية مسيحية، ترأست الاجتماعات في المجلس العربي، وللبحرين سفيرة مسيحية، وتقدر العمالة المسيحية بـ100 ألف يمارسون طقوسهم من دون قيود، وتمنح الدولة إجازة رأس السنة احتراما لمناسبات المسيحيين الخاصة، كما لا يجبر الزوج البحريني المسلم زوجته على تغيير ديانتها. ما نراه في البحرين وشعبها لهو تجسيد لمبدأ الوحدة في التنوع، وهو ما يمكن للمرء أن يشهده في جلسة الدعاء الشهرية التي يشارك فيها الناس من جميع أطياف المجتمع وينضمون إلى إخوانهم البهائيين بروح من المحبة والوحدة وتتم خلالها تلاوة الكلمات الإلهية من الآثار البهائية ومن غيرها من الكتب المقدسة لتعزيز الحالة التعبدية والتقرب إلى الله. :: اقرأ أيضاً إقامة معبد هندوسي في أبوظبي يتوج الإمارات أرضا للتسامح
مشاركة :