تحريم الحلال أشد من تحليل الحرام

  • 3/10/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

النسخة: الورقية - سعودي نشرت صحيفة «الحياة» في 23-2-2014 خبراً مفاده بأن هيئة الأمر بالمعروف تمنع بيع أساور الطاقة، التي تحتوي على أحجار كريمة، بقصد العلاج من بعض الأمراض. وقال بعضهم معلقاً: «إن إطالة الشعر ولبس مثل تلك الأساور ظاهرة مرضية مخالفة للشرع، ويجب توقيف وتغريم كل من يطيل شعره، ويضع مثل تلك الأساور». إن من المستغرب القول بمثل تلك الفتوى على إطلاقها، ولاسيما أنه لا يوجد نص واحد في القرآن الكريم، ولا في السنة النبوية الصحيحة، ولا حتى في كتب الفقه الإسلامي ما ينهى الرجل المسلم عن إطالة شعر رأسه. وكل ما استند إليه بعضهم في اعتراضهم على إطالة شعر رأس الرجل هو حديث النهي عن تشبه الرجال بالنساء. وفي الرد على تلك الحجة، يمكن القول: «لو كانت علة النهي - مثلما ذهب إليه بعضهم - بأن إطالة شعر رأس الرجل، تشبهاً بالنساء حرام، فإن حلق الشارب يعدّ أكثر تحريماً؛ لأنه من الصفات الخُلقية الخاصة بالرجل، وإحفاؤه يعدّ أكثر تشبهاً بالنساء من شعر الرأس، وكلاهما سنّة فعلية مؤكدة؟ فكيف نحرّم سنّة ونتغاضى عن أخرى؟ فالرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يحلق شعر رأسه، طوال حياته، إلا ثلاث مرات بقصد التحلل من الحج والعمرة. وكان حريصاً على الاعتناء بشعره فيخضبه بالحناء ويلبدّه بالصمغ، الذي يشابه الآن مادة (الجِل). فهل كان ليغيب عنه - صلى الله عليه وسلم - إن ذلك تشبه بالنساء؟ يقول ابن حنبل: «إبقاء شعر الرأس سنّة». وذهب بعض المالكية إلى أن تقصير شعر الرأس في حال الضرورة فقط؛ محتجين بورود النهي عنه إلا في الحج. وفي «كتاب الشمائل» لابن الجوزي قوله: «وأما حلق الرأس لم يُروَ أنه - صلى الله عليه وسلم - حلق رأسه في غير نسك، فتبقية شعر الرأس سنة، ومنكرها مع علمه بذلك يجب تأديبه». هنا يمكننا أن نتبين أن الذي يقص شعره من دون نسك هو ربما الآثم، وليس العكس. ثم إن القول: إن مثل هؤلاء الشباب لم يطيلوا شعورهم بقصد الاقتداء بالسنة النبوية، إنما ابتغوا من وراء ذلك مسايرة الموضة. أقول: لا يمكن أن نحكم على كل من أطال شعره بالظاهر، «إنما الأعمال بالنيات». ولا يمكننا الدخول في قلوب الناس ومعرفة نياتهم. ولو كان الأمر الأخذ بالظاهر لظننا أن كل من أطال لحيته يبتغي تطبيق السنة النبوية. وهذا لا يُعقل، لأن هناك الكثير من المسلمين وغير المسلمين يطيلون لحاهم بقصد مسايرة الموضة، أو لإقناع الناس بالورع. الأمر الآخر موضوع التداوي بالأحجار الكريمة. ومن المشروع الأسئلة الآتية: أليس الأصل في الشرع حفظ النفس والصحة؟ ومنذ متى كان التداوي حراماً أو مرضاً؟ وما الفرق بين التداوي بالأحجار الكريمة وبين التداوي بالأعشاب أو بالعسل أو بأي مادة أخرى؟ وقد ثبت علمياً أن تلك الأحجار هي وسيلة للشفاء، ويجب أن تلتصق بجسم الإنسان مدة طويلة، لكي يحصل نفعها، فكيف سيلصقها أحدهم بجسمه طوال أيام وربما أشهر؟! حين خلق الله - تعالى - الأرض سخر للإنسان فيها الأحجار الكريمة، للزينة ولمآرب أُخرى، منها علاج بعض الأمراض. ذكر تعالى هذه الأحجار في القرآن الكريم، مثل: الياقوت واللؤلؤ والمرجان. وورد ذكر بعضها في السنة النبوية أيضاً، مثل حجر الكحل الأسود، أو الحجر الأصفهاني. فقد ورد في «الصحاح» أنه كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكحلة يكتحل بها، وقال عن حجر الإثمد: «إن خير أكحالكم الإثمد، يجلو البصر وينبت الشعر ويحد البصر وينفع من حرق النار إذا طلي بالشحم». إن فائدة الأحجار الكريمة ليست مقصورة على الزينة. فهي تعد طريقة مثلى للعلاج الطبيعي السائد في العالم الآن، ومن وسائل الطب البديل، مثل العلاج بالأعشاب. وهذه الطريقة تُستخدم لعلاج العلل النفسية والجسدية عند الإنسان. أما آلية عمل المداواة بالأحجار الكريمة، فترتكز على أساس وضعها على مواضع محددة موجودة في جسم المريض، وهي معروفة ومحددة، ويميزها معالج الطب البديل. هذه المواضع تشير إلى المرض الذي يعاني منه الشخص، فإذا كانت المشكلة الصحية في المعدة، مثلاً، يوضع الحجر الكريم على المعدة، وأن يكون على تماس مع الجلد باستمرار. ومن الأفضل استعمال أي حجر كريم كما هو متوافر في الطبيعة، من دون كسره أو صقله أو ثقبه، لأن الذبذبات تكمن في داخله. يقول الدكتور هوال رائد العلاج بالأحجار الكريمة: «إن العلاج يقسم المرضى إلى ثلاثة أقسام رئيسة: المائي. الناري. الهوائي. يوجد جسم آخر للإنسان غير الجسم الفيزيائي، وهو الجسم الروحي، وهذا الجسم يشكل اهتزازات من الصور ويتشكل بطريقة بحيث تخلق مراكز طاقة متعددة. ومن أمثلة الأحجار الكريمة وفوائدها: حجر المرو: له منافع كثيرة. وحجر الأمتست: يقوي الجهاز العصبي وذو مفعول نفسي جيد. مضاد للقلق والتوتر العصبي. يقاوم الضغوط. ضد الغثيان وأوجاع الرأس. وحجر الأوبال - ويُعرف بالكوارتز -: يستخدم لعلاج مرض الربو القصبي وتقوية حاسة البصر والتوتر والضغوط العصبية والنفسية والاكتئاب والحزن وضعف الذاكرة. وحجر الجت: يستعمل لعلاج لالتهابات الأجفان ويفتت حصى الكلى، وضد خفقان وسرعة نبضات القلب، وحالات الصداع. حجر الأونيكس: له فوائد صحية متعددة، مثل: تسهيل عملية الولادة المتعسرة وعلاج اليرقان وتسريع اندمال الجروح. الألماس: يستخدمه الأطباء في علاج الحالات المختلفة من الشلل والصرع وتضخم الطحال وأمراض العيون. التوباز: يستخدم لعلاج الأزمات الصدرية، وجميع أمراض الحلق والحنجرة، إضافة إلى الأمراض المعدية، مثل الحصبة. والمرجان: مفيد في علاج أمراض الدم والأمراض الجلدية والجنسية وأمراض الكبد. والزمرد: يستخدم في علاج حالات التوتر ومشكلات القلب والأمراض الجلدية. أما اللؤلؤ» فيفيد في علاج الأزمة الصدرية والإسهال ومشكلات سن اليأس. إن تحريم الحلال أشد من تحليل الحرام؛، لأن تحليل الحرام إذا لم يتبين تحريمه فهو مبني على الأصل، وهو الحِل. فلا يمكن أن نحرم إلا ما تبين تحريمه، ولأنه أضيق وأشد. والأصل أن تبقى الأمور على الحِل والسعة حتى يتبين التحريم.     *باحث في الشؤون الإسلامية. khtib_abdul@hotmail.com

مشاركة :